دبي: في الوقت الذي لا يزال العالم يحبس شهقات صدمته من حادثة سقوط طائرة الركاب الفرنسية في المحيط الأطلسي مطلع يونيو/ حزيران الماضي، تزداد ملابسات كارثة الرحلة AF-447 غموضاً، بعد فشل المحققين في العثور على أدلة قد تساعدهم في كشف هذا اللغز.

و تثيرالمعلومات المتوافرة حول الكارثة أسئلة أكثر مما توفر أجوبة، مشيراً إلى أن مجمل المعلومات التي جاءت على لسان كبير المحققين بالحادث، آلان بويلارد، الخميس الماضي، تظهر أن أسباب سقوط الطائرة لا تزال سراً يلفه الغموض، بعدما تبين أنها لم تنفجر في الهواء، وبالتالي باتت الساحة مفتوحة لشتى أنواع التكهنات. تبينالمعلومات أن الطائرة كانت تمر في منطقة لا تعد خطرة، حيث تمكنت الكثير من الطائرات من التغلب على عواصفها والاضطرابات الجوية فيها، بالاضافة الىأن الطائرةهي من طراز quot;إيرباص A330quot;، مما يجعلها على أحدث طراز ممكن.

و تعتبر الحجج التي يقدمها البعض بأن الطائرة دخلت في عاصفة أصابتها بأضرار هوت على إثرها، مجرد تكهنات بلا أساس، لأن التحقيقات ترجح أن الطائرة لم تنفجر أو تنشطر في الجو، بل الظاهر أن طاقم الطائرة فقد سيطرته عليها في وقت ما أثناء الرحلة، مما دفعها إلى السقوط بالمحيط.

أكثر من هذا،لا تعرف حتى الآن السبب وراء اقتراب الطائرة من عاصفة فوق المحيط عند وقوعها،و لا يعرف المحققونتى الآن إن كانت الطائرة قد حطمت أو انشطرت أصلاً وهي مقلعة في الجو.

الاحتمالات حول الطائرة متعددة للغاية، بدءاً من كونها ضربت بصاعقة كهربائية وصولاً إلى عدم تمكن رؤية قبطان الطائرة مساره جيداً، نظراً للظلام الدامس، ولا يزال حتى الآن من غير المعروف إن كان قبطان الطائرة، والذي تم التعرف على جثته من بين الجثث القليلة التي عثر عليها، كان هو بالفعل الذي يقود الطائرة عند وقوع الحادث، أم أنه كان قد أخذ قسطاً من الراحة، كما هو متبع في هذا النوع من الرحلات.

ومما زاد الطين بلة، أنه لم يتم العثور حتى الآن على سترات إنقاذ من ضمن حطام الطائرة، مما يعني أن ركابها لم يشعروا أو يتصرفوا على أساس أنهم في وضع خطير أثناء سقوطها.

الى ذلك يكمن الأمل الوحيد في العثور على الصندوقين الأسودين في الطائرة، واللذين من شأنهما أن يميطا اللثام عن العديد من أسرار الطائرة المنكوبة، مع العلمأن حتى هذا الأمر ليس مضموناًً، فمن المعروف أن صلاحية الصندوقين لا تتجاوز 30 يوماً.

وكان قد أعلن الخميس أن فرق البحث ستواصل أعمال التنقيب عن الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة المنكوبة، حتى العاشر من يوليو/ تموز الجاري. وأوقفت السلطات البرازيلية عمليات البحث عن جثث الضحايا في 27 يونيو/ حزيران الماضي، بعد العثور على 51 جثة، من بين 228 شخصاً كانوا على متن الطائرة، كما عثرت على نحو 600 قطعة من حطام الطائرة، من طراز quot;إيرباص A330quot;، إضافة إلى بعض المتعلقات الخاصة بالركاب.