الفطر يحل هذا العام في مصر والبلاد تعيش تخوفا من أنفلونزا المكسيك. يمارس المصريون في العيد النشاطات المتنوعة لا سيما زيارات الاهل والأقارب والجيران بالإضافة إلى الإحتفالات المتنوعة كل عائلة بحسب إمكانياتها المادية المتوفرة.

استقبل المصريون عيد الفطر المبارك بحملات من التحذيرات والشعارات التى تعكس القلق والترقب ، بشكل يؤكد ان المظاهر والملامح المميزة للعيد قد لا تجد لها مكانا هذا العام فى مصر . فقد سبق العيد حملة تحذيرات من الزيارات المتبادلة وارتياد الأماكن الترفيهية التى تزحم بالجماهير مثل دور السينما والمسارح والحدائق والمنتزهات ، ورفع البعض شعارات جديدة تدعو الى عدم التحرش ، منعا لتكرار الإحداث المؤسفة التي شاهدتها الأعياد السابقة من جرائم التحرش الجنسى الجماعي فى الشوارع .

فعلى شاشات التلفزيون المصري والقنوات الفضائية المصرية بدأت حملة مكثفة فى الايام القليلة الماضية قبل عيد الفطر تدعو المواطنين الى تقليل الزيارات المتبادلة قدر الإمكان خوفا من الإصابة بأنفلونزا ايه اتش1ان1 ، والحرص خلال تبادل التهنئة مع المواطنين وبعضهم البعض ، فى محاولة لمنع ابرز ملامح العيد المتمثلة فى التواصل والتواد والتراحم .

لكن هذه الدعوات المكثفة التى تعكس القلق والترقب الرسمي والحكومي من انتشار الفيروس المميت فى مصر ، لا يقابلها المواطنون بحماس وجدية ، فبالرغم من تزايد حالات الإصابة بالفيروس بشكل لا يمر يوما دون ظهور وزير الصحة او احد الممثلين عنه للإعلان عن حالات جديدة ، الا ان المواطنين غير عابئين بالإصابة بهذه الأنفلونزا سواء لاعتقادها بانها غير خطيرة او من باب الإيمان quot; لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا quot;.

quot; الحكومة لم تعد أمامها شيئا تحاربه باسم الأنفلونزا quot; هكذا قال عبد المرضى النمر ، موظف بإحدى شركات الغاز بمحافظة المنوفية ، شمال القاهرة . quot; منعت العمرة وفرضت قيود على الحج ومنعت الموالد وتطالب الآن بعدم تبادل الزيارات وتبادل التهنئة و التواصل والتراحم ، كيف ذلك يسمى عيد؟!! quot;، ويتابع عبد المرضى قائلا quot; الحكومة تريد تنفيذ الحجر علينا ، لكن لن تستطيع quot;.ويسود اعتقاد بين بعض المواطنين ان إجراءاتها لمكافحة الأنفلونزا ليست لأغراض صحية فى الأساس .

وتدعو الحملات المكثفة أيضا الى اتباع إجراءات الوقاية من المرض وغسل المياه والصابون والتخلي عن القبلات والأحضان ، وظهرت تحذيرات أيضا من ارتياد الأماكن المزدحمة والسينما والمسارح ، ما يهدد أفلام العيد بتدني نسبة المشاهدة وفشل الموسم وإفلاس الشركات المنتجة .

فايس بوك

ومن جهة اخرى ، أطلق عدد من الشباب مجموعة جديدة على موقع الفايس بوك الشهير تحمل عنوان quot; هعيّد وهفرفش.. بس من غير تحرشquot; بهدف وقف التحرش خلال وجعل العيد عيدا مباركا بدون تحرش واحترام الفتيات والسيدات فى الشوارع quot; .

وبدأ الشباب المجموعة quot;شباب مصر اللي بجد عارف إن رب رمضان هو رب باقي الشهور، وبالتالي عيب جدا يكون ببصلي التراويح ويقيم الليل لحد آخر يوم في رمضان، ومن أول يوم في العيد نلاقيهم يتحرشوا بالبنات في الشوارعquot; .

وطرحت المجموعة عدة أسئلة للإجابة عليها من عينة quot;ماذا تفعل إذا وجدت شخصا يتحرش بامرأة؟ كيف نوقف ظاهرة التحرش؟ لماذا يتحرش الشباب؟quot; وتسابق المشاركون فى الرد عليها باراء متباينة ، منهم من شدد على أهمية تمسك الفتيات بارتداء الملابس الفضفاضة والحجاب ومنهم من أكد على تسهيل الزواج على الشباب وإصدار أحكام سريعة على المتحرشين، والفصل بين النوعين في كل وسائل الموصلات .

وقد أصبح التحرش الجنسي عادة مقترنة بعيد الفطر وعيد الأضحى في مصر منذ 25 أكتوبر 2006، عندما شهدت أول أكبر حادثة تحرش في أول يوم من عيد الأضحى عندما تجمعت حشود من الشباب فى وسط البلد وراحوا يتحرشون باي سيدة و فتاة فى الشارع محاولين نزع ملابسها بالقوة واغتصابها ، وتكررت هذه الحوادث الجماعية للتحرش فى اماكن اخرى ، مثيره حالة من القلق الشديد فى أوساط المجتمع وصل صداها الى مجلس الشعب المقرر ان يصدر تشريع بشأنها فى وقت لاحق .