أشارت الفنانة العراقية، هبة صباح، إلى اشتياقها إلى أدوار الحب، مؤكِّدة أن صنَّاع الدراما يهمِّشون الممثلين الشباب.


بغداد: أكَّدت الفنانة العراقية الشابة، هبة صباح، أنها لن تقبل أن تؤدّي شخصيّة لا تشعر بها أو لا تتخيَّلها تفجِّر طاقاتها، لأن الإحساس بالشخصية يجعلها تؤديها بصدق لتصل إلى المتلقي، مشيرة إلى أنها تكره تكرار وجهها على شاشات الفضائيات إلَّا في حال كانت الشخصيات مختلفة عن بعضها شكلاً ومضمونًا.

وقالت الفنانة هبة أنها تشتاق للعب أدوار الحب لأنها شابة فضلاً عن جمال هذه الأدوار، ولكنها ترى أن الحب في الزمن الحالي ليس مثل الحب في الأزمنة الماضية، موضحة أنه لا يخضع للظروف الأمنية والإجتماعية العامة التي قد يكون لها تأثيرها على حياة المحبين، وقالت: quot;إن الحب وحده لم يعد يكفي لأنني لا أستطيع أن أوفِّر لمن أحب الوسائل التي تريحهquot;.

ما هي آخر الأعمال الدرامية التي انتهيت منها؟
شاركت في عدد من المسلسلات هي quot;القناصquot; من إخراج أركان جهاد، جسَّدت فيه شخصية ثانوية لسكرتيرة تمارس النميمة والنفاق في الدوائر الحكومية، إضافة إلى quot;طريقة انعيمةquot; من إخراج حسن الشاوي وجسِّدت فيه شخصية quot;صفاءquot; خريجة علم الاجتماع وهي فتاة واعية تتعرَّض للخداع من قبل أهلها وفجأة تكتشف أن الذي عاشت معه لسنوات ليس اباها، وأن والدها الحقيقي مسجون في (نكرة السلمان) والذي تسبَّب في سجنه تزوَّج امها، فتعاني من حالة صراع دائم وتبقى تبحث عن أبيها الحقيقي، وكذلك شاركت في مسلسل quot;علي الورديquot; الذي لم يعرض بعد، وهذه المسلسلات من إنتاج البغدادية، وفي الشرقية كان هناك مسلسل quot;الدرس الأولquot; من إخراج جمال عبد جاسم، جسَّدت فيه دور المعلمة حنان في مدرسة ثانوية للبنين، تتعرَّض لمضايقات من قبل الطلاب لأن هناك فئة منهم مشاكسون، وعرض المسلسل الحالات السلبية والإيجابية، فكانت حنان شخصية خجولة تعيش قصة حب مع مدرِّس هو الفنان قاسم الملاك، وفي النهاية لا يتزوَّجا، واعتقد أن هذا المسلسل كان من أنجح المسلسلات لأنه يتحدَّث عن الواقع العراقي.

أي شخصية من بين هذه الشخصيات شدتك اكثر؟
كل الشخصيات شدتني إليها، لأنني لا أقدِّم أي شخصية لا تشدَّني إليها أو لا أحبها ولا أجد نفسي فيها، كل شخصية لها طبيعتها ونمطها، لذلك أحببت الشخصيات التي اديتها.

ما شروطك للقبول بتمثيل شخصية ما؟
يستحيل أن أمثِّل شخصية لا تفجِّر في داخلي طاقات معينة، لا أستطيع أن تأدية دور لا أحسَّه، والدليل أنني رفضت العديد من الأعمال التي عرضت عليَّ من ضمنها شخصية رئيسية في مسلسل quot;ضياع في حفر الباطنquot; لأنها لم تعجبني، فأنا لست مجبرة على تمثيل شخصية لا تعجبني، لأن الأهم أن تضيف لي، كما أن الصدق في التمثيل بعد الإقتناع بالدور هو من أهم ما يمكنه أن يوصله الممثل للمتلقي، فأنا اعتقد أن التمثيل بصدق سيصل إلى قلب الإنسان العراقي، ما يمثل نجاحًا له لأنه أدَّى الشخصية بشكل صحيح.

ألا تخشين من تكرار وجهك على الشاشة ؟
أنا ضد تكرار وجهي على الشاشة، لذلك أنا مقلَّة في الأعمال وربما أقل ممثلة تشتغل في موسم رمضان، انا لا احب الظهور كيفما كان، إلا إذا وجدت أن الشخصية التي امثلها تختلف اختلافًا كبيرة عن الأخرى، مثلاً قدَّمت شخصية ثانوية في quot;القناصquot;، لكنني مثلت شخصية رئيسية في quot;طريق انعيمةquot; وفي quot;الدرس الأولquot; لكن الإختلاف كبير بين الشخصيات في الشكل والمضمون.

ما هي الشخصيات التي أحسست أنها الأقرب إلى نفسك ؟
أعتقد أن شخصيتي في quot;الدرس الاولquot; كانت الأقرب لأن أعمال الفنان قاسم الملاك متابعة من قبل الجمهور بشكل كبير، كما أني تميَّزت بشخصية quot;حنانquot; وبات الناس في الشارع ينادوني بـquot;ست حنانquot;، وهذ فضل من رب العالمين أنني نجحت في أداء الشخصية.

كممثلة شابة، هل تشعرين أن النصوص انصفتك ؟
بالتأكيد لا، جميع الفنانين الشباب مهمشين في الدراما العراقية ولا اعرف السبب، هل في المنتج او المخرج أم أن السبب في العملية الانتاجية بأكملها، على الرغم من وجود طاقات شابة هائلة، تحب الفن وتحب أن تمثل، ولكن للإسف غير مستثمرة، ولا أعرف حقيقة السبب الحقيقي وراء هذا.

هل يمكن التأشير إلى خلل معين أنت على تماس معه ؟
يكمن الخلل في واقعنا وواقع الدراما العراقية، لأن المخرج والمنتج يريدان الممثل الجاهز ولا يريدان أن يتعبا نفسيهما مع ممثل مبتدئ، عكس الدراما المصرية التي تؤهل العديد من الوجوه الشابة التي تأخذ أدوار البطولة، والبطولة المطلقة أيضًا، وهنا يتم الإعتماد على الممثل الجاهز وهذا عين الخطأ، نحن لدينا العديد من الفتيات الجميلات والعديد من الشباب الجيدين، فلماذا لا يتم استثمارهم، ولماذا هذا التكرار للوجوه، انا شاهدت خلال رمضان الماضي العديد من الممثلين يظهرون هنا وهناك وفي كل المسلسلات وفي شخصيات متشابهة، حتى أصبح لدينا كمشاهدين ملل من هذا التكرار في الوجوه، فلماذا لا نسعى الى استثمار هذه الطاقات الموجودة، وهذا يفيدنا ويخدم الدراما العراقية.

من يتحمل مسؤولية هذا ؟
الخلل في العملية الانتاجية كلها، في المخرج وفي المنتج وفي القنوات الفضائية نفسها التي لم تضع شروطًا لعدم تكرار الوجوه، وقد عملت قناة البغدادية على فعل هذا، حين قررت ان لا يشترك نفس الممثل في عملين ضمن موسم واحد، ولكن نظرًا لقلة الوجوه الشبابية وخصوصًا البنات تم استثناء بعض منهن لاستثمارهن في مسلسلين او ثلاثة.

ما هي الصعوبات التي واجهتك اثناء العمل في المسلسلات ؟
الوضع الأمني أولاً لأننا صورنا الاعمال بالتزامن مع مناسبة دينية، حيث أغلقت الشوارع ولم نستطع الوصول الى اماكن التصوير، اضافة الى اصوات المولدات الكهربائية الصاخبة وغيرها وغيرها، ثم ان هناك مسألة مهمة جدًّا وهي التصوير الليلي، فنحن كبنات لا نستطيع ان نتأخر كثيرًا مع عدم توفير وسائل نقل توصلنا الى بيوتنا، وللأسف يعاملوننا معاملة الرجال ويريدون منا أن نصور ليلاً وان نغادر لوحدنا متى ما انتهينا، وهذه أثرت علينا كثيرًا.

ألا تشتاقين لأداء أدوار الحب الشبه غائبة عن الشاشة الآن ؟
اشتاق اليها طبعًا ولكن لكل زمن حكاياته، وأدوار الحب اختلفت حاليًا عن الأزمنة السابقة، الآن الحب الذي نعيشه اصبح مرادفًا للاوضاع التي يعيشها العراقيون، فالظرف الأمني الصعب زرع الخوف في قلوب العشاق، أي أن الحب وحده لم يعد يكفي لأنني لا استطيع أن أوفر لمن أحب الوسائل التي تريحه، وهذا ما اختلفت فيه أدوار الحب الآن عن أدوار الحب في الثمانينيات مثلاً حيث كان الحب صادقًا ونظيفًا والأجواء تساعد على الحب.

هل ثمة مسلسل لك يدل على ذلك ؟
شخصيتي في مسلسل quot;طريق انعيمةquot; عاشت قصة حب، وعلى الرغم من أن صفاء أحسَّت بحب محمد الصادق إلَّا أنها تخلَّت عنه بسبب ظروف العائلة والمجتمع، لأن هناك أشياء أصبحت أقوى من الحب في زماننا وهي التي تؤثِّر عليه.

كيف وجدت مستوى الدراما العراقية في رمضان الماضي ؟
جيد جدًّا ولكن زخم الأعمال جعل المشاهد العراقي مشتَّتًا إلى أبعد الحدود لأنَّه لم يعرف ماذا يشاهد، خصوصًا أنَّ كل المسلسلات تبث في الوقت نفسه.