طالب العديد من الفنانين المغاربة بإحداث قناة موسيقية مغربية للترويج للثقافة والفن والموسيقى المغربية إسوة بالبلدان العربية الأخرى.


الرباط: طالب العديد من الفنانين المغاربة بإحداث قناة موسيقية مغربية تساهم في الترويج للثقافة والفن المغربي على غرار البلدان المشرقية التي أطلقت العديد من القنوات الموسيقية للترويج لفنونها الموسيقية، وتساءل البعض الآخر حول خلفيات إحداث قنوات رياضية وتربوية ودينية وإنشاء العديد من الإذاعات الخاصة من دون إحداث قناة موسيقية مغربية كفيلة بالترويج للتراث الفني الموسيقي ومختلف الأنماط الموسيقية المغربية، ورأى البعض الآخر أن إحداث قناة موسيقية مغربية مشروع مربح ماديًا كما سيساهم في دعم الفنانين المغاربة والترويج للأغنية المغربية التي أضحت تحتل مكانة مهمة لدى الجمهور العربي.

وتساءل الفنان، محمد الغاوي، في حديث لـquot;إيلافquot; عن كون بلدان مثل الجزائر وتونس ومصر والسودان ذهبت بعيدًا في المجال الفني من خلال إحداث قنوات موسيقية للترويج لأغنيتها وتراثها الفني بينما المغرب البلد العريق حضاريًا وثقافيًا مازال يفتقر لقناة موسيقية.

وأشار محمد الغاوي إلى أن ضعف الإعلام الفني في المغرب جعل الجمهور يتساءل دائمًا عمَّا يعتبره غياباً للفنانين في حين أن الأمر لا يتعلق بغيابهم عن الساحة الفنية بل بضعف الترويج للإنتاجات الموسيقية المغربية.

وذهل الغاوي الى أن غياب سياسة واضحة لدعم وتشجيع الأغنية المغربية أدى الى اندثار الأغنية الهادفة ذات الكلام الرفيع والتي ارتبطت بكل من الشاعر عبد الرفيع الجواهري والكتاب علي الحداني وفتح الله المغاري والطيب لعلج، داعيًا الى التعجيل بإحداث قناة موسيقية لإسترجاع جزء، لو قليلاً ، مما ضاع من الهوية الثقافية والفنية للمغرب، كما انتقد عدم استثمار أصحاب رؤوس الأموال في المجال الفني الذي يعتبرونه تجارة خاسرة والتركيز بدلاً عن ذلك على الإستثمار في مجال العقارات.

وقال المطرب والملحن، ابراهيم بركات، إن المغاربة، سواء كانوا فنانين أو جمهوراً، هم في أمس الحاجة لإحداث قناة موسيقية للترويج لمختلف الأنماط الموسيقية المغربية وتشجيع الفنانين عبر الترويج لإنتاجاتهم الجديدة وهو ما سيساهم في إعطاء دفعة قوية للفن المغربي.

وأشار بركات في حديثه لـquot;إيلافquot; أن الأسباب تظل غامضة بخصوص عدم إحداث قناة موسيقية مغربية، علمًا أن هناك أصحاب رؤوس أموال يودون الإستثمار في إحداث قناة موسيقية، مشيرًا الى أن هناك قنوات عربية تقدمت بطلب الترخيص من الهيئة العليا للسمعي البصري (الجهة الوصية التي تمنح التراخيص في المغرب) لكنها لم تحظَ بموافقة الجهات الرسمية.

وقال إنه لم يعد يفهم هذا التأخر في إحداث قناة موسيقية، علمًا أن القناة الأولى والقناة الثانية لم تعودا تهتمان بالترويج للكليبات الجديدة وأوضح أن الفنان يتكفل شخصيًا بتصوير كليبات من ماله الخاص لكن القناة الأولى تمتنع عن بثها عبر التلفزيون كي يتعرف عليها الجمهور المغربي، أما القناة الثانية فتكتفي ببث الكليبات الجديدة لمرة أو مرتين.

وأشار إلى أن ضعف الإهتمام بالترويج للإنتاجات الفنية يؤدي إلى حالة احباط عارمة في صفوف الفنانين الذين أضحوا يلجأون الى موقع quot;يوتيوبquot; لبث كليباتهم الجديدة أو الى القنوات الموسيقية العربية التي تتطلب أحيانًا بعض التدخلات، واقترح بركات إنشاء قناة موسيقية بدعم من الدولة بنسبة 50 في المئة على أن تخصص النسبة المتبقية للقطاع الخاص، مؤكدًا وجود مستثمرين مستعدين للإستثمار في إحداث قناة موسيقية الى جانب الدولة.

الموقف نفسهدافع عنه الفنان الشاب، معتز أبو الزوز، الذي توقع نجاح القناة الموسيقية المغربية في حال إطلاقها على غرار القنوات الموسيقية العربية، كما انتقد ضعف اهتمام القنوات المغربية بالأغنية المغربية على الرغم من وجود بعض البرامج التي تبقى غير كافية.

من جهتها قالت المطربة في صنف الطرب الحساني، رشيدة طلال، أن الحفلات التي يحييها الفنانون خارج أرض الوطن للترويج للفن المغربي تبقى غير كافية، داعية هي الأخرى الى إحداث قناة موسيقية للترويج للفن المغربي بمختلف انماطه (الحساني، الأمازيغي، العصري، الشعبي).

وقالت رشيدة طلال إنه في غياب دور للإنتاج وصناعة النجوم في المغرب لا يعقل أن ينتج الفنان أغاني وكليبات من ماله الخاص ليضعها على الرفوف، ولابد من الترويج للثقافة المغربية لدى الشعوب الأخرى، وقالت إن الأغنية المغربية محبوبة لدى الشعوب العربية علمًا أن العديد من الفنانين في المشرق قدموا أغاني مغربية مثل باسكالا مشعلاني، ومريام فارس وغيرهما.

وأوضحت أن هناك عدة شركات لإنتاج الأفلام والأغاني قادرة على الإستثمار في إحداث قناة موسيقية اذا أتيحت لها الفرصة، مشيرة الى أن عدم إحداث قناة موسيقية لا يمكن إرجاعه الى أصحاب رؤوس الأموال الذين يفضلون الإستثمار في قطاعات أخرى مربحة مثل العقار.