صدور الشَّائعات حول الفنانين وحياتهم وعلاقاتهم المهنيَّة والشَّخصيَّة ليس بالأمر الجديد، فكيف تعاطى النجوم السوريون معها في ظلِّ الأحداث الَّتي يشهدها بلدهم.


الرياض: لا يعد تأليف الشائعات وتداولها حول النجوم أمرًا جديدًا، منذ بداية عصر النجم في المسرح البريطاني قبل قرون بدأ الجمهور بتأليف شائعات طالت أعمال هؤلاء الفنية وعلاقاتهم في ما بينهم وعلاقاتهم الشخصية والعاطفية وأنباء زيجاتهم ووفاتهم، بل وحتى شؤون الملبس والمأكل المتعلقة بهم.

بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا، تركزت الشائعات أكثر ما تركزت على مواقف هؤلاء السياسية ومناصرتهم لهذا الطرف أو ذاك، ومع أن الكثير من الفنانين أطلوا عبر قنوات إعلامية متعددة ليعلنوا تأييدهم أحد الطرفين، إلا أن صمت قسم لا بأس به منهم فتح الباب أمام إطلاق شائعات تتناول مواقف غير حقيقية.

ولم تقتصر الشائعات على الفنانين الصامتين، بل امتدت لتطال مواقف فنانين معروفين بتأييدهم لأحد الطرفين، وذلك عبر فبركة تصريحات أو اقتباس أقوال منسوبة لهذا النجم أو ذاك من دون أن يكون قد صرح بها أساساً.

موقع التواصل الاجتماعي quot;فيسبوكquot; كان ميدانًا بارزًا للشائعات هو الآخر، سواء بتناقل تصريحات وهمية، أو عبر إنشاء حسابات شخصية بأسماء فنانين معروفين ومن ثم إغراقها بمواقف وتعليقات وآراء لا أساس لها من الصحة.

أول الفنانين السوريين الذين تعرضوا لهذا الموقف كان جمال سليمان، بعد زيارة قام بها الى العاصمة القطرية الدوحة بعد أسابيع فقط على اندلاع الاحتجاجات، حينها نسبت صفحات مؤيدة للنظام السوري لسليمان شكره لقناة الجزيرة القطرية على موقفها، لكن سرعان ما نفى الفنان السوري ذلك بشكل قاطع، متهمًا مطلقيها بمحاولة الإساءة له والتسبب بأذيته انتقامًا من مشاركته في مهرجان الدوحة السينمائي.

مطلع العام الحالي، راجت شائعة عن الفنان الشاب باسل خياط، مفادها أنه قرر اعتزال الفن كنوع من الاحتجاج على ما تشهد بلاده من أحداث، بعد الشائعة بأيام، نفى خياط عبر مكتبه الصحفي صحة ما راج، وقال إنه يتواجد في الإمارات العربية المتحدة ويتنقل بين دبي وأبوظبي لاستكمال دراسته في أكاديمية للإخراج السينمائي هناك، وأكد في حينها أنه يعكف على قراءة نصين لمسلسلين تلفزيونيين لم يوافق بعد على لعب بطولتهما.

وأشار المكتب الصحافي لخياط إلى أنّ شائعة الاعتزال انتشرت بعدما اعتذر عن عدم المشاركة في بطولة عملين في الدراما السورية بسبب تنقله الدائم بين دمشق وأبوظبي، وهما quot;بنات العيلةquot; للمخرجة رشا شربتجي،وquot;المفتاحquot; لهشام شربتجي.

الفنانة الشابة تاج حيدر، كان لها أيضًا نصيب من الشائعات، إذ نُسبت إليها أقوال تناهض فيها النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، سارعت الفنانة الشابة إلى نفي ذلك، والتأكيد أنها لا تملك أي حساب على موقعي quot;فيسبوكquot; أو quot;تويترquot;، وأعربت عن انزعاجها، معتبرة أن ذلك quot;يندرج ضمن الشائعات التي تُقحم الفنانين السوريين في مواقف سياسية معينةquot;.

آخر من طاولتهم الشائعات، كانت الفنانة سوزان نجم الدين، التي نُسب إليها تصريح اتهمت فيه أهالي منطقة الحولة بذبح أطفالهم في محاولة منهم للصق التهمة بالنظام السوري من أجل تشويه سمعته عالميًا، نجم الدين نفت في حوار صحفي ذلك، وقالت إن من روج الشائعة quot;يريد استهدافي واستهداف تاريخي ووطنيتي، أكاد لا أصدق أن هناك أشخاصًا ينسبون إلى شخص معروف في بلده أنه يقول بأن عائلات تقتل أولادها بهدف اتهام النظام بقتلهم، كلامهم فارغ، لكنه في جانب من الجوانب مؤثر، وأنا لن أكتفي لاحقًا بالنفي، لكن الظروف الحالية لا تسمح بأكثر من ذلكquot;.

وأضافت الفنانة السورية: quot;أكثر ما آلمني شائعتان، تحدثت الأولى عن هروب عائلتي إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب الأحداث الجارية في سوريا، بينما الحقيقة هي أن عائلتي ومن الأساس تقيم سنوياً لفترة في أميركا، وذلك لإقامة عائلة زوجي هناك، أما الثانية والتي آلمتني كثيراً، فقد كانت الحديث عن طلاقي من زوجي على خلفية الموقف السياسي لكل منا، فاتهمت بأنني عارضت زوجي لأنه مؤيد للنظام وبهذا وضعوني في خانة المعارضة، بينما الحقيقة هي أنني وزوجي لسنا مؤيدين ولسنا معارضين، بل إننا مع البلد ومع سوريا ونعدّها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو المساس بهquot;.

وبينما تتزايد الشائعات في هذا الخصوص، يلوم النقاد الفنانين على ذلك، لأنهم بصمتهم وتجنبهم اتخاذ المواقف والتزامهم quot;الحيادquot; يسمحون لكل من هب ودب بترويج ما ليس له أساس من الصحة.