عبّرت الفنانة العراقية آمال ياسين عن استغرابها لعدم مشاركتها في أي عمل فني طوال اكثر من عام، مؤكدة ان الخلل يكمن في بعض المخرجين والمنتجين على الرغم من ان علاقاتها طيبة مع الجميع.


بغداد: اكدت الفنانة آمال ياسين ان الفنان لا يحتاج العمل من اجل المال فقط بل للدفع معنوي، مشيرة الى ان الفن هو شغلها وحياتها وتحتاجه معنويا، موضحة أن الجمهور له حق على الفنان ويسألها دائما عن غيابها، مشددة على انها لن تتنازل لاي مخرج او منتج من اجل ان يعطيها دورا لتمثله.

وقالت آمال، التي تعد واحدة من ابرز نجمات الفن العراقي خلال الثمانينيات، لـquot;ايلافquot; انها لا تتابع الدراما العراقية لانها تعرف مستوياتها من خلال أسماء الذين يعملون فيها وهي دون مستوى الطموح.

أين أنت الآن؟
جغرافياً في كردستان، لقد غيّرت مكان سكني بعدما كنت أسكن في بغداد، وفنياً ما زلت انتظر نصاً جميلاً.

تعتقدين ان بعد المسافة يسمح للمخرجين والمنتجين ان يشركوك في عمل لهم؟
سؤال جميل، أنا كنت بينهم وسط دائرة السينما والمسرح وكنت بعيدة عنهم، لا فرق الآن، من لا يريدون أن يروه لا يرونه أكان قريباً أو بعيداً.

لماذا لا يريدون أن يروا آمال الممثلة الكبيرة والملتزمة؟
إسألهم، واتمنى ان اجد جواباً لهذا السؤال.

ألم تحاولي ان تسألي مخرجاً او منتجاً؟
لا لن اسأل احدا، لن انزل الى هذا المستوى، ربما لا اجيد التمثيل أو انهم غير مقتنعين بي، لا أعرف كيف اجيبك، انا فنانة لديّ تاريخ لمدة 30 عاماً في الفن، فهل يوجد هنالك احد لا يعرفني؟ لا يحتاج الامر الى ان اسعى اليهم فهم يعرفونني.

ربما لا يجدون ادواراً لك؟
تابع الدراما العراقية وشاهد وقارن الأدوار التي تناسب عمري وستجد.

هل الخلل في المخرجين ؟
هناك عمل يكون الخلل في المخرج، وهناك عمل يكون الخلل في المنتج، ولا أحد يعرف الحكاية التي ينطبق عليها المثل الشعبي العراقي (شليلة وضايع راسها).

هل لديك مشاكل مع المخرجين؟
أبداً، ليس لدي أي مشكلة مع أي مخرج ولا مع اي منتج، وباعترافهم لا اعيد مشهدا واحدا، واسأل عني عمران التميمي وفارس طعمة وعزام صالح وهاشم ابو عراق، اسألهم كمخرجين عن فنانة، من ناحيتي لم يحدث اي شيء ومن المستحيل ان أخطئ في حق احد.

وكيف هي علاقتك مع الفنانين والفنانات؟
علاقتي بجميع الفنانين والفنانات تنحصر في (السلام عليكم) و(عليكم السلام) فقط، وان كنت تقصد ان فناناً يقدم فناناً، فأقول لك لا يوجد عندنا مثل هذا الشيء ابداً.

ولكن هناك ظاهرة المجموعات الفنية، أليس لديك علاقة مع احداها ؟
هذه المجموعات موجودة، ليس في العراق فقط بل في الدول العربية والعالم، وتأتي عن طريق اتفاق او تفاهم او انسجام او اي شيء اخر، وهي صداقات وعلاقات حلوة، ولكن أنا ليس لديّ أي مجموعة أنتمي إليها.

هل يشعرك هذا بالغبن او الاحباط ؟
لا احباط ولا غبن، ولكنني اتساءل لماذا عندما نصل الى مرحلة جيدة من الخبرة والدراية بالاشياء، ثم نتوقف امام العلاقات الفنية، لماذا لا اعمل الا حينما اكون ضمن مجموعة معينة، المفروض أن يكون هناك ضوابط فنية بعيداً عن العلاقات الشخصية.

ما آخر عمل اشتغلت فيه ؟
عام 2011 قدمت مسلسل (الهروب المستحيل) لصالح قناة العراقية، وقدمت شخصية الدكتورة لندا التي كانت تعمل في التصنيع العسكري ابان فترة التسعينيات وزوجها عالم وخبير في التصنيع، يتعرضان لظروف صعبة ويحاولان مغادرة البلد عن طريق كردستان لكنهما يفشلا في الهروب.

يقال ان لديك نوعاً من الكبرياء والتعالي، فربما هو السبب؟
لست متعالية وعلاقتي بالجميع جيدة على مستوى مخرجين أو منتجين، ولكني لا أتصل بأي مخرج لكي يتذكرني ويعطيني عملاً، فأنا أجد صعوبة في ذلك، خصوصاً أن تاريخي قد ينهار باتصال واحد، فانا سمعت الكثير من المخرجين وهم يتحدثون عمن اتصل به او خابره ليطلب عملاً، وانا لن اصل الى هذه المرحلة.

هل تتابعين الدراما العراقية ؟
لا اتابع الدراما العراقية ولا العربية، انا اتابع فقط الافلام الاميركية وافلام هوليوود، وبصراحة أكبر لا اتابع اعمالاً لست موجودة فيها، لانني اعرف مستوى مخرجينا وكتابنا وممثلينا، ومن الممكن ان اعرف من هو الكاتب والمخرج والممثلين لأحكم على المسلسل من العنوان، الدراما العراقية الآن ليست هي الطموح، انظر الى الدراما المصرية التي باتت صناعة عكس الدراما السورية التي لم تأخذ هوية خاصة بها ولا يمكن ان نحكم عليها بينما الدراما العراقية مشتتة.

ما الذي تحتاجه لتعجبك أنت على الاقل ؟
تحتاج الى ان نعيد الكتاب الكبار، فلدينا الان أزمة كتاب، وتحتاج ان نكتب غير الكتابات التقليدية التي تعودنا عليها، تحتاج الى ان نطلع من موضوع الساعة الذي هو الارهاب والقتل، تحتاج ان يخرج مخرجونا من تقليديتهم في العمل ولم يشاهدوا التطور الذي حصل في العالم، وتحتاج ان ينسى الفنان انه يعمل من اجل العيش.

اذن، كيف تقضين ايامك؟
الفنان يحتاج العمل الفني وان كان كل الفنانين يشتغلون من اجل المادة، ولكنني احتاجه كدفع معنوي اليّ، فهو عملي وحياتي، ثم ان الجمهور له حق عليك، فانا الجمهور يسألني دائماً عن غيابي، فأرد أن الأمر ليس بيدي.

هل تعتقدين ان تغيير محل سكنك من بغداد الى اربيل معناه ان المنتج سيتحمّل تكلفة إقامتك في بغداد وأجور النقل؟
هذا ممكن ربما يخافون من 300 او 400 دولار اضافية، ولكنهم يأتون ويصوّرون في كردستان ولكن الذي لا يريدونه لا يريدونه، والسر الى حد الآن لا اعرفه .