نفت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي بشدة أن تكون قد خدعت أطفالا من كمبوديا أثناء اختيار طاقم العمل في أحد أفلامها.
واستعانت جولي، التي اختارتها الأمم المتحدة كسفيرة لشؤون اللاجئين، بأطفال محليين للمشاركة في فيلمها الذي تدور أحداثه عن الخمير الحمر في كمبوديا، بعنوان"قتلوا أبي أولا".
وتحدثت جولي إلى مجلة "فانيتي فير" عن الفيلم، وأوضحت كيف استخدمت لعبة تعتمد على إعطاء المال للأطفال الفقراء ثم أخذه منهم مرة أخرى.
وأثارت المقابلة حالة من الغضب، إذ اتهم كثيرون جولي بأنها "استغلالية".
وخلال تلك المقابلة، أوضحت جولي كيف كان المخرجون يبحثون في الأحياء الفقيرة ودور الأيتام للعثور عن ممثلين للفيلم، وكانوا "يبحثون خصيصا عن الأطفال الذين واجهوا بعض المتاعب".
"يطغى عليها العاطفة"
وخلال تلك اللعبة، طلب طاقم العمل من الأطفال سرقة بعض الأموال، وعندما يلقى القبض عليهم يقول كل منهم كذبة عن السبب الذي دفعهم لسرقة الأموال.
وقالت جولي للمجلة: "كانت سري موش [التي اختيرت للقيام بالدور الأساسي في الفيلم] هي الطفلة الوحيدة التي كانت تحدق في المال لفترة طويلة جدا."
وأضافت: "عندما اضطرت إلى إعادتها، كانت العاطفة تطغى عليها. وعندما سُئلت في وقت لاحق عن المال، قالت إن جدها مات، ولم يكن لديهم ما يكفي من المال لإقامة مراسم جنازة لطيفة".
وقالت جولي إنه "من الخطأ والمزعج" أن يسيء الناس تفسير وصفها لعملية اختيار طاقم العمل.
وأصدرت نجمة هوليوود بيانا قالت فيه: " أنا مستاءة أن يُكتب عن ارتجال في مشهد فعلي في الفيلم كما لو كان سيناريو حقيقي."
وأضافت: "الهدف من هذا الفيلم هو لفت الانتباه إلى الأهوال التي يواجهها الأطفال في الحرب، والمساعدة من أجل حمايتهم. الإشارة إلى الحصول على أموال حقيقية من طفل أثناء الاختبار هو أمر خاطئ ومزعج، وكنت سأغضب لو حدث ذلك."
وتابعت: "لقد اتُخذت كل الاجراءات اللازمة لضمان سلامة الأطفال وراحتهم فى الفيلم، بدءا من الاختبارات، مرورا بالإخراج، وحتى الوقت الحالي."
وتدور أحداث فيلم "قتلوا أبي أولا" حول قصة حقيقية لأحد الناجين من الإبادة الجماعية التي قام بها الخمير الحمر، والتي يرويها أحد الأطفال.
وقالت جولي لبي بي سي في وقت سابق من هذا العام إنها تأمل في أن يساعد هذا الفيلم الكمبوديين على التحدث بصراحة أكثر عن تلك الفترة العصيبة.
"اجتزاء من السياق"
وتسببت تصريحات جولي المثيرة للجدل في غضب الكثيرين، ووصفها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بـ "المسيئة والقاسية من الناحية العاطفية".
وقالت إحدى السيدات على موقع فيسبوك: "لقد تمادت أنجلينا جولي كثيرا. بالنسبة لشخص يعلن باستمرار حبه لكمبوديا وللأطفال، كانت هذه حيلة مريضة ومنحرفة".
ووصف أحد مستخدمي فيسبوك ما حدث بأنه "إساءة معاملة للأطفال"، وقال: "أنت لم تعد موضع ترحيب في عالمي. لم تدركي أنك كنت تتعاملين مع أطفال يعانون من متلازمة ما بعد الصدمة والفقر."
لكن آخرون دافعوا عن جولي. وقالت ناتالي أندرسون: "يبدو أن كل هذا قد خرج من سياقه. إنها دائما ما تهتم بالجوانب الإنسانية، وأعتقد أنها لن تسيء للأطفال بهذا الشكل."
التعليقات