"إيلاف" من القاهرة: رغم نسب المشاهدة الإلكترونية التي يحققها مسلسل "نسر الصعيد"، يبدو أن بطله محمد رمضان قد فقد بوصلته مع تزايد النزعة الذاتية في أعماله، والتي يبدو أنها ستكون سبباً في تراجعه فنياً بشكلٍ سريع. فهو الفنان الشاب الذي صعد للنجومية بسرعةٍ قياسية في وقت قصير مدعوماً بحب الجماهير ومتحدياً آراء النقاد، لكنه خسر من رصيده في الدراما بعد غيابه الإضطراري في العام الماضي على خلفية التحاقه بالجيش لأداء فترة التجنيد الإجباري، وأكمل بخسائر إضافية من رصيد نجوميته بسبب ضعف مستوى مسلسله من الناحية الفنية، وضعف أدائه هو شخصياً أمام الكاميرا، وخروجه في مشاهد غير منطقية على الإطلاق بالحلقات الأولى، بالرغم من السقف المرتفع الذي توقعه جمهوره منه، مقارنة بأدائه في مسلسله الأخير "الأسطورة" الذي حقق نسبةً عالية في المشاهدة عند عرضه في رمضان.
وعليه، فقد خسر "رمضان" تصنيفه بـ"رقم 1" كما يُعلِن باستمرار في أعماله الفنية. حيث تصدّر غيره نسبة المشاهدة الإلكترونية مع تراجع الإهتمام بحلقات العمل وسط ضعفٍ لافت لأدائه في الشخصيات، وعدم قدرته على تقمص شخصية الأب كبير العائلة بالتبرّج الذي ظهر الوجه ولم يظهر على اليدين ليعطيه عمراً أكبر. بالإضافة إلى الأخطاء التي برزت في غياب الحسنات الثلاثة التي وُضِعَت على وجهه، وأصبحت تظهر تارةً في مشهد وتغيب في آخر.
وكما أنه لم يكن منطقياً أن يظهر في سن الكهولة وقد تجاوز الستين من عمره، لم يكن منطقياً أيضاً أن يظهر بقصة الشعر الشبابية وهو يعيش بأقصى الصعيد ومتزوج من وفاء عامر التي قدمت دوراً أصغر من عمرها الحقيقي بعشرين عاماً على الأقل في عدد من المشاهد. بينما جاء أداء رمضان في دور التلميذ الذي أنهى دراسته الثانوية وسيلتحق بكلية الشرطة غير مقنع على الإطلاق. فكيف للمشاهد أن يصدق ظهور رمضان وهو في عمر الـ17 عاماً وملامحه لم تتغير حتى بعد تخرجه من الجامعة؟!
صحيح أن أخطاء التبرّج وطريقة ظهور النجم على الجمهور، وأيضاً ظهور المذياع في خلفية بعض المشاهد مع الفنانين المشاركين في العمل أمام الكاميرا يعتبَر من مسؤولية المخرج، لكن "رمضان" لم يكن عليه القبول بتقديم العمل من من أوله لآخره ليظهر في غالبية المشاهد بصورةٍ أفقدته قيمة ظهوره كفنان وبطل للعمل. ولا بد له أن يعيد النظر في الأدوار التي يقدّمها وأن يدرك أهمية العمل الجماعي الفني. فلو تمت الإستعانته بأي من النجوم الكبار لتقديم مشاهد والده كان ليضيف بحضوره قيمة ومصداقية للعمل، لأن التبرّج الضعيف ليس قادراً على اقناع المشاهدين بأن رمضان قد تجاوز عقده السادس، حين يعود ليطل في نفس الحلقة بصورة شاب في السابعة عشر من عمره.
- آخر تحديث :
التعليقات