إيلاف من الظهران: أحد أبرز الأفلام المعروض في مهرجان أفلام السعودية كان فيلم "عثمان" الذي قام ببطولته الفنان المسرحي أحمد يعقوب القادم من خلفية مسرحية لأكثر من عشر سنوات، قدم تجربته السينمائية الأولى في هذا الفيلم وكان على الموعد باداء متزن وواعد ليكون أحد أجمل مفاجآت هذا المهرجان ايلاف التقته لنا معه هذا الحوار .

بداية لو نتحدث عن مسيرتك ماقبل فيلم عثمان؟

عملتُ في المسرح ممثلاً وكاتباً، ومُمّكناً للجهود المسرحية على مدار ١٢ عاما، بدأتُ من المسرح الجامعي، قدمتُ مسرحيات من الأدب المحلي والعالمي، كان آخرها مسرحية "كما نشاء" وهي أول إنتاجات المسرح الوطني، شاركتُ في مهرجانات محلية ودولية وحصلت على ٩ جوائز فردية؛ منها ٦ جوائز كأفضل ممثل و ٣ جوائز في الكتابة، بينما تخطت الجوائز الجماعية للأعمال التي شاركتُ بها؛ حاجز الأربعين جائزة، وما زالت الجائزة الأهم هي إهداء المسرح لي طريقته الكثيفة في صناعة العمل الفني، وطابع الجدية الذي يجب أن نتحلى به جميعا كفنانين.

كيف عرض عليك الدور، وكيف استعديت لشخصية عثمان؟

الاستعداد لشخصية عثمان استغرق قرابة سبعة أشهر، وهي مدة تبدو مبالغاً فيها؛ لكنها لمسرحي يختبر شكله الأول أمام الكاميرا تعد أقل ما يمكن التضحية به لخوض التجربة بكل جدية وقبل كل ذلك راسلني المخرج خالد زيدان للاطلاع على النسخة الأولى من السيناريو، بغرض إبداء وجهة نظري ككاتب فقط، حيث لم أكن أعلم أن خالد يخطط لعرض الدور عليّ؛ وهو ما حدث بعد ذلك، ووافقت دون تردد لإعجابي بكتابة عبدالعزيز العيسى؛ وملاءمة الشخصية وفكرة الفيلم لخطة المحاولة السينمائية الأولى التي أرغبها كممثل مسرحي لأكثر من عِقد.

مالإضافات التي أضفتها لشخصية عثمان ؟

كنتُ شريكاً بتأثير جيّد في تطوير الكتابة، أتاح لي الكاتب والمخرج فرصا معقولة لمشاركة آرائي من منظور الشخصية "عثمان" وهو ما جعلني في اطمئنان شديد لجدية المشروع التي أسعى لها، وجعل رؤية الفيلم التي يخططان لها تتضح وتشع في وعيي الفني كما يجب.

عادة أي ممثل مسرحي يظهر عليه تأثير المسرح أثناء أداء شخصية سينمائية … كيف تغلبت على هذه الفرصة ؟

مرافقتي لنقاش الكاتب والمخرج والنسخ الثمان للسيناريو ومشاركة التفاصيل الفنية فتح لي آفاقًا كافية لإتمام بناء شخصية عثمان، وصناعة وعيها وأبعادها المادية والمعنوية بعمق شديد، لقد اعتدتُ في المسرح على ذلك، لكني كنتُ حذراً جدا هنا، حيث يجب ضبط الذاكرة الانفعالية للشخصية حتى لا تتجرد باندفاع مسرحي!

بل تنضبط كما يجب أن تكون واقعية السينما، وهنا يجدر القول أنه ليس شيئا نقلته عن مرجع رصين، غير أنها مقاربة شخصية باجتهاد ذاتي قمت به على مهل، محاولا فيه تقصي أدواتي في التشخيص والأداء، لأحقق فهما أكثر لما أقوم به خلال هذه التجربة الجادة، واعياً أن هذا الفهم سيسهل عليّ الاستفادة من التجربة بشكل أكبر ويمكنني من التقاط الملاحظات والإضاءات النقدية بدقة.