إيلاف من تورتنو: من تجربة إلى تجربة مع "تلفاز11" تنقل الفنان والمخرج السعودي علي الكلثمي من مقاطع يوتيوب إلى أفلام قصيرة ثم التتويج الأهم في مسيرته وهو وصول فيلمه الروائي الطويل الأول "مندوب الليل" إلى مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ضمن قسم "ديسفكري"، ليسجل تواجداً مميزاً للسينما السعودية في أحد أهم المهرجانات السينمائية الدولية.
في مقابلة من تورنتو مع إيلاف يتحدث المخرج علي الكلثمي عن فيلمه الجديد واستقبال الجمهور له في المهرجان بعرضه الأول، بعد رحلة طويلة من الأعمال والتجارب المختلفة التي قدمها، وإلى نص الحوار...
*رحلة طويلة عبر أكثر من 10 سنوات في العمل الفني أوصلتك اليوم إلى مهرجان تورنتو بفيلمك الأول، هل تعتبر أن المشاركة والتواجد في واحد من أهم المهرجانات السينمائية الدولية بمثابة تتويج لك؟
- لا أدري إذا ما كان تتويجا أم لا، أشعر أنها بداية مرحلة جديدة في حياتي الفنية، فعندما يختار مهرجان مثل تورنتو السينمائي الدولي فيلمي "مندوب الليل" يعني ذلك أنني دخلت نطاق عالمي أكثر وأكبر، لا أشعر أنه نهاية بل بالعكس بداية مرحلة، تحتاج الاهتمام بالعمل أكثر واختيار قصص واعية أكثر، ولدي اليوم شعور ملئ بالحماس.
*حضرت عرض الفيلم ولمست من حديثك تأثراً شديداً بتقديم فيلمك عن المدينة التي عشت فيها 39 عاماً، الرياض، فماذا تشكل لك العاصمة السعودية؟
كما ذكرت عشت في الرياض 39 عاماً، عشت بها في أكثر من مرحلة بداية من الطفولة ثم الشباب، وعشت وتنقلت بين أحيائها، وعاصرت قصص متعددة بداخلها لذا اخترها لتكون المدينة التي أقدمها في فيلمي الأول، وحرصت على إبرازها في التصوير خاصة وأنني لا أحب بناء مواقع التصوير ولكن أفضل أن يجري التصوير في المواقع الحقيقية للأحداث.
*من تجارب اليوتيوب والأفلام القصيرة مع "تلفاز 11" انتقلت إلى السينما و"مندوب الليل" هل شعرت بالقلق من تقديم تجربة سينمائية خاصة وأن عالم السينما يختلف عن اليوتيوب بشكل كامل؟
- تجربتنا في "تلفاز 11" عبر يوتيوب لم تكن تجربة هواة أو تجربة تقليدية ولكنها كانت محاولة لتقديم تجربة سينمائية مختلفة، وهو حال عدد ليس بالقليل من السينمائيين السعوديين، فأغلب الجيل السينمائي الحالي عمل على اليوتيوب أولاً، تجربة اليوتيوب لم تكن عقبة أمامي ويمكن أن اعود لها حتى بعد تقديمي فيلمي الطويل الأول كذلك لا أمانع في العودة للأفلام القصيرة، لكن العمل لليوتيوب يجري بعملية إنتاجية وتركيبة مختلفة عن السينما ونعمل في الوقت الحالي داخل "تلفاز 11" على تطوير نموذج تجاري حتى يمكننا تقديم محتوى متعدد عبر الانترنت خاصة وأن اليوتيوب منصة قريبة من الناس على العكس من السينما مع اتاحة المشاهدة المجانية، وعملنا فيه لفترة ليست بالقليلة بسبب شح الموارد.
بالعودة للحديث عن "مندوب الليل" فهو من البداية مشروع سينمائي قدمناه بمعايير سينمائية، واستغرقت نحو 3 سنوات في تطوير الفيلم ليكون به كافة المقومات التقنية والفنية التي تجعله متميزاً؛ من الكتابة الى الموسيقي والمونتاج والتمثيل وغيرها من الأمور التي جعلته يخرج بشكل أشعر برضا كامل عنه اليوم.
*شاهدنا الفيلم في "تورنتو" ونال اشادات من الحضور، وسيعرض في الصالات قبل نهاية العام الجاري، ماذا عن توقعاتك للعرض الجماهيري وما يمكن أن يشجع الجمهور على مشاهدة الفيلم بالصالات خاصة وهو بعيد كل البعد عن الكوميديا؟
ما يمكن أن اعد الجمهور به أنهم سيرون تجربة جديدة ومختلفة بعيدة عن الكوميديا، صحيح أن تجربتنا في "تلفاز 11" مع الكوميديا لا خلاف عليها، لكن الفيلم يقدم تجربة مختلفة تماماً، لأننا نشعر بالملل من تكرار الكوميديا، والمهم أن يكون الفنان صادقاً مع نفسه قبل أي شيء، وفيلمنا "مندوب الليل" هو فيلم درامي به تشويق وجريمة حول قصة الرجل الذي يرى حياته تنهار أمامه ويحاول انقاذ نفسه وأهله بمختلف الطرق.
بالعودة للفيلم وتفاصيل التصوير، ما هي أصعب الأمور التي واجهتك؟
التصوير ككل لم يكن سهلاً بسبب طبيعة الفيلم، حيث صورناه في نهاية العام الماضي مع وجود أمطار كثيرة وكان من الصعب الانتظار لحين انتهاء فترة الأمطار التي أربكت جدول التصوير، بخلاف أننا صورنا في نحو 50 موقعاً مختلفاً تنقلنا فيها داخل الرياض وهناك أيام كنا نتنقل فيها بين المواقع في نفس اليوم الأمر الذي كان مرهقاً للغاية خاصة مع الزحام.
استعنت بالمصور المصري أحمد طاحون وهو مصور يتميز بجماليات الصورة لكن عمله الأكثر في الإعلانات، الم تقلق من اختياره لتجربة سينمائية؟
خلال مرحلة التحضير كان أمامي أكثر من اختيار فيما يتعلق بترشيحات التصوير، لكني وجدت أحمد الشخص المناسب، فهو مصور لديه إحساس بصري مختلف وطموح عال، وعندما قرأ النص لم يتردد في الموافقة عليه وأعجبني فيه إحساس التحدي الذي تعامل به مع المشروع، وقلقه الدائم على الفيلم وعمله على أرض الواقع جاء سينمائياً وبطريقة مغايرة عن الإعلانات، وخلال عملنا قبيل بداية التصوير وثقت أماكن الرياض المختلفة لمدة 3 أشهر وتواجد مصورين بشوارعها لتصوير المدينة ورصد المتطابق فيها والمختلف، فالعمل معه كان ممتعاً.
بصفتك أحد مؤسسي "تلفاز"، تلك السنة شاهدنا نجاحات كبيرة لـ"تلفاز"، هل هذا التنوع كان من خلال ما عُرض عليكم أم أن لديكم بالفعل استراتيجية للتنوع في المحتوى؟
- نحن دائما نمكن القصص الجيدة بمختلف أنواعها وأشكالها، أعلم أن لدينا تجربة في الكوميديا لكن من الأول قدمنا تجارب في الأفلام الخليجية والأفلام المغايرة عن النص الكوميدي، وفي الوقت نفسه اليوم لا نستطع الاعتماد على شكل واحد فقط من الرواية في القصة السعودية، وما نتوقع أننا نحتاجه في الوقت الحالي كما ذكرت لك سلفا إتقان أشكال آخرى بخلاف الكوميديا وهو ما نعمل عليه عبر خلق البيئة المناسبة لاستقطاب القصص بجميع أشكالها، بحيث لا تقتصر على شكل أو نوع واحد، وهي استراتيجية أراها لصالحنا لأننا لو تخصصنا في الكوميديا سنجدها تتغير مع الأجيال، فما يُضحك بالأمس لا يُضحك اليوم، لذا لابد من التجديد وهو ما نعتبره أحد المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، وجزء منه أيضاً رؤية مواهب وأصوات جديدة وعملنا معهم مستمر في الفترة المقبلة.
*قدمت تجربة "مندوب الليل" في ثلاث سنوات، هل تتوقع نفس المدة لمشروعك السينمائي القادم؟
- اكتسبت في فيلمي الأول خبرة كثيرة خلال العمل، وأصبح لدي دراية أكثر بتفاصيل العمل السينمائي وبالتالي سأحاول تقليل هذه الفترة وفي الوقت الراهن أعمل على كتابة أكثر من معالجة سينمائية بعضها يصلح للسينما والبعض الآخر يصلح للدراما كمسلسل وبعدها سأتخذ قرار الخطوة المقبلة.
التعليقات