إيلاف من دمشق: فقدت الساحة الثورية السورية أحد أبرز أصواتها، حيث توفي المنشد والناشط السوري قاسم الجاموس، المعروف بـ"صدى حوران"، اليوم الإثنين، إثر حادث سير مروع على طريق بلودان - الديماس.

ونُقل الجاموس إلى مستشفى الرازي في دمشق بعد تعرضه لإصابات بالغة، لكنه فارق الحياة داخل قسم العناية المركزة متأثرًا بجراحه. وما زاد من وقع الصدمة أن الراحل كتب قبيل وفاته على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي يتساءل عن مدة الطريق من جبال بلودان إلى الضاحية الجنوبية، في منشور بدا كأنه رسالة أخيرة قبل الرحيل.

الصوت الذي لم يخفت حتى اللحظة الأخيرة
وُلد قاسم الجاموس في مدينة داعل بمحافظة درعا، وكان من أبرز الأصوات الثورية منذ اندلاع الثورة السورية، حيث اشتهر بصوته الجهوري الذي أشعل حماسة المحتجين في المظاهرات. ومع سيطرة قوات النظام السوري على درعا، أُجبر على الخروج إلى إدلب، لكنه واصل نشاطه الثوري هناك، مشاركًا في المظاهرات إلى جانب المنشد والقائد الراحل عبد الباسط الساروت، الذي شكّل رحيله جرحًا عميقًا في قلب الجاموس، فظلّ صوته صدًى لتلك الثورة التي آمن بها حتى آخر لحظة.

كان الجاموس صاحب أناشيد ثورية مؤثرة، أبرزها:
"أقسمنا بالله"، التي أنشدها في ذكرى الثورة السورية.
"الله أكبر يا بلد"، التي جاءت تجديدًا للعهد بعد رحيل الساروت.
"سلام الله على إدلب"، التي عبّر فيها عن امتنانه للمدينة التي احتضنته.
"هيهات أشوفك بعد هيهات"، التي غنّاها بأسى على فراق الساروت ورفاق الثورة.

"الثورة يلي يخونها.. ماله أصل ماله أحد"
كان قاسم الجاموس أكثر من مجرد منشد؛ كان رمزًا للحراك الشعبي، وصوتًا لم يتوقف عن الهتاف للحرية حتى اللحظة الأخيرة. كان دائمًا يردد: "المظاهرات تبني وطنًا"، مؤمنًا بأن الثورة ليست مجرد صراع سياسي، بل قضية حياة وكرامة.

حزن واسع على مواقع التواصل
شكل خبر وفاته صدمة كبيرة في الأوساط السورية، حيث نعاه عدد كبير من النشطاء والمعارضين، معتبرين رحيله خسارة كبيرة للحراك الشعبي. وعبّر أصدقاؤه ومحبو صوته عن حزنهم العميق لفقدان أحد آخر الأصوات الثورية التي بقيت تهتف للحرية رغم كل شيء.