فتحي الشيخ من القاهرة: كشف تقرير دولي، صادر من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، عن تآكل الأراضي الصالحة للزراعة في مصر بالبناء والتبوير ودخولها مع دول مجاورة في المنطقة ضمن حزام الأراضي الجافة والقاحلة، مشيرا إلى أنه من المتوقع ان تصل المساحات المعرضة للتصحر إلى 20 % من الأراضي الزراعية الحالية في مصر، وأضاف التقرير أن مصر تعاني من ضغوطات كبيرة على موردها من المياه والتربة ويتعرض سكانها إلى عواقب بيئية وخيمة نتيجة تغير المناخ وتنوعه، وأشار إلى أن المنطقة سيزداد فيها ندرة المياه وتملح الأراضي وعمليات التصحر واختفاء الغطاء النباتي وفقدان التنوع الحيوي، مطالبا بوضع حلول جديدة لمواجهة مشاكل الأمن الغذائي في هذه الدول.

الدكتور مغاوري دياب الخبير البيئي والرئيس الأسبق لجامعة المنوفية بمصر أكد لإيلاف، أن الدراسات أظهرت أن مصر تفقد أكثر قليلاً من 2.5 فدان من الأراضي الخصبة في وادي النيل كل ساعة بسبب البناء على الأراضي الزراعية،ووفقا لوزارة الزراعة المصرية تم تسجيل 165 ألف حالة بناء على أراض زراعية خلال الفترة من فبراير إلى يونيو 2011.

ويضيف أن نحو 2مليون فدان من الأراضي الزراعية في منطقة شمال الدلتا فقدت بسبب ارتفاع مستوى المياه الجوفية وممارسات الصرف السيئة وزحف الكثبان الرملية على مر العقود، ويشير دياب إلى توقف وصول المياه بالفعل إلى بعض الحقول في الأجزاء الشمالية والوسطى من دلتا النيل، وهذا ما يجعل بلادنا تخسر المزيد من الأراضي بسبب التصحر.

ونبه دياب إلى إن من أهم ملامح التصحر، انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية بسبب تعرضها للجفاف أو ارتفاع نسبة الملوحة في التربة بها.

في نفس السياق، أشار التقرير قدمته دولة قطر إلى قمة المناخ التي أقيمت في مدينة دوربان بجنوب افريقيا الشهر الماضي، إلى أن الأراضي الجافة في العالم تمثل 40 % من الأراضي في العالم، ويقطن بها حوالي مليار نسمة ويعيش 90 % منهم في البلدان النامية وتوجد الأراضي الجافة والقاحلة في جميع أنحاء العالم، وقال التقرير إن حوالي 6 ملايين كيلومتر من الأراضي الجافة تدهورت نتيجة الأنشطة البشرية التي تسببت في تآكل الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة وزيادة ندرة المياه والتصحر.

تتعرض الأراضي الزراعية بمصر للتأكل بسبب البناء والتبوير وزحف الرمال عليها وتصل نسبة التصحر20 بالمئة من أرض مصر الزراعية.