د. مزاحم مبارك مال الله : لاتوجد مادة غذائية واحدة تزوّد الجسم بجميع الأحتياجات الضرورية في تغذيته وبنائه وأستمرار الأفعال الحيوية أي ( أستمرار الحياة )، ولذلك وجب تنويع الغذاء والطعام، وكذلك وجب معرفة المكونات الأساسية للغذاء وهي العناصر الغذائية الموجودة فيه حيث تعددت الأراء في تصنيف الأغذية بغية تسهيل مهمة أختيار الوجبات اليومية إن معاهد التغذية صنّفت الأغذية الى خمسة مجاميع أستناداً الى الظروف البيئية والعادات الغذائية ونوع المواد المتوفرة في الأسواق ، وهذه المجاميع هي :
أولاً ـ الحليب ومنتاجاته ، وتزود الجسم بالكالسيوم وفايتمين ب2 وكذلك بنسبة بسيطة من البروتينات .
ثانياً ـ اللحوم والبيض والبقوليات ، وهذه المجموعة تزود الجسم بالبروتينات وبمجموعة ب ـ complex .
ثالثاً ـ الخضروات والفواكه، تزود الجسم بالفايتمينات والمعادن وكذلك بالسليلوز والذي يعد من أهم التركيبات التي تساعد على حركة الأمعاء بشكل طبيعي .
رابعاً ـ الحبوب والخبز ، وتشمل حبوب الحنطة والشعير والرز وتزود الجسم بالكاربوهيدرات ، أي تلك التي تزود الجسم بالطاقة بشكل رئيس .
خامساً ـ الدهنيات ، وتشمل الزيوت وكافة أنواع الدهون مثل الزبد والقيمر وغيرها وتزود الجسم بالطاقة الحرارية وبفايتمين A .
يجب أن تتوفر هذه المواد الخمس الأساسية في غذاء كل فرد مهما كان عمره أو عمله وفي وجباته الغذائية الأساسية ، وبالتأكيد فأن كمية ما يتناوله الفرد الواحد يستند الى الطاقة التي يبذلها وكذلك الى عمره . ولأجل أن يكون وزن جسم الشخص متوازن فعليه أن لايتناول أكثر من القابلية أو أكثر من الأحتياج ، والمؤشر في ذلك هو الأبتعاد عن التخمة أو الشبع المفرط ، وكذلك بالأبتعاد قدر المستطاع عن المواد الغذائية التي تزود الجسم بالطاقة أكثر من غيرها أو تزوده بطاقة أكثر من أحتياجه ، وخير مثال على ذلك الحلويات والدهنيات ، وبالمقابل فأن تناول كميات قليلة من الطعام أو تناول مواد غذائية ليست ذات قيمة تغذوية فمن شأن ذلك أن يجعل وزن الجسم دون الحدود الدنيا المطلوبة ، وفي جميع الأحوال فأن التوازن مطلوب ، علماً أن السمنة مردوداتها سلبية أكثر من أنخفاض الوزن .

يتكون كل طعام أو مادة غذائية نتناولها من عناصر مختلفة ضرورية للجسم ، وتقسّم هذه العناصر حسب تركيبها الكيمياوي الى ستة أقسام رئيسية وهي :البروتينات ، الكاربوهيدرات ، الدهنيات ، الفايتمينات ، المعادن وأخيراً الماء . واليوم سنتناول في حديثنا العنصر الأول وهو البروتينات .
تعرفون أن البروتين يدخل في التركيب الأساسي للمادة المعقدة والتي تُسمّى الهيموكلوبين ، حيث يصنّع جزء الكلوبين ، والبروتين عبارة مادة كيمياوية عضوية معقدة جداً وظائفه تنحصر بـ :ـ
ـ بناء الخلايا والأنسجة .
ـ تصليح الأنسجة المستهلكة والمتهتكة .
ـ يدخل في تركيب الهورمونات والأنزيمات والتي تعد المحرك الأساس في ديمومة الحياة .
ـ إضافة الى دخوله الرئيس في تركيب الهيموكلوبين .
إن حاجة الجسم اليومية تختلف بأختلاف وزن الفرد ومرحلة نموه ، حيث إن حاجة الفرد البالغ أكثر من حاجة الطفل الصغير وإن حاجة الأخت الحامل بالتأكيد أكثر من إحتياج قرينتها غير الحامل.
البروتين لايخزن في الجسم بصورة دائمية بل ربما يُخزن مؤقتاً علماً أن نقص البروتين يؤدي الى خلل في البناء الخلوي وفي تركيب بعض المركبات المهمة في الجسم . إن الزيادة في تناول البروتينات( الحيوانية منها بالذات ) وتحديداً اللحوم الحمراء تؤدي الى زيادة في نسبة اليوريا واليورك أسِد في الدم والتي تؤدي بشكل أو بأخر الى آلام المفاصل ، ومما يُذكر إن البروتينات بشكل عام عسرة الهضم .
البروتينات مصدران ـ مصدر حيواني ويشمل اللحوم بأنواعها ( يعني لحم الغنم ، لحم العجل ، وبعض اللحوم الأخرى، إضافة الى لحم الدجاج والطيور المختلفة ، ولحوم الأسماك بأنواعها ) ، وكذلك فأن هذا المصدر يشمل البيض والحليب ومنتجاته . أما المصدر الثاني فهو النباتي ويشمل البقوليات بأنواعها وتشمل( الباقلاء ، الفاصوليا ، الحمص ، العدس ، البزاليا ، اللوبياء ..الخ ) .
إن ما نعاني منه هو الطريقة الخاطئة أحياناً في طبخ اللحوم والتي أعتاد عليها الناس ، حيث يعمد الناس الى طهي اللحوم بطريقة تفقده فوائده ،فبعد غلي اللحم يُعزل عن الماء الذي غُليّ فيه ، بل يُرمى هذا الماء وهنا يكمن الخطأ إذ إن كل الفائدة بهذا الماء ، وعلى الأخت ربة البيت أو أي من يُعِد الطعام أن يستفيد من هذا الماء ( أو السوب ) لغرض شربه من أجل فتح الشهية ومن أجل أعادة حركة الجهاز الهضمي الذي بقى بلا تناول الطعام قرابة نصف يوم ، ونوصي بتناول اللحوم مشوية أو مسلوقة أفضل من تناولها مقلية .