تسود في لبنان أجواء تفاؤل بقرب انجاز البيان الوزاري للحكومة، وبرز تصريح البطريرك الماروني نصرالله صفير أن زيارته لسوريا أمر غير وارد، كما برز دفاع النائب وليد جنبلاط عن سلاح المقاومة.

بيروت: تجتمع لجنة صياغة البيان الوزاري اليوم لاستكمال البحث في مسودة مشروع البيان وفق وتيرة quot;متسارعة غير متسرعةquot; تأخذ بموجبها المناقشات المكثفة على مدى الأيام المقبلة منحى quot;تصاعديًا غير تصعيديquot; توصلاً إلى تقاطعات بين الأفرقاء تفضي إلى إخراج مسودة البيان الوزاري إلى حيّز المصادقة تمهيدًا لإحالته إلى مجلس النواب بغية نيل الحكومة الثقة على أساسه.

وبعد انتهاء اجتماع اللجنة أمس، وصف رئيس الحكومة سعد الحريري الأجواء التي سادت الاجتماع بـquot;الجيدةquot;. وقال: quot;هناك توافق على الشق السياسي، وقد تطرقنا إلى كل الامور، ونتطلع إلى كيفية ترجمة الإستقرار السياسي إقتصاديًا وسياسيًا وإعماريًاquot;، مضيفًا: quot;هناك ثقة بدأت تتسجل، وهذه الثقة بنيناها معًا خلال الأربعة أشهر والنصف الماضية، وهي متجسدة في حكومة الوفاق الوطنيquot;. الحريري، وردًا على سؤال، أجاب: quot;كل شيء جديد في البيان لجهة التعاطي والنقاش والتفكير بإيجابية، والأمور تسير بإيجابية ووعدنا ألا نتوقف عند بند واحد في البيانquot;.

وكان وزير الإعلام طارق متري قد أعلن بعد الاجتماع أن اللجنة ستعود إلى الاجتماع اليوم عند الخامسة عصرًا، مؤكدًا أن quot;الأجواء جيدة جدًاquot;، وأن quot;البحث تناول الشق السياسيquot; في اجتماع الأمس، quot;حيث تمّ البحث في موضوع سلاح المقاومة بشكل عامquot;، على أن يبحث اجتماع اليوم quot;في الشق الاقتصاديquot;. متري لفت إلى أن quot;الرئيس الحريري شدد في بداية جلسة اللجنة على عمل الحكومة كفريق واحدquot;، كما أشار إلى أن quot;المناقشات كانت إيجابية، وقد طغى عليها الاهتمام بالوصول إلى اتفاق على كل القضايا التي أثارتها مسودة البيان، ضمن حرص على جو الاستقرار السياسي الذي أشاعه تأليف الحكومة، والذي كان له تأثيرات إيجابية على غير صعيد، بما في ذلك الصعيد الاقتصاديquot;.

وردًّا على سؤال أجاب متري: quot;ناقشنا الجزء السياسي من مشروع المسودة الأولى بإسهاب وأنجزنا الكثير، وما زال أمامنا بعض العمل لجهة صياغة الجزء السياسي، وستكون اجتماعاتنا يومية، ونرجو أن نسرع في إنجاز البيان الوزاري، وأن نراعي مبدأين قد يبدو أنهما متناقضان، لكنهما ليسا كذلك، وهما أن يكون بياننا شاملاً لكل القضايا التي يعتبرها الوزراء جديرة بأن تثار، وأن يكون مقتضبًاquot;. وأردف متري: quot;نحن هنا لكي نسمع ملاحظات بعضنا البعض، لكننا لسنا في طور التحفظ على أي شيء بل في طور صياغة توافقات وترجمة ذلك بصياغة نصوص، وهناك عمل مستمر على مستوى الصياغة، ونحن كنّا قد وزعنا مشروع مسودة أولى ولا يمكن أن نصوغ بيانًا وزاريًا انطلاقًا من المسودة الأولى، فستكون هناك مسودة ثانية وثالثة لكننا تقدمنا كثيرًا والجو كان جيدًا جدًاquot;.

صفير: زيارتي لسوريا غير واردة

في غضون ذلك، أكد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير أن زيارته لسوريا quot;أمر غير وارد، لا سياسيًا ولا روحيًا لأنه لا يمكن الفصل بين السياسي والروحيquot;. البطريرك صفير، وفي حوار مع نقابة المحررين برئاسة ملحم كرم، شدد على وقوفه quot;ضد التوطينquot;، وأضاف: quot;لبنان بالكاد يتسع لأبنائه وعلى الحكومات الدولية أن تنظر بوضع من توطنوا فيه، فنحن مع القرارات الدولية على أن توضع موضع التنفيذquot;، مشيرًا إلى أن quot;لبنان في موقع تتجاذبه الكثير من التيارات اللبنانية والخارجية وهذا ينعكس عليه ويحرمه مما يطمح إليه من إستقرارquot;. وعن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا، أمل صفير في أن quot;يوفق في زيارته وأن يعود ذلك بالخير على لبنانquot;.

وردًا على سؤال، أجاب صفير: quot;حزب الله معروف أنه حزب مسلح وله غاياته وأغراضهquot;. وأضاف: quot;الأمور تستقيم عندما تكون هناك موالاة ومعارضة، موالاة تحكم وتسّير الأمور ومعارضة تعارضquot;، مشددًا على أن quot;القاعدة أن يكون هناك موالاة ومعارضة وإذا شاؤوا جمعهم فليجرّبواquot;.

وإذ قال: quot;الحمد لله أنه أصبح لدينا حكومة بعد إنتظار طويل، وهذه الحكومة يجب أن تكون لجميع اللبنانيين ولكل فئات الشعب ونتمنى النجاح لها بما يعود على لبنان بالخير والاستقرارquot;. أضاف البطريرك صفير: quot;ننتظر أن تحكم الحكومة البلد بحق وصواب وأن يطمئن الجميع اليها خصوصًا الفئة المحرومةquot;، سائلاً في الوقت عينه: quot;كيف نبني وطنًا عندما تكون هناك جهات تلجأ إلى الخارج لغايات شخصية من أجل الحصول على موقع مميز؟quot;.

جنبلاط: لا بد من بقاء المقاومة

وفي موقفه الأسبوعي لجريدة quot;الأنباءquot; الصادرة عن quot;الحزب التقدمي الاشتراكيquot;، إعتبر رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط أن quot;مسألة الاستراتيحية الدفاعية تمّ التوافق على مناقشتها ضمن هيئة الحوار الوطني، وفي إنتظار التوصل الى الصيغة الملائمة التي تتيح الاستيعاب التدريجي للسلاح ضمن المؤسسات الرسمية، يبقى هذا السلاح ضروريًا لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل بالتعاون مع الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة الأخرىquot;، مشيرًا الى أنه quot;طالما أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر لا تزال محتلة من قبل إسرائيل، وطالما أن إسرائيل لن تتوانى عن إبتداع الذرائع، فلا بد من بقاء المقاومة لمواجهة هذا العدو بالتعاون مع الدولة والمجتمعquot;. وإذ شدّد جنبلاط على أن quot;اللبنانيين جميعًا متمسكون بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701، لذلك من المستحسن عدم الدخول في حفلة مزايدات حول هذا الموضوع، خصوصًا أن المجتمع الدولي لم يستطع حتى الساعة إقناع إسرائيل بالانسحاب من قرية الغجرquot;، لفت إلى أن quot;إسرائيل تتمنع عن تنفيذ كل القرارات الدولية الصادرة حول القضية الفلسطينية منذ عقود عديدة، وليس هناك من يطالبها بتنفيذ تلك القرارات التي لو أتيحت الفرصة الحقيقية لتطبيقها لربما كان شكل الصراع في المنطقة برمتها قد اتخذ شكلاً جديدًا ومختلفًاquot;.