في وقت ربما بدأ يتراجع فيه الإنتاج الخاص بشركة جنرال موتورز الأميركية في أماكن أخرى بالقارة الأوروبية، فإنه بدأ يزيد خلال الآونة الأخيرة في روسيا، التي تحولت إلى نقطة مضيئة بالنسبة لجنرال موتورز وكثير من باقي الشركات العاملة في الصناعة.


بينما بدأت تنتعش المبيعات بنسبة 40 % خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنةً بنفس المدة من العام الماضي، فإن شركات مثل جنرال موتورز، فورد، فولكس فاغن، نيسان ورينو تقوم الآن جميعها بافتتاح مصانع جديدة أو تعتزم فعل ذلك عما قريب. وذكرت في هذا الصدد صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية أن خط إنتاج شركة جنرال موتورز الجديد في مدينة نيجني نوفغورود الروسية، التي تعتبر مركزاً قديماً لصناعة السيارات الروسية، سيقوم بتصنيع 30 ألف سيارة طراز أفيو سيدان كل عام.

وأضافت الصحيفة أن ذلك المكان يعد واحداً من ستة مصانع تقوم جنرال موتورز بإدارتها في روسيا، حيث ترغب الشركة التي يوجد مقرها في ديترويت أن تستثمر مليار دولار على مدار الأعوام الخمسة المقبلة. ونقلت الصحيفة عن محللين للسوق الروسية قولهم إن الأموال تعتبر رهاناً جيداً اليوم، في ظل تنامي الطبقة المتوسطة في روسيا، وتحولها في الوقت عينه إلى قوة على صعيد الشأن التجاري والحياة العامة.
وقال تيموثي لي رئيس القسم الدولي بشركة جنرال موتورز quot; يمكنني أن أضع روسيا في نفس تصنيف الصينquot;. وأشارت الصحيفة في الإطار عينه إلى أن الروس بدؤوا يخطفون السيارات ذات الماركات الأجنبية. فيما أوضحت رابطة الشركات الأوروبية، وهي مجموعة تتقفي أثر المبيعات كجزء من جهودها للترويج للتجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، أن المبيعات الروسية بدأت تقترب الآن بشكل إجمالي من 3 مليون سيارة سنوياً. ويتوقع الآن أن تتفوق روسيا على ألمانيا وأن تصبح أكبر سوق للسيارات في أوروبا خلال عام 2014. وقالت شركات السيارات الدولية إن أفضل طريقة للاستفادة من النمو هو الاستثمار بكثافة في الصناعة الروسية.

ونجحت صناعة السيارات الروسية من تجاوز الأزمة المالية ليس من خلال الإعانات، رغم تقديمها، وإنما من خلال الرغبة في التعاون مع شركات تصنيع أجنبية، حتى وإن تسبب ذلك في إلحاق الضرر بوضوح بماركات محلية مثل لادا وفولغا. وفي ظل هذا التراجع الواضح في مشاعر الحنين للسيارات روسية الصنع من جانب الروس أنفسهم، قال مسؤولو شركة أفتوفاز، المصنعة للسيارات ماركة لادا، إنهم يخططون للمستقبل من خلال استراتيجية تعني بتكوين مشروعات مشتركة مع شركات تصنيع السيارات الأجنبية كما هو الحال هنا مع نيسان اليابانية ورينو الفرنسية.