سجلت المستشفيات و الصيدليات في الفترة الأخيرة نقصا واضحا في عدد من الأدوية الضرورية قالت وسائل إعلام إنها في حدود المائة دواء.

اشتكى مرضى من فقدان حاجياتهم من الأدوية في الصيدليات التونسية على غرار دواء الأنسولين (دوبانور) و ( الأنفلاميل فور) و(فولتران) و غيرها من الأدوية الحياتية الأخرى . فما حقيقة أزمة فقدان الأدوية ؟ و هل هي أزمة حقيقية مثل غيرها من أزمات نقص مياه الشرب و انقطاع التيار الكهربائي أم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مجرد توظيف سياسي لأزمة مفتعلة .؟ .
بيّن كمال ايدير المدير العام لوحدة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة العمومية الأسباب التي تقف وراء فقدان عدد من الأدوية في الصيدليات التونسية في إفادة لـquot;إيلافquot;:quot; قبل أسبوع اجتمعنا في إدارة الصيدلة و الدواء للمرصد الوطني للأدوية بحضور كل ممثلي المهنة الذين عبروا عن ارتياحهم للحالة العامة و وضعية الدواء في مختلف الصيدليات و المستشفيات بتونس ولم نسجل غير فقدان دواء واحد بسبب لخبطة في التوزيع خلال أسبوع تقريبا وما عدا ذلك فالوضع يعتبر عاديا جدا وما يشاع غير دقيق .quot; .
و أضاف كمال ايدير :quot; الوضع العام لتوزيع الأدوية أفضل بكثير من السنة الماضية 2011 فلدينا مخزون ارتفع من ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر بالرغم من ارتفاع استهلاك الأدوية في تونس بنسبة تقارب 40%إلى جانب الأشقاء الجزائريين و الليبيين الذين يتزودون بأدويتهم من تونس عندما يأتون للتداوي زد على ذلك وجود أكثر من 500 ألف ليبي مقيم بتونس ، ورغم ذلك يقوم المرصد الوطني للأدوية بالتصدي لكل ما قد يحدث في السوق من فقدان للأدوية .quot; .
و يؤكد الصيدلاني عبد المجيد عبد النور ( صاحب صيدلية ) في تصريح لـquot;إيلافquot; أنّ أزمة فقدان الدواء تبدو مفتعلة ومسيّسة على غرار أزمات فقدان مياه الشرب و انقطاع التيار الكهربائي و الكوليرا و مرض الطاعون وغيرها من الأزمات التي بدأ الإعلام يتحدث عنها يوميا .
وأضاف عبدالنور :quot; قد يفقد دواء واحد من هذه الصيدلية و لكنه بالتأكيد يوجد في صيدلية أخرى و بالتالي فحكاية فقدان مائة دواء غير صحيحة بتاتا والمرضى لا يشتكون من فقد الأدوية الحياتية و الضرورية كما يروّج وحتى الدواء الذي فقد خلال أسبوع تم توفيره بسرعة وهو موجود حاليا في الصيدليات من ذلك دواء دوبانور الخاص بمرضى ارتفاع الضغط ، لكن لا بد من التأكيد على أنّ بعض الأدوية التي فقدت من بعض الصيدليات وليس كلها هناك أدوية يمكن أن تعوضها وليست من الأدوية الحياتية وبالتالي لا تمشل مشكلا حقيقيا .quot; .
و أشار المدير العام لوحدة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة العمومية إلى أنّ في تونس تتركز 34 وحدة انتاج الأدوية منها 6 وحدات لإنتاج الأدوية الحيوانية و 28 وحدة لأنتاج الأدوية البشرية تغطي 50%من حاجياتنا من الأدوية ويتم تصدير البقية من أسواق عالمية مختلفة كما أننا نقوم بتصدير عديد الأدوية إلى أوروبا وتشهد تطورا سنة بعد أخرى وفي سنة 2011 بلغ رقم المعاملات 45 مليون دينار وهناك 20 معملا للمستلزمات الطبية تقوم بتصدير إنتاجها إلى الأسواق العالمية بقيمة تفوق 120 مليون دينار (80 مليون دولار).
وقالت نادية سنينة مديرة صناعة الأدوية بوزارة الصحة العمومية لـquot; إيلافquot; : quot; إنّ الصيدلية المركزية تتحرك بسرعة وتعمل على توفير الأدوية الناقصة كلما تم تسجيل نقص في هذا القطاع من ذلك دواء الأنسولين (دوبانور ) quot; مؤكدة أنّه قد يتم تسجيل نقص في أصناف معينة من الأدوية في بلدان العالم وما يحدث في تونس عادي جدا خاصة وأنّ الإستهلاك تضاعف من مرتين إلى ثلاث فكان أن ضاعف المصنّعون إنتاجهم للأدوية بأكثر من 30%.quot; .
و أقرّ كمال إيدير بوجود بعض الصعوبات قائلا :quot; حتى في ظل وجود بعض الصعوبات أحيانا فهي تتمثل في المواد الأولية لبعض الأدوية التي تشهد اضطرابات في الأسواق العالمية ولكن عندما يفقد اسم دواء ، عادة ما يفقد الإسم التجاري لأن الإسم العلمي يبقى بينما الأسماء التجارية تتغير ، والمهم أن الحالة في تونس عادية جدا و ليس هناك ما يخيفنا لا قدر الله من فقدان أدوية لأمراض مزمنة .quot; .
كما أفصح المدير العام لوحدة الصيدلة و الدواء عن وجود عمليات تهريب مؤكدا على أنّ :quot; التهريب موجود ولكنه لا يمثل عائقا لمخزوننا من الأدوية وقد قام مصنّعو الأدويةفي تونس بالزيادة في طاقة الإنتاج وتزويد السوق يتم بصفة منتظمة .quot;
وعن إشكالية التهريب قال الصيدلاني عبدالمجيد عبدالنور :quot; لا يمكن الحديث عن أزمة في الدواء بالرغم من أنّ التهريب موجود و لكنه لا يؤثر فالمرضى الليبيون الذين يقصدون بلادنا بالتأكيد يتزودون بأدويتهم التي وصفها لهم الأطباء كما أنّ التهريب قد يهمّ أدوية بعينهاquot;.