تستعد مصممة الأزياء العمانية العالمية نوال الهوتي للمشاركة قريباً في عرضين للأزياء في كل من دبي و طنجة، حيث تعكف سفيرة الموضة العمانية على استكمال التحضيرات لهذين العرضين ليكونا بالمستوى الذي اعتادت تقديمه.


مسقط:&في لقاء خاص مع "إيلاف" تحدثت المصممة نوال الهوتي التي اشتهرت بالمزج بين روح التراث الأصيل واللمسة العصرية في أزيائها عن مشاريعها القادمة والرسالة التي تحملها تصاميمها عن عُمان. تقول: "أستعد حاليا للمشاركة في عرضين أولهما سيكون في إمارة دبي بتاريخ 19 من الشهر الجاري في دبي مول تزامناً مع مهرجان دبي للتسوق 2015، والآخر في المملكة المغربية في مدينة طنجة في أوائل شهر آذار (مارس) القادم من خلال مهرجان قفطانوز، وما زلت أعمل بكثافة على إنجاز التحضيرات لهذين العرضين الذين أتمنى أن يلاقيا النجاح المطلوب".
وتضيف: " أحاول من خلال تصاميمي تقديم مفهوم جديد للتميز وترجمة قيم الفخر والاعتزاز بالهوية العُمانية".

رمز للمرأة العمانية

وتحافظ المصممة التي أصبحت رمزا لأناقة المرأة العمانية وسفيرة للموضة على المكانة التي احتلتها منذ أكثر من عشر سنوات من خلال قدرتها المستمرة على الابتكار. تقول: "لم أشعر يوماَ بهذا اللقب، أو بمعنى آخر لا يعنيني هذا المسمى أو اللقب بقدر ما تعنيني ترجمة ما يجول بخاطري من أفكار في اقتباس كل ما يتعلق بتراثنا العماني من أزياء ومجوهرات ووضع كل اللمسات العالمية التي تخدم إبرازه وإمكانية انتشاره عالمياً. الألقاب تزول بمجرد أن يتفوق عليك أحد وهذا شيء وارد، فعمان تزخر بكثير من المواهب الشابة التي من الممكن أن تصل إلى العالمية إذا أخلصت في مهنتها واتخذت لنفسها خطاً يمثلها هي من خلال عدم تقليدها لما تراه حولها. لذلك يبقى الهاجس الأساسي لدي دائما هو الابتكار وقد يأخذ مني الكثير من الجهد والوقت والقلق والبحث. ولله الحمد حتى هذه اللحظة أنا راضية تماماً عما قدمته" .

الأزياء العملية

وتعمل نوال على خط جديد يلبي تطلعات المرأة العملية، تقول: "ابتكاراتي كانت ولا زالت تبحر من الأزياء العمانية لمحاولة الوصول إلى العالم .. كنت فيما سبق أضيف على الزي العماني التقليدي لمساتي الخاصة التي تضفي عليه رونقا خاصا يمكنني من نشره عالميا، ووفقت بفضل الله في ذلك، وخلال مشاركاتي في عروض عالمية في عدة دول وجدت الإعجاب والقبول بهذه الأزياء، ولكنني اكتشفت خلال تلك الفترة أن طبيعة أزيائنا غالباً ما تكون للمناسبات. إذا المرأة العملية هنا قد هُضم حقها في التميز. لذلك وخلال فترة ليست بالقصيرة كنت أعمل على هذا الجانب، وذلك من خلال استحضار الموضة العالمية بما تتناسب مع عاداتنا العربية بالطبع ووضع اللمسة العمانية الخاصة بها . وقد شعرت فعلاً بالتميز في ذلك من خلال ردود الأفعال التي وصلتني".

تشويه الزي العماني

وبالعودة إلى الأزياء التقليدية يفرض السؤال التالي نفسه بقوة. إلى أي مدى يمكن تطوير الزي التقليدي العماني خاصة مع القرارات الرسمية الأخيرة التي أشارت إلى عبث بعض المصممين الناشئين والتجار بالزي التقليدي وتشويهه. تقول نوال : "هذا الموضوع بالذات هو ما يؤرقني دائماً، وهذا ما ذكرته كمعنى سابقا، الزي العماني رمز، ولا يمكن للرمز أن يتشوه أو أن تصل إليه يد العابثين أبداً، كل شيء من الممكن أن يتطور على أن يكون له مرجعية، الزي العماني والنسائي تحديداً له العديد من الجوانب التي من الممكن أو المستحسن أن يصلها التعديل أو التغيير للأفضل أو لما يتناسب مع المناسبة التي صمم من أجلها. إلا أن المصمم المتمكن هو من يحافظ على أصالته وهويته دون تشويه، وفي نفس الوقت يضيف إبداعه ولمساته للزي، وإلا من الصعب أن نطلق عليه مسمى مصمم، وللأسف انتشر الكثير من المنفذين أو المقلدين أو التجار في هذا المجال وأطلقوا على أنفسهم هذا اللقب والمروجون لهم كثر. هذا لا يمكن أن نمنعه بالتأكيد، كلٍ له الحرية أن يسمي نفسه ما يشاء إذا وجد التصديق والدعم من قبل فئة من المجتمع التي قد تكون على غير دراية بهذا المجال. وتتابع:" أن تصل أيديهم لتشويه الزي العماني بإضافات لا تمت له بصلة، بل وتشوه هذا الرمز الجميل فقط من أجل مكسب مادي أو لأنه صدَّق أنه بذلك يضيف لمسته من باب تطوير هذا الزي الذي تحمل تفاصيله تاريخ وإرث وأصالة فإنه مخطيء تماماً بل وأشد من ذلك هو يساهم بتشويه هذا التاريخ، ويكفينا ما رأينا من التشويه والعبث بالرموز الأخرى التي خلطت حتى المعاني الخاصة بالرجل العماني وهي الخنجر الذي يعتز به العماني وهو شعار سلطنة عمان حيث وجدناه في أزياء لا يمكن أن نسميها ببصمة تطوير لمصمم بل هي قمة التشويه سواء كان عن قصد أو عن جهالة فالنتيجة كانت واحدة ، لذلك قام المسؤولين ذوي الاختصاص بالتصريح حول ذلك .&من هنا أجد أن من واجب كل من يعمل في هذا المجال أن يراجع نفسه قبل أن يقدم على هذه الخطوة.

نصيحة للمصممات الشابات

تختم الهوتي حديثها بتوجيه نصيحة للشابات الراغبات بدخول مجال تصميم الأزياء فتقول: "هو رأي وليس نصيحة، ما يهمني قوله هو أن الموضة ليست موهبة فقط إنما علم يدرّس، لذلك أحاول شخصياً أن أطلّع على تجارب غيري من خلال البحث أولاً وحضور الفعاليات المحلية والعربية والعالمية ثانياً، إضافة إلى السفر للاطلاع على ثقافات وحضارات الدول الأخرى و تاريخها في مجال تصميم الأزياء، فعلى من يجد في نفسه الرغبة للخوض في هذا المجال، عليه أن يكتشف كيف له أن يغذي موهبته ويصقلها، ليس عبر اتباع نصيحتي بالضرورة، ولكن عليه اكتشاف طريقه بنفسه، المهم أن يعمل على تطوير ذاته و لا يقف عند حد معين وإلا سيقولب نفسه و يكون تكراراً لتجارب الآخرين".

من عُمان إلى العالم

عام 2003، كانت انطلاقة نوال الهوتي نحو تأسيس أول علامة تجارية عُمانية تترك بصمتها في عالم الموضة برؤية خاصة غنية بالموروث المتجدد، من خلال مزج الأصالة بالحداثة في تصاميم مستوحاة من التراث العُماني ومفرداته العريقة، مع لمسة عصرية تتميز بالدقة اللامتناهية في التفاصيل لترتقي بتطلعات الباحثين عن التميز في إرتداء تصميم فريد له تأثير خاص يبهر ويخطف الأنظار. ازدادت شهرة الهوتي بعد تقديمها لسلسلة من العروض الناجحة في كل من روما وباريس وبيروت ودبي، فكانت حسب رأي الخبراء والنقاد، سفيرة الموضة العمانية، والمصممة التي وصلت بالزي العماني إلى العالمية.