لم تمرّ حلقة تعدّد الزوجات من المسلسل الكوميدي quot;طاش ما طاشquot; مرور الكرام كويتيًّا، بعد أن أنتجت مستويات متباينة من الاستياء والسّخط لتناول العمل الذي تنتجه وتبثه الـquot;MBCquot; حادثة مأسويّة هزّت الكويت قبل نحو عام، وأودت بنحو 60 قتيلاً.
الكويت: يعقد المحامي الكويتي زيد الخباز بصفته الوكيل القانوني للمتهمة المدانة بحرقها عمدًا العام الماضي، حفلة لخيمة حفل زفاف زوجها، متسبّبة بمقتل أكثر من 60 سيدة وطفل، جلسات تشاور مع ذوي المتهمة، وأطراف مهتمة في الداخل الكويتي، للخوض في شأن تحريك دعوى قضائية ضد مركز تلفزيون الشرق الأوسط quot;MBCquot;، وفريق عمل المسلسل الكوميدي الشهير quot;طاش ما طاش 17quot; الذي تنتجه، وتبثه المحطة الفضائية، بعد أن تعرّضت إحدى حلقاته للفاجعة الإنسانية غير المسبوقة كويتيًّا، حين أقدمت المتّهمة على سكب البنزين على خيمة أقيمت في فناء منزل زوجها، ثم قامت بإشعال النيران في الخيمة، بمن فيها، وذلك لمنع زوجها من الإحتفال بزفافه الثاني، ولإفساد فرحته.
ويؤكّد المحامي الكويتي الخباز أنّه فوجئ تمامًا، كما فوجئ الشارع الكويتي ببثّ هذه الحلقة التي تحاكي الحادث المأسوي الذي هزّ الكويت، والمنطقة الخليجيّة لدى وقوعه قبل نحو عام، متسائلاً عمّا إذا كانت البيئة الخليجيّة قد خلت من السلبيّات والقصص التي يمكن التسلّي بها، ومحاكاتها في حلقات مسلسل كوميدي، ليتمّ الزجّ بقضية إنسانية للغاية في قالب كوميدي ساخر، ولم يبتّ القضاء فيها بعد بصورة نهائية أصلاً، في إشارة الى أن محكمة التمييز الكويتية لم تصدر حكمها بعد، بعد أن قضت محكمتا الجنايات الكبرى، والإستئناف بتأييد حكم الإعدام شنقًا، إذ إنّ المتّهمة ما زالت مصرّة بأنّها لم ترتكب هذا الحادث، وأن هذه القصة ملفّقة من قبل أهل زوجها، بما في ذلك شهادة الخادمة الآسيوية التي كانت اعترافاتها الخيط الأول للوصول الى الفاعلة.
وبحسب المحامي الكويتي الذي يدير هيئة الدفاع عن المتهمة، أنه لهذه الغاية، ولإيقاف هذا العبث بالمسائل الإنسانية من قبل بعض المسلسلات والمنتجين والفضائيات فإنّه سيأخذ مشورة أهل المتّهمة قبل الإقدام على أي خطوات قانونية لمقاضاة المسلسل الكوميدي الذي حاكى الحادثة من خلال تناول مسألة تعدّد الزّوجات، والغيرة النسائيّة، إلاّ أنّ العمل لم يشر الى أنّ الحادثة وقعت في الكويت، ولا الى أيّ أسماء أو شخصيات حقيقية، وهو ما قد يضعف القضية المزمع تحريكها من قبل المحامي الكويتي.
وتحدّث الخباز عمّا أسماه خلو التقليد وتناول الحادثة من النقد البنّاء، الذي يمكن إيجاد الأعذار له، خصوصًا ndash; وفقًا للخباز- أن الحلقة قد تزامنت تقريبًا مع الذكرى السنوية الأولى للحادثة، وسط استهتار من المسلسل والجهة التي تنتجه وتبثّه بمشاعر ومعاناة من فقدوا أحبتهم في هذا الحادث الإنساني، معتبرًا أنّه في لحظة ما لا بدّ من التحرك قانونيًّا، ليكون المسيء عبرة لمن لا يعتبر.
يشار الى أنّ انطباعات الشارع الكويتي بشكل عام تجاه هذا التهديد الذي أطلقه المحامي الخباز جاءت متباينة، ففيما اعتبر البعض أن القضية جدية، وتهدف الى منع الإساءة لأرواح وأهالي من قضوا في الفاجعة، يرى البعض أن ما تناوله المسلسل لم يكن أكثر من التناول المباح للأحداث التي تقع، خصوصًا أنه بعد أيام قليلة من الحادثة في الكويت، تكرر الأمر على يد سيدة سعودية أرادت الإنتقام من زوجها، الذي كان يستعد للإحتفال بزواجه الثاني، إلا أنه على النقيض من الحادث المأسوي في الكويت الذي خلّف 60 قتيلة، لم تقع أي إصابات في الأرواح في النسخة السعودية من الحادث، الذي تردد بأنه ارتكب تأثرًا وتقليدًا بالنسخة الكويتية من الحادث.
العمل في سطور:
quot;طاش ما طاشquot; هو مسلسل تلفزيوني رمضاني كوميدي سعودي، حيث بدأ عرضه عام 1992، شارك فيه عدد من الممثلين السعوديين والعرب، ويعتبر من أنجح الأعمال التلفزيونيّة في الخليج العربي والعالم العربي كذلك. وطلبت مكتبة الكونغرس الاميركية بعض أجزاء العمل لوضعه في أرشيف المكتبة وفقًا لما تردّد قبل سنوات.
وأخذ اسم المسلسل quot;طاش ما طاشquot; من لعبة وديّة تؤخذ فيها قارورة المشروب الغازي المصنوع من الزجاج فيقوم أحدهم بخضها عدّة خضات ليقول لخصمه quot;طاش أو ما طاشquot; أي عند فتح القارورة هل تفور ويخرج ما فيها من مشروب خارج القارورة (طاش) أم لا (ما طاش)، فيختار الخصم إحداهما فتفتح القارورة والفائز من يصحّ قوله، وهي لعبة حماسية قد تشترك فيها مجموعة من الأشخاص، والكل منهم يدلي برأيه في ذلك.
بدأت فكرة البرنامج من خلال ثلاثة فنانين وهم: الممثلان ناصر القصبي، عبد الله السدحان، والمخرج عامر الحمود. بعد أول موسمين انفصل الثلاثي ليكون الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان بالتعاون مع المخرج عبد الخالق الغانم. استمر المسلسل بالعرض على التلفاز لمدة 15 موسمًا بعد الانفصال.
يحاول المسلسل معالجة قضايا المجتمع السعودي بإطار كوميدي ساخر. فلكل حلقة قصة وعادة ما يفتح الفنانان ناصر وعبدالله الباب للجميع بإرسال قصص أو كتابات ويقوم فريق العمل بمعالجتها دراميًّا، إلا أنه على مدى السنوات الماضية أثار العمل حفيظة أكثر من جهة وطرف في الداخل السعودي.
التعليقات