كثفت إيران إرسال شحنات السلاح إلى الميليشيات الشيعية، التي تقاتل مع قوات النظام السوري، وضاعفت تدريب أفرادها، في وقت يحتدم الصراع ضد تنظيم "داعش". ويرى مراقبون أن تنامي قدرات المعارضة السورية، التي تتلقى السلاح والتدريب من الولايات المتحدة ودول عربية داعمة، أثار قلق طهران على أكبر حلفائها في المنطقة.


كان الكونغرس وافق على تقديم مساعدات وأسلحة بقيمة 500 مليون دولار إلى فصائل المعارضة السورية المعتدلة، فيما يجري تدريب نحو 10 آلاف مقاتل في دول قريبة من حلبة الصراع. وسيعود هؤلاء لرفد قوات الجيش السوري الحر بقدرات قتالية عالية.&

جسر جوي
وبدافع الخوف من تأثير هذه التطورات في موازين القوى على الأرض لغير مصلحة النظام السوري، قررت إيران إقامة جسر جوي لنقل صواريخ وقذائف هاون إلى ميليشياتها التي تقاتل الجيش السوري الحر وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على جبهتين منفصلتين، وكذلك إرسال طائرات بدون طيار لرصد تحركات قواتهما.
&
نقلت صحيفة التايمز عن مصادر إيرانية مطلعة إن إيران اتخذت هذا القرار خلال اجتماع عُقد في دمشق أخيرًا بين رئيس النظام السوري بشار الأسد والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وأكدت المصادر أن إيران والنظام السوري على اقتناع بأن الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ستعقبها محاولة لإسقاط الأسد.
&
ويُقدر أن نحو 2000 عنصر من عناصر الحرس الثوري الإيراني يتمركزون في سوريا مع رهط من القادة العسكريين وكوادر الإسناد، الذين يشرفون على ميليشيات شيعية، تضم مقاتلين من لبنان وباكستان وأفغانستان.&

ذريعة للتدخل
وقال مستشار للحكومة الإيرانية إن طهران وافقت على زيادة الدعم في مجال التدريب والمعدات، ولكنها تمانع بشأن إرسال المزيد من الجنود على الأرض. ونقلت صحيفة التايمز عن المسؤول الإيراني أن طهران "تنظر بحذر شديد" إلى المعركة الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، خشية "تحوّلها إلى تدخل ضد النظام".&

وأشارت دول صديقة للشعب السوري إلى أن المعركة ضد داعش يمكن أن توفر ظروفًا مؤاتية لتطوير قدرات المعارضة المعتدلة ضد نظام الأسد. وأسهم قرار الولايات المتحدة استئناف دعمها للجيش السوري الحر في ضمان مشاركة عربية مهمة في التحالف الدولي ضد الجهاديين.&

توزيع مهام
ومن مفارقات الوضع الذي أوجده صعود داعش حدوث تقسيم عمل ضمني بين الولايات المتحدة وإيران في العراق. إذ تكفلت الضربات الجوية الأميركية في شمال العراق بوقف تقدم مسلحي داعش على مدينة إربيل عاصمة إقليم كردستان. وفي بغداد تولى الجنرال سليماني تنظيم الدفاع عن العاصمة العراقية والإشراف على قيادة الميليشيات الشيعية التي حُشدت لهذا الهدف.&

وأسهم التعاون غير المكتوب بين القوات الخاصة الإيرانية في العراق والإسناد الجوي الأميركي في تحرير بلدة آمرلي ذات الغالبية التركمانية الشيعية في أيلول/سبتمبر. كما أقدمت الولايات المتحدة وإيران على تسليح قوات البيشمركة الكردية التي تقاتل داعش في الشمال.