رفض الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جوده التصعيد الخطير، الذي تمارسه إسرائيل في القدس، وأكد أنه مستمر في تصدّيه لهذه الممارسات بكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية، وخاصة من خلال عضوية الأردن في مجلس الأمن الدولي.


نصر المجالي: تحادث وزير الخارجية الأردني في باريس، الأربعاء، مع نظيره الأميركي جون كيري، حول التصعيد الخطير، الذي تشهده الأماكن المقدسة، وخاصة الحرم القدسي الشريف.

وأكد جوده أن التصعيد الخطير، الذي تمارسه إسرائيل، وخاصة في الآونة الأخيرة، مرفوض كليًا، وأن الأردن من منطلق الوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبدالله الثاني على الأماكن الإسلامية والمسيحية، سيتقدم بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي اليوم حول الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية في القدس والمناطق المقدسة.

رسالة واضحة
وقال جوده في رده على أسئلة الصحافيين، أثناء اللقاء، إن قرار الحكومة اليوم استدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور يعتبر رسالة واضحة حول خطورة هذه الممارسات الإسرائيلية، والتي تؤجّج العواطف

الأردن يستدعي سفيره من تل أبيب للتشاور

والمشاعر الدينية حول العالم، وعلى إسرائيل أن تأخذ على محمل الجد وبوضوح هذا الموقف الأردني، وأن تلتزم بوقف هذه الإجراءات التصعيدية فورًا، وأن تلتزم أيضًا بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف.

أضاف وزير الخارجية الأردني أن الأحداث الخطيرة والمرفوضة، التي شهدها المسجد الأقصى في ساعات ليل أمس وفجر وصباح اليوم، من اقتحام لقوات الشرطة الإسرائيلية واستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والدخان والأضرار التي نتجت من استخدام القوة، من حرق السجاد وتدمير الأساس والأعمدة وغير ذلك، تعتبر بمجملها تصعيدًا خطيرًا، يتطلب هذا الموقف الأردني الحازم والواضح.

وكان جوده خلال مباحثاته مع الوزير كيري سلم ملفًا شاملًا تضمن توثيقًا للاعتداءات والاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، والتي تخرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجميع المعاهدات والمعايير الدولية.

وأكد جوده إدانة الأردن الشديدة ورفضه القاطع لجميع هذه الانتهاكات والاقتحامات، مؤكدًا استمرار الأردن وبتوجيهات من الملك عبدالله الثاني باتخاذ الاجراءات كافة التي تضمن وقف هذه الإجراءات غير المسؤولة.

تداعيات خطيرة
وقال إن الأردن تقدم ببيان في مجلس الأمن في الأسبوع الماضي، حذر خلاله من تداعيات استمرار الاستفزازات الإسرائيلية، مؤكدًا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في وقف هذه الانتهاكات والضغط على إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال للالتزام بمسؤولياتها وفقًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وأكد جوده أن عدم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يعني استمرار الإرهاب والتطرف، وأنه لا بديل من تجسيد حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعلى خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادًا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة. واشتملت المباحثات أيضًا على مناقشة مختلف التطورات والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

واستعرض جوده مع نظيره الأميركي الجهود المبذولة على الصعد كافة لمواجهة آفة الإرهاب والتطرف، التي تعصف بالمنطقة، وأهمية التعاون بين كل مكونات المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة، مؤكدًا أن المعركة بين الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف هي معركتنا كمسلمين أساسًا، وأننا معنيون مباشرة بأن نكون في طليعة الجهود الرامية إلى التصدي للتطرف وأي ممارسات تخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ورسالته الوسطية والسمحة والمعتدلة.

الوضع السوري
وبحث الجانبان خلال اللقاء التطورات التي تشهدها الساحة السورية وأهمية التوصل إلى حل سياسي، يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية، بمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري، حيث أكد جوده أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساندة ودعم الأردن، في ظل العبء الكبير الذي يتحمله، نتيجة استقباله موجات كبيرة من اللجوء السوري، والذي أصبح معه الأردن منهكًا، ووصل إلى الحد الأعلى من إمكاناته التي يستطيع تقديمها.

وأكد جوده خلال اللقاء، أهمية الدور الأميركي في ما يتعلق بجميع قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي دعم بلاده وتقديرها للدور الأردني المحوري بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ودور الأردن وجهوده في حماية المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية وضرورة الحفاظ على الوضع القائم وعدم المساس به، وأيضًا على أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الأردن بالولايات المتحدة الأميركية.

&