لم يتمالك مطران الموصل نفسه، فأجهش بالبكاء،&وهو يتحدث عما آلت إليه حال المسيحيين في الموصل، والذين عجزوا عن الصلاة في كنائسهم للمرة الأولى منذ 1500 عام.


مروان شلالا من بيروت: بكى مطران الموصل مار نيقوديموس داوود شرف، وهو يصف الحالة التي وصل إليها مسيحيو الموصل، الذين عجزوا عن ممارسة طقوسهم في كنائسهم لأول مرة في تاريخهم، أي منذ نحو 1500 عام.
&
لا شك في أن الحالة مبكية، خصوصًا أن آلاف العائلات المسيحية اضطرت إلى ترك منازلها في الموصل قبل ثلاثة أشهر، بفعل سقوط المدينة بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

قال شرف بالآرامية: "على الرغم من الحروب المتكررة على أرض العراق، لم نتوقف يومًا عن إقامة صلواتنا في كنائسنا، لا في الموصل ولا في القرى المجاورة"، وأجهش في البكاء.

أوضاع صعبة

اليوم، يعاني النازحون المسيحيون أوضاعا صعبة مع اقتراب صقيع الشتاء، إذ يعيشون في خيم بنيت على عجل في أربيل في كردستان العراق.

وعلى هامش مؤتمر مجلس حقوق الإنسان حول المسيحيين في الشرق، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف في آب (أغسطس) الماضي، وصف شرف ما حدث في العراق بالصدمة والمصيبة الكبيرة للجميع، "فهي تطهير عرقي كامل لشعب أصيل جدًا في العراق".

فمنذ سقوط الموصل بيد داعش، فرض عناصر التنظيم نظامًا للحكم يتماشى مع تشددهم، ويتضمن فرض عقوبات شديدة القسوة، ومعاملة متزمتة مع النساء، وموقفًا متطرفًا ضد أي شكل من أشكال المعارضة أو المقاومة.

عاثوا فيها فسادًا

ونقل تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية عن مسلمين في الموصل قولهم: "لم يعد هناك بيت للمسيحيين في الموصل إلا وسكنه الدواعش، أو نهبوا كل ما فيه من أثاث ومقتنيات، ولم يتركوا في بعض البيوت شيئًا يذكر".

أضاف: "من احتل البيوت منهم وسكنها يتصرف فيها وبجميع محتوياتها، بما في ذلك الملابس، وكأنها ملكه ورثه عن أهله، كما انتشر مسلحو داعش في كل مناطق الموصل، واعتبروا منازلها غنائم حرب، وجعلوا من المسيحيين والأيزيديين أعداءهم، يستبيحون كل ما يتعلق بحياتهم".