أعلن الجيش المصري عن مقتل 19 مسلحًا في شمال سيناء، وصفهم بـ"العناصر الإرهابية شديدة الخطورة"، وجاء ذلك في إطار الحرب التي تخوضها مصر في سيناء ضد الجماعات الإرهابية، التي تستهدف قوات الجيش والشرطة، وكانت آخر عملياتها قتل 29 عسكريًا في نقطة عسكرية في كرم القواديس بالقرب من مدينة الشيخ زويد.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال المتحدث باسم الجيش المصري العميد محمد سمير، إن قوات الجيش قتلت 19 مسلحًا. وأضاف في بيان له: "في إطار توصيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة المنعقد يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2014 برئاسة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي صدق خلالها على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء وفي الإتجاهات الإستراتيجية الأخرى للدولة، وتنفيذًا لقرارات اللجنة المشتركة من القوات المسلحة وهيئة الشرطة المدنية برئاسة الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسة وكبار قادة القوات المسلحة وهيئة الشرطة المدنية لتنسيق جهود ومهام مكافحة الإرهاب في كل ربوع الجمهورية، وخاصة في سيناء.. تمكنت عناصر القوات المسلحة خلال الفترة من 27/ 10 حتى 7/ 11/ 2014 من تنفيذ عدد من المداهمات الناجحة ضد البؤر الإرهابية في محافظات (شمال سيناء – الإسماعيلية – دمياط – الدقهلية).
إعتقالات بعد مداهمات
وأوضح المتحدث العسكري أن العمليات أسفرت عن "مقتل عدد (19) فردا من العناصر الإرهابية نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات"، مشيرًا إلى أن من بين العناصر المقتولة: "المدعو سعد محمود حماد حسين، والمدعو مبارك إسماعيل مبارك، والمدعو فايز مغاطيس فواص، وهم من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة والتي شاركت في تنفيذ هجمات على كمائن القوات المسلحة وزرع العبوات الناسفة".
وأضاف سمير أن قوات الجيش تمكنت أيضًا من إعتقال مجموعة من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس. وقال: "249 من العناصر الإرهابية والإجرامية، ومن بينهم المدعو جمال محمد إمام (يقوم بإصلاح وسمكرة العربات خاصة العناصر الإرهابية)، والمدعو محمد سلمى عبد الرازق (يقوم بمراقبة القوات)، والمدعو أشرف موسى إبراهيم الزريعي والمدعو فارس نايف سالم مصلح (من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي)، والمدعو عبد الستار سلام عقل حمدان، والمدعو عمار يوسف زريعي سلمى الحمادين (عناصر إرهابية شديدة الخطورة تعتنق الفكر الجهادي التكفيري).
وأفاد سمير بأن القوات دمّرت "16 عربة أنواع مختلفة، و8 دراجات بخارية من دون لوحات معدنية، وتستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية"، مشيرًا إلى أنه تم تدمير 306 مقرات خاصة بالعناصر الإرهابية".
ولفت إلى أن القوات دمرت "ثلاثة مخازن للأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإجرامية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية". ونبه إلى أن القوات تمكنت من "تفكيك وتفجير خمس عبوات ناسفة كانت معدة للإستخدام ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، وضبط (1836) طلقة عيار (7.62& 54)، و(270) طلقة قناصة، و(20) طلقة عيار (7.62& 39)، و(3) طلقة عيار (9) مم، داخل أحد المنازل التي تم تدميرها".
مع عدو خفي
على العكس من العمليات السابقة للجيش المصري، لم ينشر المتحدث العسكري أية صور أو فيديوهات للقتلى أو السيارات أو الأنفاق التي تم تدميرها. وقال اللواء علي حفظي الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، تنفذ عمليات عسكرية واسعة المجال ضد الإرهاب في سيناء، مشيرًا إلى أن الجيش يستخدم كل قدراته في تلك المواجهة، معتبرًا أنها حرب حقيقية، لكنها ليست مع جيش نظامي أو عدو ظاهر، بل عدو خفي.
أضاف أن العمليات العسكرية تنفذ بمشاركة قوات برية، والقوات الجوية، وقوات التدخل السريع التابعة للمنطقة المركزية العسكرية، وقوات الجيش الثالث الميداني؛ لإغلاق مداخل ومخارج وسط وجنوب سيناء أمام العناصر الإرهابية، تحسبًا لتسللها ناحية المناطق الجبلية.
وأوضح أن العملية البرية المنتظر القيام بها في سيناء سوف تتركز في البداية في نطاق حظر التجوال التي تشمل كل محافظة شمال سيناء ومراكزها وقراها، ماعدا بئر العبد ونخل وبعض أجزاء الحسنة، إضافة إلى أعمال إغلاق الدروب الجبلية والمدقات الآمنة الموجودة في وسط سيناء لمنع تسرّب الإرهابيين من خلالها إلى جبال الجنوب، على أن يكون هناك عملية برية أخرى تشمل شمال سيناء لمطاردة الإرهابيين الذين تمكنوا من الهرب.
دفاع جوي رادع
ونبه إلى أن القوات الجوية، ومن خلال مروحيات الأباتشي، لها دور كبير في العمليات العسكرية في شمال سيناء خلال تنفيذ العملية العسكرية، وتنفذ طلعات مكثفة لمعاونة عناصر الجيش الثاني الميداني والشرطة المدنية في اقتحام البؤر الإرهابية، منوهًا بأن المروحيات الهجومية ترصد أماكنها بدقة، وتحدد أنسب الطرق للتعامل معها، ومدى قوة الحصون التي تحتمي بها.
ولفت إلى أن القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية واعية لمخططات الإرهاب في سيناء، وتنشر قواتها على جميع الطرق والمنافذ بطريقة مكثفة، الأمر الذي يستبعد معه هروب العناصر الإرهابية إلى المناطق السكنية، سواء الموجودة في سيناء أو الموجودة في مناطق الدلتا ومدن القناة، ومن ثم فلا داعي لهذا التخوف.
&
التعليقات