ثمّة حراك روسي لحلّ الأزمة السورية، انطلق في اتجاه السعودية ومصر، يعتمد ما تم التوصل إليه في جنيف-1 وجنيف-2.
ساره الشمالي من دبي: عقد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، محادثات في موسكو الجمعة مع سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا. وأوضح بيان مشترك أن الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها، ودعوا إلى تفعيل أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة وغيرها من آليات التعاون الثنائي.
على أساس جنيف-1
بحسب البيان، ناقش الجانبان مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كالوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. واتفق الوزيران على ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس بيان "جنيف-1"، مع التركيز على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية.
وركزت المباحثات على الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب. وعبّر الجانبان عن استعدادهما للتعاون في المجالات التي تخص الطاقة والبترول.
لقاء عربي روسي
وأشارت المصادر الدبلوماسية العربية إلى أهمية المباحثات، التي أجراها الأمير سعود الفيصل مع لافروف، وكذلك الاتصالات المستمرة بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الروسي.
واعتبرت المصادر أن اللقاء الوزاري العربي – الروسي، المقرر في الخرطوم في مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل، على هامش أعمال المنتدى المشترك، سيساهم في بلورة مبادرة واضحة من أجل سوريا، تساعد على حل سياسي، يضمن الاستمرارية في مساره حتى النهاية، ولا يكون عرضة للتوقف بعد انطلاقه، كما حدث في السابق.
متروك للتفاوض
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إن المشاورات الروسية مع السعودية ومصر حول الحل السياسي في سوريا مجرد أفكار عامة، بحثًا عن آلية ترضي جميع الأطراف.
ونسبت الصحفية إلى مصادر دبلوماسية مطلعة قولها إن الجهود الروسية تصبّ في العمل على آلية تؤدي إلى تجميد الاقتتال، ثم الذهاب إلى مفاوضات بين المعارضة السورية والنظام من دون شروط مسبقة، اعتمادًا على ما تم التوصل إليه في مؤتمري "جنيف-1" و"جنيف-2".
وأضافت هذه المصادر أن رؤية موسكو هي أن استمرار رئيس النظام السوري بشار الأسد أو عدمه مسألة متروكة للتفاوض، وأن الرؤية الروسية حصلت على دعم ضمني من واشنطن عندما صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأسبوع الماضي، على هامش قمة "مجموعة العشرين"، أنه لا يعمل الآن على خطط لإخراج الأسد من السلطة.
رفض خطة ميستورا
وقالت مصادر في الائتلاف السوري المعارض إن روسيا تحاول إجراء مفاوضات لإنتاج رؤية لا تزال غير واضحة المعالم. وقالت هذه المصادر لـ"الشرق الأوسط" إن من بين الأفكار الروسية تشكيل حكومة انتقالية موسّعة، وإن موسكو أعلنت أنّه لم تعد لديها القدرة للضغط على بشار الأسد، وهي مستعدة للتخلي عنه.
وفيما يناقش الائتلاف في إسطنبول خطّة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بشأن تجميد القتال في حلب، قالت مصادره إن ثمة توجّهًا نحو رفض الخطة، التي لا يرى المعارضون السوريون أنّها تحظى بغطاء دولي، مشككين في نجاح الخطّة في ضوء تصعيد النظام العسكري، وعدم تبنيها من قبل الدول المعنية بالقضية السورية لغاية الآن.
وفد النظام
إلى ذلك، يزور وفد سوري برئاسة وزير خارجية النظام وليد المعلم روسيا في الأسبوع المقبل، يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة أفكار روسية تتعلق بإطلاق مفاوضات السلام في سوريا.
وقالت تقارير مقرّبة من النظام السوري إن هذا اللقاء سيبحث بشكل خاص الأفكار التي تطرحها موسكو لجمع المعارضة والنظام في حوار أولي، يفعّل العملية السياسية المتوقفة منذ مؤتمر جنيف -2.
وانتشرت أخبار غير مؤكدة على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الأسد قد يتوجّه إلى روسيا، من دون أي تأكيدات روسية.
التعليقات