قدم فيلم وثائقي تم بثه على شاشة التلفزيون الفرنسي صورة مغايرة تمامًا لكوكو شانيل، المرأة التي أحدثت ثورة في عالم الأزياء. وبحسب البرنامج يبدو أن شانيل كانت تعمل مع الاستخبارات العسكرية النازية.


إعداد عبد الاله مجيد: تُذكر كوكو شانيل في فرنسا بوصفها المرأة التي أحدثت ثورة في عالم الأزياء بتصاميم مثل الفستان الأسود الصغير.
&
ولكن صورة مغايرة تماماً لمصممة الأزياء الشهيرة قُدمت على شاشة التلفزيون الفرنسي مؤخرا في فيلم وثائقي يسوق أدلة على انها كانت جاسوسة ألمانية. وعُرضت في البرنامج الذي بثته القناة الحكومية الثالثة عن دور الفنانين الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية وثيقة تثبت ان شانيل كانت تعمل مع الاستخبارات العسكرية النازية.

كما أثار الفيلم الوثائقي تساؤلات محرجة عن دور المغنية اديث بياف والمغني موريس شفالييه والكاتب والمخرج ساشا غيتري. ورغم أن مؤرخين أبدوا منذ زمن طويل شكوكاً في الرواية الرسمية الفرنسية القائلة بأن مفكري فرنسا ومشاهيرها قاطعوا النازيين أو انضموا الى المقاومة ضد الاحتلال فان الحقيقة نادرا ما كانت تُبث على التلفزيون الفرنسي وفي برنامج يُعرض خلال ساعات ذروة المشاهدة.

الآن كُسر التابو في وقت تشهد فرنسا سجالا مريرا عن سنواتها خلال الحرب بعد أن حاول مثقفون يمينيون تبرير التعاون مع ألمانيا النازية.

وبحسب البرنامج الذي قدمه المؤرخ فرانك فيران فان شانيل عادت الى باريس بعد فترة قصيرة على انهيار الجيش الفرنسي في عام 1940 واقامت في فندق ريتز، مقر قيادة السلاح الجوي الألماني في فرنسا، وانها بدأت علاقة جنسية مع البارون هانز غونتر فون دينكلاغة الملحق في السفارة الألمانية والضابط الكبير في الأس أس ايضا. وذهب مقدم البرنامج الى "ان شانيل كانت تربطها علاقات طيبة مع الألمان".&
&
استغلت القوانين النازية

وقال فيران ان شانيل حاولت استغلال القوانين النازية التي تمنع اليهود من امتلاك شركات لاستعادة الشركة التي تنتج عطر شانيل رقم 5 بعد بيعها الى عائلة يهودية في عام 1924.

كما كشف مقدم البرنامج لأول مرة وثيقة ألمانية محفوظة في أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية تبين ان شانيل كانت عميلة ألمانية وان رقمها ف 7124 واسمها السري ويستمنستر في اشارة الى علاقتها السابقة مع دوق ويستمنسر في بريطانيا.

ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن الباحث في أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية فريدريك كيغينير "ان هذا يثبت ان أجهزة الاستخبارات الألمانية جندت شانيل". وكانت شانيل تعرف ونستون تشرتشل وأرسلتها الاستخبارات العسكرية الألمانية الى مدريد في عام 1943 للاتصال بمسؤولين بريطانيين حاملة اليهم عرضاً باعلان هدنة مع ألمانيا.

ويقول المؤرخ هنري غايدل إن تشرتشل لم يرد قط على العرض وأن شانيل "أبدت سذاجة لا تُصدق حيت تصورت ان بامكانها ان تغير موقف تشرتشل".

بياف وشفالييه

وقال مقدم البرنامج إن وضع المغنية اديث بياف أكثر التباسا ولكنها كانت ملوثة رغم ذلك. فان بياف لم تستمر باحياء حفلات في فرنسا خلال الحرب فحسب بل قبلت مرتين دعوات من النازيين للغناء أمام أسرى فرنسيين في ألمانيا.

كما أصاب المغني موريس شفالييه والكاتب والمخرج شاسا غيتري نجاحا كبيرا في ظل الاحتلال النازي.

وقال مقدم البرنامج إن المسؤولين الفرنسيين بيضوا صفحة جميع هؤلاء النجوم بعد الحرب باسم الوحدة الوطنية. وان شانيل أُخضعت للاستجواب ساعتين فقط ثم أُخلي سبيلها في حين ان بياف نالت ثناء بعد ان قالت إنها زورت بطاقات هوية لمساعدة أسرى فرنسيين على الهروب من ألمانيا.

وقال البرنامج إن هذه اكذوبة اختار الجميع تصديقها للحفاظ على سمعة بياف.