قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إنه يريد الإستمرار في العمل طويلًا، مثل هنري كيسنجر الذي يعمل وهو فوق التسعين، ومثل شيمون بيريز، اللذين يعتبرهما قدوةً له في العمل.
إعداد عبد الاله مجيد: في مقابلة مطولة مع مجلة فانتي فير الاميركية، أكد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أن تعامله التجاري مع حكومات ذات سجل اسود في مجال حقوق الانسان لا يدر عليه ارباحًا طائلة، كما يظن الآخرون، وأشار إلى أن وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر مثال يقتدي به في هذا المجال، غامزًا من قناة بقاء كيسنجر سيئ الصيت في أوساط مناهضي الحرب في المجال العام طويلًا بعد اعتزاله العمل الحكومي.
هؤلاء قدوتي
قال بلير: "أحد الأشياء التي يتعين التعود عليها هو أن هناك قادة يعتزلون العمل في الحكومة وهم في أوائل الخمسينات من العمر، وأنا لدي طاقة كبيرة وأشعر بلياقة عالية ولن اتقاعد للانصراف إلى لعب الغولف". وأشار إلى كيسنجر قائلا "انه في الحادية والتسعين وما زال يعمل بنشاط. وأنا أحب ذلك، وكذلك شيمون بيريز، فهؤلاء هم قدوتي".
ودافع بلير، الذي أقام شبكة تجارية عالمية منذ تنحيه عن رئاسة الحكومة البريطانية، عن أنشطته التجارية واصفًا تعاملاته مع حكومات "مشبوهة" بأنها ليست عملًا مأجورًا، بل عمل يمكن أن يغير طابع البلدين. ونفى بلير وجود تضارب في المصالح بين نشاطه التجاري وعمله الخيري، قائلا إن شركته التي تقدم استشارتها لهذه الحكومات تتبع قواعد صارمة تتعلق بالمصداقية".
ومن بين الحكومات التي قدم بلير مشورته اليها حكومتا كازاخستان ومنغوليا.
لا نمدح ولا نذم
وحين سُئل بلير إن كان هناك زعيم يرفض التعامل معه مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اكتفى بالابتسام وسارع إلى تغيير الموضوع للحديث عن كازاخستان. وأكد في مجرى المقابلة: "انا لا أحبس انفاسي بانتظار مكالمة من بوتين". وحين سُئل عما سيفعله إذا تلقى مثل هذه المكالمة، أجاب: "انها لن تأتي، فدعونا لا نمدح ولا نذم".
وكانت تكهنات واسعة راجت بشأن ثروة بلير، الذي سخر من تقارير قدرتها بنحو 100 مليون جنيه استرليني، فقال إنها تقل عن 20 مليون جنيه استرليني. وقالت فانتي فير إن متحدثا باسم بلير كشف لها عقب المقابلة إن صافي ثروة رئيس الوزراء البريطاني السابق يبلغ نحو 10 ملايين جنيه استرليني، وتبرع بمثلها تقريبًا للأعمال الخيرية. لكن هذا الرقم لا يشمل ما يملكه بلير من عقارات في بريطانيا، بينها قصر خارج لندن، وستة بيوت في لندن تُقدر قيمتها الاجمالية بأكثر من 10 ملايين جنيه استرليني، كما افادت صحيفة غارديان.
مبالغات عراقية
حين انتقل الحديث إلى حرب العراق، أعرب بلير عن استيائه من الضرر الذي لحق بسمعته جراءها. وقال: "ما يتردد عن الانتقادات التي يتعرض اليها في بريطانيا مبالغ فيه"، مشيرًا إلى أنه فاز في ثلاثة انتخابات، وفاز في الانتخابات الأخيرة بأغلبية، حتى بعد العراق.
وشدد بلير على انه كان وسيبقى سياسيًا وسطيًا، وقال: "لم يكن يروق لليمين أن افوز في الانتخابات، ولا اليسار ايضًا، لأنهم يعتقدون إني خنتُ المبادئ، انها قضية متعددة الأوجه بسبب تركة العراق".
ويأتي نشر المقابلة مع بلير بعد اسبوع على احتجاج نحو 200 من موظفي منظمة "انقذوا الأطفال" على قرارها منح بلير جائزة عالمية تقديرًا لمساهماته في مجال العمل الخيري. وقال موظفو المنظمة في مذكرة الاحتجاج: "قرار منح الجائزة لشخص حوله انقسام حاد ومتهم بارتكاب جرائم حرب ليس مستهجنًا من الناحية الأخلاقية فحسب، بل يهدد سمعة المنظمة عالميًا".
ونُشرت على الانترنت مذكرة تحمل تواقيع أكثر من 100 الف شخص يطالبون بسحب الجائزة من بلير.
التعليقات