أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الحرب على الإرهاب ترتقي إلى مستوى حرب عالمية، كما أنها حرب المنطقة وحرب بين الخير والشر.

نصر المجالي: تتناول محادثات القمة يوم الجمعة بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي باراك اوباما في البيت الأبيض سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة في مختلف المجالات، والقضايا الرئيسة المتصلة بالعلاقات الثنائية وتعزيزها سياسيا واقتصاديا وعسكريا. (تفاصيل لاحقاً)

كما تتناول آخر التطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك جهود استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا لحل الدولتين، وتطورات الأوضاع في سوريا، وأثرها على الأردن، وآفاق تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب.

على صعيد متصل، أكد الملك عبدالله الثاني أهمية وجود منهج استراتيجي شمولي في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، التي تتشارك في الفكر نفسه رغم اختلاف أسمائها.

حرب المنطقة

وقال في مقابلة بثت مقتطفات منها اليوم الجمعة شبكة "سي بي أس" التلفزيونية الأميركية، وسيتم بثها لاحقا على شبكة "بي بي أس" ومحطة بلومبيرغ الإخباريتين الأميركيتين، "إن الحرب على الإرهاب هي حربنا في المنطقة، وهي مشكلة تخص المسلمين في المقام الأول، وعلينا أخذ زمام المبادرة والعمل على هذا الأساس".

وأكد العاهل الهاشمي أن هناك ضرورة للتحلي بالشجاعة من الجميع في مواجهة الإرهاب، مضيفا "علينا أن نبين ما هو الصواب وما هو الخطأ، فالإرهاب لا يمت لديننا بصلة، والإسلام منه براء... إنه شر ويجب أن يكون هناك موقف واضح من قبل الجميع حول هذا الأمر؛ فهذه الحرب هي حرب بين الخير والشر، وستدوم لأجيال قادمة".

وعبرالملك عبدالله الثاني عن اعتقاده بأن المدى القصير للحرب على الإرهاب عسكري، والمدى الأوسط أمني، "ولكن على وجه التأكيد فإن المدى البعيد في التعامل مع الخطر أيديولوجي"، واصفا جلالته الحرب على الإرهاب بأنها ترتقي إلى مستوى حرب عالمية.

وقال إن البعد العالمي في الحرب على الإرهاب يحتم التنسيق بين الجميع لأن خطره لا يكمن فقط في المنطقة بل في كل مكان. مؤكدا أن القضية الأساسية في المنطقة هي القضية الفلسطينية، التي ما زال يتم استغلالها من قبل الإرهابيين والمتطرفين لكسب التعاطف والتأييد الزائف.

قيادات فكرية

وكان الملك عبدالله الثاني بحث مساء أمس الخميس مع مجموعة من أبرز القيادات الفكرية والأكاديمية في العاصمة الأميركية واشنطن مجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ورؤيته حيالها. وأكد العاهل الهاشمي الملك أن الحرب على الإرهاب تشكل مصلحة مشتركة لأن التنظيمات الإرهابية تستهدف الجميع دون استثناء.

وفي رد على سؤال حول جهود تحقيق السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، أوضح أن تحقيق السلام يتطلب شجاعة من الجميع، وتكثيف جهود المجتمع الدولي لمساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى طاولة المفاوضات التي لا سبيل عنها لتحقيق السلام في المنطقة استنادا إلى حل الدولتين.

وحول الوضع في سوريا، تناول جلالة الملك المخاطر الناجمة عن الوضع المتفاقم هناك وتداعيات ذلك على المنطقة، خصوصا دول الجوار، ومنها الأردن الذي يستضيف أعدادا كبيرة ومتزايدة من اللاجئين السوريين والضغط الذي يسببه ذلك على موارد المملكة المحدودة.

دور مصر الريادي

وتطرق الملك عبدالله الثاني إلى مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدا أهمية دعم مصر لتقوم بدورها الريادي، وتحقق مستقبل أفضل لشعبها. كما تناول اللقاء الوضع في العراق، حيث أكد الملك أهمية دعم جهود تعزيز أمن واستقرار العراق والوفاق بين جميع مكوناته.

وتحدث العاهل الأردني خلال اللقاء، عن أبرز التحديات التي تواجه الأردن وأهمها الاقتصادية، خصوصا مشكلتي الفقر والبطالة، مقدرا جلالته دعم الولايات المتحدة للمشروعات التنموية في المملكة.
وقال إن الأردن، ورغم التحديات الإقليمية، ماض في جهوده الإصلاحية على مختلف المسارات لضمان مستقبل أفضل لجميع أبنائه وبناته.

بدورها، ثمنت القيادات الفكرية والأكاديمية مساعي العاهل الأردني لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والجهود الأردنية في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف.