وجدت إيران في قضية مقتل رجل أسود برصاص شرطي أميركي فرصة سانحة لتوجيه انتقادات إلى الولايات المتحدة، واتهمتها بالتمييز العنصري.


نصر المجالي: انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، الأحد، ممارسات الشرطة الأميركية ودعم الجهاز القضائي الضمني للتمييز العنصري. وقالت إنه ينتظر من الحكومة والجهاز القضائي الأميركي أن يحولا دون ممارسات التمييز العنصري.

ووصفت أفخم الاحتجاجات الواسعة للشعب الأميركي ضد التمييز العنصري والعنف المتأصل ضد الملونين بأنه دليل على استمرار الجروح المزمنة للمجتمع الأميركي. وكان أكاي غيرلي (28 عامًا)، وهو رجل أسود قتل في مبنى سكني في الشهر الماضي، في أحدث حلقة في سلسلة من الحوادث التي أجّجت الغضب، مما يصفه المحتجون بأنه استخدام مفرط للقوة من جانب الشرطة، ويقولون إن هذا نهج تتبعه السلطات ضد الأميركيين من أصل أفريقي.

أحيت حوادث القتل وقرارات هيئات محلفين عدم توجيه اتهامات إلى الضباط الضالعين فيها نقاشًا على مستوى البلاد بشأن العلاقات بين السود والبيض في الولايات المتحدة.

اتهامات للضابط ليانغ
وقال مدعي عام منطقة بروكلين في نيويورك يوم الجمعة الماضي إن هيئة محلفين عليا ستبحث توجيه اتهامات إلى الضابط بيتر ليانغ، الذي أطلق النار على غيرلي. وذكرت الشرطة أن ليانغ ربما أطلق نيران مسدسه بطريق الخطأ.

وانتقدت أفخم سلوك الشرطة الأميركية ودعم الجهاز القضائي الضمني للتمييز العنصري والعنف ضد الأقليات والملونين، وقالت إن هذه الأوضاع مؤشر إلى الفرق الشاسع بين مزاعم الديمقراطية والمشاركة الحضارية وبين حقائق السياسة والحكومة في الولايات المتحدة الأميركية.

وأشارت المتحدثة الإيرانية إلى أن السياسيين والحكام في أميركا يحتاجون نظرة عميقة للوضع الداخلي للبلاد، وقالت إن الحكومة الأميركية استغلت قضية حقوق الإنسان خلال العقود الماضية كأداة لمعايير مزدوجة، وفي الوقت الذي تنتقد باستمرار باقي البلدان، تغفل عن أوضاعها الداخلية في هذا المجال.

وأكدت أفخم على أن حقوق الإنسان مقولة عامة وشاملة لكل البشرية، وقد حان الوقت لإخراج هذه المقولة من القالب السياسي، وتطبيقها على كل البلدان من دون تمييز، ويتوقع من الحكومة والجهاز القضائي العمل بمسؤولياته إزاء مواطنيها وعلى أساس القانون والعدالة ومنع ممارسات التمييز العنصري والأعمال اللاإنسانية.

و.. فارس تهاجم أميركا
من جهتها، قالت وكالة (فارس) الإيرانية، إنه رغم أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم صخبًا وضجيجًا في الحديث عن حقوق الإنسان وشعاراته، كما إنها الدولة الأكثر استخدامًا لورقة حقوق الإنسان في سياستها الخارجية، إلا أنها على صعيد الممارسة الفعلية فتعد الدولة الأخطر على مر التاريخ التي انتهكت وتنتهك حقوق الإنسان.
&
أضافت الوكالة: أما كل هذا الضجيج والصخب الأميركي، حول حقوق الإنسان، لم يكن سوى ستارًا أخفى خلفه نزعة التوسع والسيطرة التي طبعت الامبرطورية الأميركية منذ نشأتها وقيامها فوق تلال من جماجم عشرات الملايين من الهنود الحمر "وهكذا فإن حقوق الإنسان كانت هي اللافتة التي اتخذتها الولايات المتحدة ستارًا لارتكاب أبشع ممارسات انتهاكات الإنسان في تاريخ البشرية".

&

&