قال تقرير مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، إن الاستجوابات التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) "لم تكن فعالة"، واتهم التقرير وكالة الاستخبارات بـ"الكذب" على الكونغرس والبيت الأبيض.


واشنطن: أفاد تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء ان الاستجوابات التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) "لم تكن فعالة"، وانها كانت أعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الان.

ونشرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الثلاثاء نسخة مختصرة لتقرير دقيق يندد بالاحتجاز السري لنحو مئة شخص يشتبه بارتباطهم بالقاعدة، وهي ممارسة سمح بها بشكل سري في عهد الرئيس السابق جورج بوش.

واعلنت رئيسة اللجنة دايان فينستاين في بيان مقتضب ان "تقنيات الاستجواب المتشددة للسي آي ايه لم تسمح في اي لحظة بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة، مثل معلومات تتعلق ب+قنابل موقوتة+ مفترضة اعتبر الكثيرون انها تبرر هذه التقنيات".

ويتهم التقرير السي آي ايه ايضا بانها كذبت ليس على الجمهور الواسع وحسب وانما ايضا على الكونغرس والبيت الابيض، بشأن فعالية البرنامج وخصوصا عندما اكدت ان هذه التقنيات سمحت ب"انقاذ ارواح".

اما بالنسبة الى التقنيات المستخدمة في الاستجوابات، فقد خلص التقرير الى القول انها "كانت عنيفة واسوأ بكثير مما وصفته السي آي ايه للنواب".

وعلى الفور ندد مسؤولون جمهوريون بما اعتبروه تقريرا منحازا، و"اعادة كتابة احداث تاريخية"، بحسب بيان لميتش ماكونيل رئيس كتلة الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ ولنائب الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات ساكسبي تشامبلس.

سي آي ايه: التعذيب سمح بتفادي اعتداءات

قال مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه جورج برينان الثلاثاء ان الوكالة ارتكبت اخطاء باستخدامها التعذيب وسيلة للاستجواب، لكنه شدد على حقيقة ان هذا الامر منع وقوع اعتداءات اخرى بعد 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واضاف برينان انه مع ان اخطاء ارتكبت، فان تحقيقا داخليا اجرته الوكالة كشف ان الاستجوابات المتشددة مع مشتبه بهم بالارهاب "سمحت بالحصول على معلومات اتاحت منع وقوع اعتداءات، واعتقال ارهابيين وانقاذ ارواح بشرية".

الا ان تقرير مجلس الشيوخ الذي صدر الثلاثاء يتعارض مع ما قاله برينان لانه يؤكد ان التعذيب لم يتح سوى الحصول على كمية قليلة من المعلومات المفيدة.

وتابع برينان في بيان "كما جاء في رد السي اي ايه على هذا التقرير، نقر بان برنامج الاعتقال والاستجوابات تخللته شوائب وان الوكالة ارتكبت اخطاء".

وقال مدير سي اي ايه ايضا "ظهرت المشاكل الاساسية في البداية وسببها ان الوكالة لم تكن جاهزة، وكانت تفتقر الى الكفاءات المطلوبة للسير في برنامج عالمي للاعتقال والاستجواب مع مشتبه بهم من القاعدة ومنظمات ارهابية تابعة لها".

وتابع برينان في بيانه "لقد تعلمنا من هذه الاخطاء لذلك فان اسلافي وانا اتخذنا اجراءات عدة لتصحيح هذه الشوائب".

أوباما يندد

ندد الرئيس الاميركي باراك اوباما بما اعتبره وسائل "مخالفة" لقيم الولايات المتحدة، وذلك تعليقا على تقرير لمجلس الشيوخ الاميركي حول تقنيات الاستجواب العنيفة التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بحق معتقلين متهمين بالعلاقة مع القاعدة.

وقال اوباما في بيان ان "هذه التقنيات لطخت كثيرا سمعة اميركا في العالم"، واعدا بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان عدم تكرارها. واضاف "لا توجد امة كاملة، لكن احد مكامن القوة في اميركا هي في ارادة المواجهة الصريحة لماضينا ومواجهة النواقص والتغيير باتجاه الافضل".

وبعد ان اقر بان ادارة سلفه الرئيس السابق جورج بوش واجهت "خيارات مؤلمة" لحظة اتخاذ قرار حول وسائل ملاحقة القاعدة و"تجنب هجمات ارهابية جديدة"، اعتبر اوباما ان "امورا جيدة" قد انجزت خلال هذه "الاعوام الصعبة".

واضاف " في الوقت ذاته، فان بعض التصرفات كان مخالفا لقيمنا.& لهذا السبب، قررت فور استلامي منصبي حظر التعذيب بشكل واضح".

وتابع اوباما "يصف هذا التقرير برنامجا يثير القلق (...) ويزيد من قناعتي بان هذه الوسائل القاسية لم تكن مخالفة لقيمنا فقط ولكنها لم تكن مفيدة لجهودنا في محاربة الارهاب".