اقتحمت مجموعة من مقاتلي حركة طالبان، صباح الثلاثاء، مدرسة يديرها الجيش في بيشاور، ما أدى الى مقتل 141 شخصًا على الأقل، غالبيتهم من التلاميذ، في أحد الهجمات الأكثر دموية في البلاد في السنوات الماضية.
بيشاور: اعلن مسؤولان في الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس ان الهجوم الذي شنته مجموعة من طالبان على مدرسة لاولاد العسكريين الباكستانيين في بيشاور انتهى وجميع المهاجمين قتلوا.
واعلن الجيش الباكستاني ان عدد قتلى هجوم حركة طالبان على مدرسة في بيشاور الثلاثاء ارتفع الى 141 قتيلا، ليصبح أكثر الهجمات الارهابية دموية في تاريخ باكستان.&
وصرح المتحدث باسم الجيش الجنرال اسيم باجوا ان 132 طالبا وتسعة مدرسين قتلوا في الهجوم الذي استمر ثماني ساعات على مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور.&
وتبنت حركة طالبان الباكستانية الهجوم&على الفور مؤكدة انها نفذته للثأر للقتلى الذين سقطوا في الهجوم العسكري الكبير الذي يشنه الجيش الباكستاني ضدها في المنطقة. وكان الجيش اطلق هجوما واسع النطاق ضد معاقل حركة طالبان ومجموعات اخرى في وزيرستان الشمالية في حزيران (يونيو).
وهذا الهجوم هو الاكثر دموية الذي تشنه منذ أشهر حركة طالبان المقربة من تنظيم القاعدة، والتي تحارب الحكومة الباكستانية منذ 2007، ويعتبر الاكثر رمزية لانه استهدف اولاد الجنود والضباط. وقال محمد خراساني الناطق باسم حركة طالبان عند تبنيه الهجوم: "لقد نفذنا الهجوم بعدما تحققنا من أن أولاد عدة مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة".
وبدأ الهجوم عند الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي (5:30 ت.غ) حين دخل خمسة أو ستة عناصر من طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة على تخوم المناطق القبلية، كما افادت مصادر متطابقة. والجيش المتواجد بقوة في هذه المدينة غالبًا ما يستهدف بهجمات يشنها المتمردون. وقد تدخل سريعًا وبدأ باطلاق النار الذي لا يزال مستمرًا بعد ثلاث ساعات على بدء الهجوم.
وقال مسؤول عسكري محلي ان "القوات العسكرية اغلقت المنطقة وتلاحق المهاجمين المتمردين". واضاف أنه "تم اجلاء العديد من التلاميذ والاساتذة" لكن بدون تحديد عدد الذين لا يزالون داخل المدرسة.
وقال مشتاق غني، وزير الاعلام في اقليم خيبر بختونخوا، وعاصمته بيشاور، إن الحصيلة ارتفعت لأن احد المهاجمين فجر القنابل التي كان يحملها. وقال احد العاملين في المدرسة إن بعض التلاميذ كانوا يقيمون حفلة حين بدأ الهجوم.
واضاف "رأيت ستة او سبعة اشخاص ينتقلون من صف الى آخر ويطلقون النار على الاطفال". وافاد تلميذ نجا من الهجوم أن الجنود حضروا على الفور لانقاذ التلاميذ خلال توقف النيران لفترة.
وقال "اثناء خروجنا من الصف رأينا جثث اصدقائنا ممددة في الممرات. كانوا ينزفون وبعضهم تعرض لاطلاق نار ثلاث او اربع مرات". واضاف: "لقد دخل الرجال الى الصفوف وبدأوا باطلاق النار بشكل عشوائي على التلاميذ والمعلمين".
والمدرسة الرسمية للجيش هي ضمن نظام مدارس وثانويات تابعة للمؤسسة العسكرية التي تدير 146 مدرسة في مختلف انحاء البلاد مخصصة لأولاد العسكريين ومدنيين. وتتراوح اعمار التلاميذ فيها بين 10 و18 عامًا.
وكان الناطق باسم طالبان محمد خراساني اعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس "لقد ارسلنا ستة رجال لشن هذا الهجوم، بينهم قناصة وانتحاريون". واضاف ان هذا الهجوم يأتي ردًا على حملة الجيش "وموجة الاغتيالات التي استهدفت عناصر طالبان وترهيب عائلاتهم".
وقال: "لقد تلقى عناصرنا اوامر باطلاق النار على التلاميذ الاكبر سنًا وليس الاطفال". وكان الجيش اطلق هجوماً واسع النطاق ضد معاقل حركة طالبان ومجموعات اخرى في وزيرستان الشمالية.
واعتبر الجيش أن الهجوم حقق نجاحًا كبيرًا في وقف تمرد طالبان الذي اوقع الاف القتلى في باكستان منذ اطلاقه في 2007. وقتل اكثر من 1600 متمرد منذ اطلاق الهجوم في حزيران (يونيو) بحسب ارقام الجيش.
وقال طلعت مسعود الجنرال المتقاعد في الجيش والمحلل الامني إن الهجوم هدفه "اضعاف عزيمة الجيش". واضاف: "انه تكتيكي واستراتيجي. إن المتمردين يعلمون أنهم غير قادرين على ضرب عصب الجيش وليست لديهم القدرة لأن الجيش في كامل جهوزيته". وتابع: "لذلك اختاروا هدفًا آخر يترك اثرًا نفسيًا كبيراً".
والمناطق القبلية الخاضعة لحكم شبه ذاتي كانت لسنوات تشكل ملاذًا للمتمردين الاسلاميين من مختلف المجموعات، بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وكذلك لمقاتلين أجانب من اوزبكستان ومن الاويغور.
التعليقات