أكّدت منظمة أوروبية معنية بأوضاع العراق الحالية انها نتيجة طبيعية لتسليم الولايات المتحدة هذا البلد إلى إيران، واعتبرت أن تعاون البلدين في محاربة داعش خطأ قاتل، وأشارت إلى أن استراتيجية هزيمة التنظيم يجب أن تعتمد على بديل فكري وديني يشكل نقيضًا له يكون قادرًا على إيجاد تحدّ استراتيجي للعنف والتخلّف والتطرّف.. فيما أكدت مريم رجوي أن 18 شهرًا من حكم الرئيس روحاني لم تشهد غير تصاعد القمع والاضطهاد.


أسامة مهدي: قال رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي سابقا استرون ستيفنسون ان النظام الايراني قد مد سيطرته على العراق خلال العقد الماضي، وذلك عن طريق تشكيل وتعزيز الميليشيات الشيعية والسيطرة على السلطات المحلية وتوغل هذه الميليشيات والمجموعات الموالية لايران في المناصب السيادية في البنى السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية العراقية.

واشار الى ان هناك ثلاثة أسباب رئيسة ادت الى هيمنة ايران على العراق، وهي: مجيء نوري المالكي الى السلطة رئيسًا للحكومة في عام 2006.. والاتفاق الاستراتيجي العراقي الاميركي وانسحاب القوات الاميركية من هذا البلد بعد ابرام الاتفاق.. إضافة الى سياسة ادارة أوباما الاقليمية وهزيمتها المثيرة للاستغراب في احتواء فاعل لنفوذ ايران المتزايد في العراق.

جاء ذلك خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ الإيطالي في روما الخميس حول أزمة داعش وحلولها لمناقشة واقع حقوق الإنسان في إيران وتدخلات النظام الإيراني في شؤون دول المنطقة، خاصة العراق، والمطلوب سياسيا لمواجهة ذلك، بمشاركة لجنة الشؤون الخارجية ولجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ ووفد من المقاومة الإيرانية، اضافة إلى استراون استيونسون الرئيس الحالي للجمعية الأوروبية لحرية العراق بحضور شخصيات ايطالية من أعضاء مجلس الشيوخ والبرلمانيين الايطاليين، بينهم السيناتور لوتشو مالان عضو رئاسة المجلس وسيلفانا آماتي امين المجلس والسيناتور باولو كورسيني نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس وجوليو ترتزي وزير الخارجية الايطالي السابق.

أزمة العراق الحالية نتيجة تسليم أميركا ملفها لإيران
وفي كلمة له اكد رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق استراون استيفنسون ان ازمة العراق ناجمة الى حد كبير من سياسة الولايات الخاطئة بعد احتلال العراق التي تحولت الى تهديد عالمي لافت، وحيث يحتضن العراق حاليا تنظيمًا إسلاميًا متطرفًا مجنونًا ستتمخض هزيمته في العراق عن تداعيات راسخة للمنطقة بأسرها. واشار الى ان أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة في العراق هو ترك النظام المولود الجديد في هذا البلد بعد احتلاله وتقديمه الى خصمه ايران وعملائها، حيث استغلت طهران هذا الانفتاح غير المسبوق من أجل توسيع نطاق نفوذها في العراق والمنطقة، مما سهل تقدما منفلتا لسياساتها التوسعية طوال ثلاثة عقود وتصدير "الثورة الاسلامية"، حيث مكن ذلك طهران من ترسيخ سيطرتها على الداخل الايراني، ومد نطاق تهديداتها ضد مصالح الغرب. واوضح ان التطرف الاسلامي يشكل ضمانا للسياسة الخارجية العامة ايديولوجيا لحكام طهران، حيث ان مهمة الحرس الثوري الاسلامي وذراعه في الخارج فيلق القدس هي تنفيذ هذا الهدف الرئيس.&&
&
ممارسات المالكي سهّلت امتداد التطرّف
وأوضح ان ممارسات المالكي اثارت مشاعر الغضب الجياشة لدى المكون السني بقمعهم العنيف واقصائهم عن العملية السياسية وتصفيتهم الجسدية وارغام زعماء السنة على الخروج من العراق. وقال انه برغم نجاح سياسة الجنرال بترايوس في تشكيل مجالس الصحوات التي طردت القاعدة من محافظات غرب العراق في عامي 2007 و2008 الا أن الواقع أصبح اكثر سوءا نتيجة سياسات المالكي الطائفية، حيث تفاقمت الأزمة بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق وتفكيك مجالس الصحوات من قبل المالكي وحلها.

واكد استيفنسون ان هذه العملية المثيرة للقلق قد سهلت نشوء وامتداد التطرف، خاصة بوساطة داعش، كما أدت الطائفية الجامحة والفساد المنفلت المتفشي في مفاصل الأجهزة الامنية والعسكرية للعراق الى انهيارها السريع في مواجهتها تهديدات متنامية، وبالتالي لم تحرز الغارات الجوية للائتلاف خلال 3 أشهر في غياب قوة مقاتلة على الأرض سوى تقدم بطيء، فيما لم تتمكن واشنطن وبغداد من تنظيم العشائر والسنة العراقيين، الذين سطروا في سجلهم سابقة في محاربة القاعدة، حيث ان غالبية السنة والعشائر العراقيين الذين كانوا يقاتلون المالكي قبل أشهر عدة الآن تركوا الساحة، وقد تم تجنيد بعضهم من قبل داعش.

وقال ان تنحية المالكي من السلطة قد وجّهت صفعة قوية للنظام الايراني، الذي يحاول جاهدا حاليا لاستعادة الأرض المفقودة، من خلال اعتماد& سياسة مزدوجة، فمن جهة يجند الميليشيات الشيعية لبسط سيطرته على مساحات أكبر من الأراضي العراقية ومسك السلطة على أرض الواقع، ومن جهة أخرى يواصل مخططاته عبر تقوية المالكي للقضاء على العبادي، وذلك بهدف تحقيق غايته لمسك كامل السلطة على الحكومة المركزية في بغداد.

محاربة واشنطن لداعش في العراق منحت توسّعًا لإيران
واوضح رئيس اللجنة الاوروبية لحرية العراق ان محاربة الولايات المتحدة تنظيم داعش في الميدان تمنح فرصة لايران لإبقاء سلطتها على العراق، حيث استولت الميليشيات التابعة للنظام الإيراني على مزيد من مقاليد السلطة في العراق، واستعادت بعض المناطق من سيطرة داعش. وقال انه استمرارا للجرائم التي ارتكبتها طيلة العقد الماضي فانها عاكفة الآن على جرائم يمكن وصفها فقط بإبادة طالت المكون السني في الأراضي المستعادة من داعش على حد قوله.

وحذر استيفنسون من ان الخروج بحل لهذه الأزمة دون مشاركة فعالة وواسعة من قبل السنة والقوى العشائرية في اعادة تأسيس العملية السياسية المتعثرة يصبح بعيدا عن أرض الواقع بشكل مثير للاحباط، فيما هذه القوى التي برزت قوتها الرئيسة بشكل جلي عندما طردت القاعدة بنجاح هي جاهزة للمواجهة على أرض الواقع. واشار الى انه ومن أجل افساح المجال لهم لاسهامهم بشكل أكثر تأثيرًا، فلا بد من تصحيح السياسة الراهنة واعادة تقويمها، لتكون سياسة جديدة واحترازية لمنع توغل ايران في العراق واقصاء العوامل الفاعلة والمثيرة والضاربة على وتر الحساسيات والنزاعات الطائفية. وقال انه بالنسبة إلى الميليشيات الشيعية من أمثال منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله فيجب طردها من الساحة ليتسنى تأسيس بيئة ثابتة للمصالحة السياسية.

تعاون واشنطن وطهران في العراق يفشل حكومة العبادي
وقال ان الحديث عن امكانية التعاون مع طهران لحل الأزمة في العراق خطأ قاتل، لان التجربة السيئة والخطأ الراهن الذي ارتكبته حكومتا بوش واوباما طيلة السنوات الـ14 الماضية ماثلان الآن امام الأعين، فيما يمر العراق بمنعطف تاريخي.. فالتعاون بين واشنطن وطهران والتغاضي عن التدخلات الايرانية الشريرة سيضعف ولاية العبادي، ومن المرجح أن هذه السياسة المضرة والخطيرة ستنتهي الى فشل الحكومة العراقية، ان كان العبادي حقًا جادًا في احداث تغييرات حقيقية، وابعاد العراق من السياسات الطائفية السابق، وبالطبع فانه سيصبح ضحية لسياسة أميركية خاطئة، تترك تداعيات مأسوية محتملة تمتد الى المنطقة بأسرها.

وشدد على ان التعامل الجديد لا بد أن يتمثل في منع نفوذ ايران في العراق، وهو الحل السياسي الدائم للحرب الطائفية المتعاظمة التي يعانيها العراق والمنطقة، وفي حال غياب بديل كهذا فان الحرب ضد داعش ستتحول الى حرب طائفية بين الشيعة والسنة سيندلع لهيبها بين حين وآخر على مر الزمن، حتى وان أخمد فتيلها وقتيًا وظرفيًا وتورط المنطقة لعقود متتالية.

وأكد ان استراتيجية هزيمة تنظيم داعش يجب ان تعتمد أساسًا على بديل فكري وديني، يشكل نقيضًا له، يكون قادرا على ايجاد تحد استراتيجي لهذه القراءة القائمة على العنف والتخلف والتطرف من الاسلام.. كما ان دعمًا أميركيا قويا لإسلام متسامح وديمقراطي في هذه المنطقة من الشرق الأوسط سيلعب دورًا بناء في تجفيف بيئة التطرف، سواء أكان سنيا على غرار داعش أو نسخة شيعية، تتمثل في النظام الايراني وميليشياته في العراق والمتعاونين معه في المنطقة.

رجوي: 18 شهرًا من حكم روحاني شهدت تصاعدًا للقمع والاضطهاد
من جهتها اشارت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في كلمة القتها بالنيابة عنها دولت نوروزي ممثلة المجلس في المملكة المتحدة الى ان 18 شهرًا من بعد إستلام الرئيس الايراني حسن روحاني للسلطة بشعار الاعتدال المخادع، فإن الجميع يرون بأعينهم أن نتيجته هي تصاعد القمع والاضطهاد أکثر من السابق.

واشارت الى ان 1200 عملية إعدام في فترة روحاني ورش الأسيد وطعن النساء في الشوارع، هي معايير بديهية لهذا الحكم، حيث& قام بالدفاع عن تنفيذ أحكام الاعدام تحت يافطة الدفاع عن حكم القانون.

وأكدت ان الشعب الايراني محروم من إنتخاب حكومته والمناصب الحكومية مقتصرة على الملالي والبطانة المدافعة عنهم والفرص الاقتصادية حكر في قبضة الحرس الثوري وحصة الشعب الايراني فقر مخيف، حيث وبموجب ما يعترف به مسؤولون بارزون، فإن عدد الجياع الايرانيين قد بلغ 12 مليون فرد.

واضافت ان النساء، وبسبب سياسة التمييز ضدهن من جانب الحاکمين، فإنهن محرومات من فرص العمل بنسبة مروعة، حيث انه بموجب قانون جديد، فإن القوات غير النظامية التي تقوم بالهجوم على النساء والشابات في الشوارع مضمونة الحماية. واوضحت انه تزامنًا مع ذلك فإن الاقليات الدينية والاعراق الايرانية المختلفة، تقمع بشدة، وهناك حاليا العشرات من الافراد، بسبب کونهم من المسلمين السنة ينتظرون حكم الاعدام.

وشدّدت رجوي على ان إيران هي الآن واحدة من أکبر سجون الصحافيين في العالم وعدد من المعتقلين، فإن تهمتهم هي العمل في شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، والبعض الآخر بسبب کتابة مدونات، أدت بهم الى التعرّض للتعذيب والموت.
&

&

&