&
يحد الاقتصاد الكوري الشمالي المنهك من خيارات واشنطن في الرد على قرصنة شركة سوني بيكتشرز للافلام السينمائية، بينما لا تريد الولايات المتحدة زيادة التوتر الحاصل فعلا بين البلدين.

واشنطن:&توعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة بمعاقبة بيونغ يانغ على قرصنة شركة سوني بيكتشرز للافلام السينمائية، لكن الاقتصاد الكوري الشمالي المنهك اصلا يحد من خيارات واشنطن التي تخشى تفاقم الوضع الدبلوماسي المشحون.
فقد الغت سوني للافلام الاربعاء على اثر تهديدات قراصنة معلوماتية عرض فيلم "انترفيو" (المقابلة) الكوميدي الذي يدور حول خطة خيالية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون الذي كان مقررا في يوم عيد الميلاد.
&
وحملت الحكومة الاميركية مسؤولية هذه القرصنة الضخمة لبيونغ يانغ التي لا تزال تنكر وقوفها وراءها.
وهذه القرصنة التي تعد من اكبر العمليات التي تعرضت لها شركة في الولايات المتحدة على الاطلاق تسببت بتخريب النظام المعلوماتي لشركة سوني للافلام وسرقة المعطيات السرية ل47 الف موظف وأطراف اخرى على علاقة بالشركة بينهم مشاهير، وبثها على الانترنت، وبث رسائل الكترونية محرجة، كما عرضت على الانترنت خمسة افلام للاستديو بعضها لم يعرض بعد.
&
ويقدر خبراء خسائر سوني في هذه العملية بنحو نصف مليار دولار. وضاعف قرار الشركة الغاء عرض فيلم "المقابلة" الذي وصفه اوباما بانه خاطىء من خسائر الشركة. وقال المير العام لسوني مايكل لنتون الجمعة ان الكلفة قد تصل الى "500 مليون دولار".
لكن من غير المتوقع ان تشن واشنطن ضربات عسكرية على بلد مجهز بالسلاح النووي.
&
فضلا عن ذلك فان فرض عقوبات محتملة على النظام الشيوعي ذي الاقتصاد المتهاوي او شن هجمات الكترونية على شبكته العنكبوتية المتداعية لن يؤدي الى نتيجة تذكر.
وقال جيمس لويس الخبير في النزاعات المعلوماتية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "اني على يقين انهم يدرسون خيارات سرية للرد مع الاخذ بالاعتبار عدم الرغبة في اشعال نزاع مسلح على شبه الجزيرة الكورية".
&
وعملية القرصنة هذه اغضبت البرلمانيين الاميركيين، فندد السناتور الجمهوري جون ماكين ب"عمل حربي" واطلق دعوات الى فرض عقوبات على كوريا الشمالية وتصنيف البلاد مجددا كدولة ارهابية.
وكان الرئيس السابق جورج بوش الابن شطب كوريا الشمالية من لائحة الدول التي تعتبر ارهابية في العام 2008 على امل ان تحث هذه الخطوة الى اجراء محادثات لتوقف بيونغ يانغ تهديداتها بنشر اسلحة نووية.
&
لكن كوريا الشمالية احتفظت بسلوك يصعب توقعه... وتبقى تقنيا في حالة حرب مع الولايات المتحدة في غياب معاهدة سلام تنهي نزاعهما في 1950-1953.
ولفت جيمس لويس المستشار الحكومي السابق الى "ان كوريا الشمالية بيدها ورقة اخرى وهي انها لا تملك اقتصادا حقيقيا".
&
واوضح مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الجمعة ان قرصنة سوني نسبت الى كوريا الشمالية بسبب اوجه التشابه مع هجمات شنت العام الماضي على مصارف ووسائل اعلام كورية جنوبية.
ورمز الفيروس المعلوماتي الذي اجتاح سوني للافلام هو نسخة معدلة لتوائم خصيصا شبكة الشركة السينمائية للبرنامج الفيروسي "ديستوفر" الذي استخدم اثناء قرصنة مصارف كورية جنوبية.
واكد تيم ستيفنز الذي يدرس في قسم الدراسات العسكرية في كينغز كوليدج في لندن "ان كوريا الشمالية تحت المجهر منذ سنوات لسعيها الى تطوير قدراتها في النزاعات المعلوماتية".
&
واضاف "انه سلاح رخيص نسبيا. وتشير بعض المعلومات الى (ان كوريا الشمالية) نشرت وحدة قراصنة معلوماتية من الصين مع موافقة ضمنية على الاقل من" بكين.
لكن الرئيس اوباما اعلن انه ليس هناك دليل على ان بيونغ يانغ تلقت مساعدة من بلد اخر لتدبير هجومها على سوني.
&
وتابع ستيفنز "المهم في هذا الخصوص هو انه اذا امتلكت كوريا الشمالية قدرة كبيرة على شن هجمات، سيكون من الاسهل بالنسبة لهم اطلاقها من ان ترد الدول المستهدفة عليها".
واضاف ستيفنز "ان بناهم التحتية للانترنت بدائية الى درجة من الصعب معها التسبب باضرار حقيقية. انها اذن استراتيجية رابحة بالنسبة لبيونغ يانغ".
&
واذا كان بعض الخبراء يقللون من القدرات المعلوماتية لدى النظام الشيوعي فان يانغ مو جين برفسور الدراسات الكورية الشمالية في جامعة سيول لديه سجل لهجمات معلوماتية مشابهة للهجوم الذي تعرضت له سوني بيكتشرز.
وبرأيه فان بيونغ يانغ دربت الافا من قراصنة المعلوماتية في برامج عسكرية سرية في السنوات الاخيرة. وتقدر اجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية جيش بيونغ يانع المعلوماتي بثلاثة الاف شخص على الاقل وتعتبره خطرا كبيرا.
&