اغتيل في العراق اليوم قائد ميليشيا مدعومة إيرانيًا ومسؤولة عن عمليات قتل واختطاف طائفية، وعرف عنها قصفها للحدود السعودية ولميناء مبارك الكويتي، فيما أشارت معلومات إلى مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عن الاغتيال.


أسامة مهدي: أعلنت كتائب جيش المختار الأحد عن مقتل قائدها واثق البطاط، في حادث وصفته بالغادر في ناحية العظيم في شمال محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد)، وذلك خلال "جهاده مع أبنائه ضد الإرهاب"، في إشارة إلى تشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين، الذين استجابوا لنداء المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني للتطوع لقتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أعقاب احتلاله لمناطق شاسعة من البلاد إثر سيطرته على مدينة الموصل الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي.

وتشير معلومات إلى أن البطاط قتل في منطقة العظيم خلال اشتباكات مسلحة بين المتطوعين ومقاتلي الدولة الإسلامية، الذين يحتلون مناطق في محافظة ديالى. والبطاط الأمين العام لحزب الله العراق وقائد ميليشيا المختار المتطرفة منح نفسه حق القتل الطائفي والمحاسبة من دون الرجوع إلى القضاء. ونقلت وكالات محلية عن مصدر في جيش المختار قوله إن البطاط اغتيل في ناحية العظيم، وهو ما أكده مسؤولون محليون في الناحية.

وكانت القوات الأمنية اعتقلت البطاط، وهو الأمين العام لحزب الله العراقي، في العاصمة العراقية بغداد، في مطلع العام الحالي، وذلك بعد ثلاثة أيام من مداهمة منزله في مدينة العمارة (365 كم جنوب بغداد)، واعتقلت اثنين من أشقائه بسبب إيوائهم له، برغم أنه مطلوب للقضاء، لكنها سرعان ما أطلقت سراحه.&

وفي بداية العام الحالي، خرج البطاط، ليعلن على الملأ تشكيل جيش طائفي مسلح ينفذ عمليات قتل واختطاف بحق كل من يتظاهر ويعارض رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي اعتبره "مختار العصر"، ثم قامت عناصر ميليشيا البطاطا بتوزيع أكثر من 800 ألف استمارة تطوّع لمن يريد الانتساب إلى جيش المختار، ومع اتساع عمليات هذه الميليشيا وإعلان أمر الانتساب بشكل علني، لم يجد المالكي سوى التبرؤ من هذا الجيش، كما أمر باعتقال البطاط، لكنه ظل حرًا طليقًا.

يذكر أن جيش المختار، الذي يقوده البطاط، متهم بعمليات اغتيال وتهجير، وسبق أن تبنى هجمات مسلحة ضد مخيم الحرية (ليبرتي) التابع لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قرب مطار بغداد الدولي، وكذلك المناطق الحدودية السعودية المحاذية للعراق، كما هدد بمهاجمة الكويت إذا تجاوزت الحدود العراقية.

البطاط سيرة معارض لصدام انخرط في المخابرات الإيرانية&
وتشير سيرة البطاط إلى أنه قد ولد لعائلة شيعية في ناحية المشرح في محافظة ميسان عام 1973 في مناطق الأهوار، التي جففها في ما بعد الرئيس السابق صدام حسين، وأكمل في هذه المنطقة جزءًا من دراسته الابتدائية، وفي مدينة العمارة التي انتقل إليها مع عائلته. وفي بغداد التي انتقلت إليها عائلته في تسعينات القرن الماضي، حيث كان أحد أشقائه يعمل في التصنيع العسكري، أكمل دراسته الإعدادية فيها، ثم انتقل إلى إيران خلال عام 1993، بعدما كان قبلها قد انخرط وبشكل سري في تنظيمات تقاوم النظام العراقي السابق، بدعم من القوات الإيرانية، وخصوصًا في الأهوار، وذلك في إطار تنظيمات حزب الله العراقي.

وفي بغداد تم اعتقال والده وأخيه، بينما كان هو في إيران، وحيث كان يحمل اسمًا حركيًا هو "أبو أسد الله"، إذ كان المنخرطون في تلك المنظمات يقومون بعمليات ضد النظام السابق. ويقول البطاط في هذا المجال "كنت قد حملت اسم سيد علي سيد طاهر البطاط، وكان تنظيمنا يتكون من 300 شخص، وقد تمكنت السلطات آنذاك من اعتقال 270 شخصًا منا، وكنت أنا من بينهم". ويؤكد أنه ارتبط بالمخابرات الإيرانية وقد كلف بتنفيذ عمليات داخل العراق، ثم اعتقل، وصدرت بحقه ثلاثة أحكام بالإعدام، لكن أطلق سراحه بعفو عام من النظام السابق.

وقام البطاط بتأسيس تنظيمات ثار الله عام 2002، وبعد سقوط النظام عام 2003 انخرط في جيش المهدي بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر حتى عام 2006 حين سافر إلى لبنان، وهناك شكل حزب الله، وهو المنظومة المرتبطة بالولي الفقيه في إيران. ثم اختار اسم "جيش المختار" لميليشياته، ومن بين عملياته التي قام بها خلال العامين الماضيين، قصف ميناء مبارك الكويتي في ذروة الجدل السياسي بين الحكومتين العراقية والكويتية حول هذا الميناء.

وفي وقت يقول فيه البطاط إن أولى العمليات التي قام بها حزبه في العراق في تسعينات القرن الماضي تنفيذ عمليات ضد منظمة مجاهدين خلق الإيرانية، فإنه اعترف أخيرًا بقصف معسكر الحرية ليبرتي في ضواحي بغداد، الذي يضم عناصر مجاهدي خلق، بأكثر من 50 صاروخًا، وهو ما أكد المخاوف من امتلاك هذا الحزب للقوة العسكرية اللازمة، طالما هو يجاهر بارتباطه بإيران.
&

&