تعيش فرنسا في هلع بعد ثلاثة أحداث "جهادية" في ثلاثة أيام، ودعت الحكومة الفرنسيين إلى التيقظ وعدم الخوف، مؤكدة أن لا خوف على احتفالات رأس السنة.

باريس: بعد ثلاثة هجمات دامية في ثلاثة ايام، يسود القلق في فرنسا حيث دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الثلاثاء إلى "التيقظ" و"الوحدة"، خصوصًا في موسم الأعياد، وإلى عدم الهلع مؤكدًا أن "لا رابط" بين الهجمات التي وقعت قبل ايام على الاحتفالات بنهاية السنة.

ثلاثة حوادث متتالية

بدأت هذه الأحداث يوم السبت الماضي، عندما نشر شاب فرنسي عشريني من أصول بورندية، علمًا لتنظيم&"داعش" على صفحته بموقع فايسبوك، قبل أن يقوم باقتحام مركز للشرطة في مدينة جويه لي تور، مرددًا عبارة "الله أكبر."

وقام الشاب، الذي ذكرت السلطات أنه ليس هناك دليل، حتى اللحظة، على انتمائه إلى أي من الجماعات الإرهابية، بطعن ثلاثة من أفراد الشرطة، قبل أن يقوم شرطي رابع بإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلًا على الفور، وفتحت إدارة مكافحة الإرهاب تحقيقًا في الهجوم، لاحتمال أنه جاء بدافع التشدد الإسلامي.

وبعد ساعات، قام فرنسي في الأربعين من عمره، تعود أصوله إلى شمال أفريقيا، يعاني خللًا نفسيًا، بقيادة سيارته وسط حشود من المارة، في خمسة مواقع بمدينة ديجون، وهو يردد نفس العبارة، ما أسفر عن إصابة 11 شخصًا، اثنان منهم في حالة حرجة، قبل أن تقوم الشرطة بإلقاء القبض عليه.

ومساء الاثنين، قام ثالث باقتحام أحد مراكز التسوق الخاصة بأعياد الميلاد في مدينة نانت، قبل أن يقوم بطعن نفسه حتى الموت. خلف الحادث عشرة جرحى على الأقل، وقالت السلطات إن الحادث، الذي مازال قيد التحقيق، ليست له علاقة بالإرهاب.

لا تجزعوا

دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين إلى "عدم الهلع"، وسعى رئيس الحكومة الفرنسية إلى طمأنة الفرنسيين الثلاثاء. واكد أن الحكومة ستتخذ الاجراءات اللازمة اذا اقتضى الامر، داعيًا الفرنسيين إلى الحفاظ على الهدوء. واضاف: "عمل أجهزة الاستخبارات اكثر صعوبة لأن التهديد غير محدد وليس عمل منظمة ارهابية معروفة".

وفي ايلول (سبتمبر)، دعا داعش المسلمين الى قتل رعايا الدول المشاركة في الائتلاف الدولي وخصوصًا الفرنسيين. ومن بين ارشادات التنظيم استخدام شاحنات أو سيارات لشن هجمات.

وتابع فالس إن قوات الامن تواجه افرادًا من خلفيات مختلفة، يمكن أن يتصرفوا منفردين، مؤكدًا عدم التقليل من اهمية المخاطر، ورافضًا الانتقادات بين صفوف المعارضة اليمينية حول عدم قدرة السلطات على التعامل مع التهديد الذي يشكل التطرف الاسلامي.

نشر الجند

نددت صحيفة لوفيغارو الفرنسية القريبة من المعارضة في افتتاحيتها بعزل السلطة على مواجهة "مجانين الله". وكتبت الصحيفة: " نعم 'مجانين الله' الذين يحملون مع الاسف الجنسية الفرنسية ويمكن أن يشنوا هجومًا في أي وقت على اراضي فرنسا يدفعهم تطرف قاتل وكره لكل ما نمثله".

واقر فالس بأن هناك "تهديداً غير مسبوق" وقدر أن هناك 1200 شخص مقيمين في فرنسا معنيين بالجهاد. اعلن فالس الثلاثاء أن الجيش سينشر في فرنسا "في الساعات المقبلة" ما بين "مئتي و300 عسكري اضافي" لتعزيز الامن في الاماكن العامة بعد ثلاثة هجمات دامية في البلاد.

ونشر 780 عسكريًا على الاراضي الفرنسية من قبل في اطار الخطة الفرنسية "فيجيبيرات". لكن فالس قال: "عدد الدوريات سيرتفع طوال فترة الاعياد، خصوصًا في المناطق ذات الازدحام والمناطق التجارية ووسط المدن ومحطات القطارات وشبكات النقل".

أرقام وتهديدات

لعل الأرقام التي كشفت عنها السلطات تنذر بمدى ضخامة التهديدات المحتملة التي تواجهها فرنسا. فعلى سبيل المثال، هناك 390 متشددًا فرنسيًا يشاركون في المعارك ضمن جماعات جهادية في سوريا والعراق. كما يُعتقد بأن 231 آخرين في طريقهم إلى هناك.

ووفق هذه الأرقام، قُتل 51 على الأقل من الفرنسيين في تفجيرات انتحارية وفي عمليات قتالية بكلتا الدولتين العربيتين، بينما غادر 234 فرنسيًا مواقع القتال، عاد منهم 185 إلى فرنسا. وذكرت الشرطة الفرنسية أنها تمكنت من ضبط خمس مؤامرات إرهابية تستهدف فرنسا منذ صيف العام 2013.
&