إيقاف جريدة مصرية بسبب صورة منسوبة للرسول محمد

القاهرة: نشرت جريدة "فيتو" في عددها الإسبوعي تحقيقاً صحافياً بقلم رئيس تحريرها عصام كامل، حول صورة للرسول معلقة في منزل الزعيم الروحي للثورة الإيرانية الإمام الخميني، ويتداولها الشيعة على نطاق واسع بوصفها صورة حقيقية للرسول.

&

وأثار التحقيق الصحافي الكثير من الغضب والجدل في الوقت نفسه في أوساط المصريين، لاسيما أن العنوان الرئيسي للجريدة جاء على هذه الشاكلة: "أول صورة للرسول" بالخط الأحمر العريض، وفوقه عنوان أصغر " فيتو في زيارة خاصة لمنزل الخميني". ونشرت الصورة المزعومة إلى جوار المانشيت الرئيسي للجريدة. وبدت أنها لشاب رث الثياب وأسمر البشرة.

&

وتعرضت الجريدة لإنتقادات واسعة في مصر، لاسيما أن كثيرين لم يقرأوا التحقيق الذي كتبه رئيس التحرير في الصفحة الثالثة، ويشرح فيه حيثيات الصورة المزعومة، وأكتفوا بمطالعة العنوان الرئيسي في صدر الصفحة الأولى.

&

وانصبت الإنتقادات بشكل خاص على رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس مالك الصحيفة، واتهموه بالإساءة إلى الرسول الكريم وإزدراء الدين الإسلامي، وانتهز خصومه اللدودون، وهم جماعة الإخوان المسلمون، والإعلامي عبد الرحيم علي الأزمة، وشنوا انتقادات واسعة بحقه، متهمين إياه بالإساءة للرسول وإزدراء الإسلام. واتهم موقع "البوابة نيوز" ساويرس، ب"إستفزاز مشاعر المسلمين"، وكتب تحت عنوان "صحيفة "ساويرس" تستفز مشاعر المسلمين.. ومطالب بمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان": "في إساءة واضحة وصريحة لرسول الله محمد - أقدمت صحيفة رجل الأعمال نجيب ساويرس، على نشر صورة قديمة لشاب تونسي، التقطها مصوران ألمانيان بين عامي 1920 و1924، ولكن تم استبدال رداء الشاب من اللون الأبيض إلى اللون الأخضر، وزعمت أنها للنبي الكريم".

&

وأضاف الموقع: "الصدمة الكبرى التي فجرتها "صحيفة ساويرس" في المجتمع المصري، أعادت للأذهان واقعة نشر رجل الأعمال لرسوم مسيئة للدين الإسلامي الحنيف عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، في عام 2011، وذلك عندما وضع صورة لميكي ماوس بـ"لحية" وبجوارها صورة أخرى لميمي ترتدي نقابا، في صفاقة شديدة قاصدًا الإساءة للدين الحنيف، وقتها دشن نشطاء على موقع "فيس بوك" حملة لمقاطعة شركة "موبينيل" التي تمتلكها أسرة ساويرس".

واتهمت جماعة الإخوان المسلمون، عبر ذراعها الإعلامية "رصد" ساويرس ب"استغلال صحيفة "فيتو" في أغراض طائفية"، مشيرة إلى أن "لم تكن تلك الأزمة الأولى لساويرس واستفزازه لمشاعر المسلمين، فعقب ثورة 25 يناير بأشهر قليلة، نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رسومًا كارتونية لميكي ماوس، تسخر من ملابس المسلمين، بارتدائها نقاب مع وجود لحية لها".

&

كما طالب عدد من الصحافيين المصريين بالتحقيق مع المسؤولين عن الجريدة، وقال الصحافيون في بيان لهم إن "ما نشرته الجريدة يندرج تحت بند ازدراء الأديان، وإساءة صريحة للدين الإسلامي لا يمكن السكوت عنها، حتى لا يتخذها البعض نهجًا، وتصبح الأديان مجالا للسخرية والإساءة لها". وأضاف الصحافيون: "إنهم مستمرون في الدفاع عن الحريات التي لا تسيء للأديان السماوية"، معتبرين أن "فيتو" &خالفت "ميثاق الشرف الصحفي فيما نشرته، والذي يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي والإساءة لجميع المسلمين".

&

وفي محاولة لإمتصاص الغضب الشعبي، وحتى لا يتم إستغلال الأزمة سياسياً بما يؤدي للنيل من النظام الحالي، &قرر مجلس إدارة وتحرير جريدة "فيتو"، سحب العدد من الأسواق، "احترامًا لقرائه، الذين أبدوا استياءهم من المانشيت الرئيسى للعدد "زيارة خاصة لمنزل الخُمينى.. أول صورة للرسول"، بعد مناقشة التداعيات التى أثيرت حول العنوان".

وقال مجلس إدارة الجريدة في بيان له: "خاطب رئيس مجلس إدارة فيتو مدير التوزيع بمؤسسة الأهرام، لسحب العدد من السوق، دون أدنى مسؤولية على إدارة التوزيع". وأضاف أن "العنوان تمت صياغته بشكل خاطئ، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة، وأن العنوان ليس له علاقة بالموضوع الذى كشف زيف الصورة المزعومة، والتى يتداولها الشيعة والمعلقة بمنزل الخوُمينى وهى فى الحقيقة، كما كشف الموضوع لشاب تونسى التقطها مصور ألمانى عام ١٩٢٤م".

&

&ولفت مجلس الإدارة إلى أنه قرر "وقف جميع المسؤولين عن صياغة العنوان الخاطئ عن العمل وإحالتهم للتحقيق، وإيقاف صدور الصحيفة الورقية الأسبوعية لحين انتهاء التحقيقات، إضافة إلى تكليف زكريا خضر مدير التحرير بالقيام بمهام رئيس التحرير".

&

ومن جانبه، دافع رئيس تحرير جريدة فيتو، عصام كامل، عن نفسه، وقال ل"إيلاف" إن التحقيق الذي نشره في جريدته يدافع فيه عن الرسول، ولا يمثل إساءة له. وأضاف أنه أثناء زيارته لمنزل الخوميني في العاصمة الإيرانية طهران وجد صورة لشخص يزعم الإيرانيون أنها للرسول محمد، مشيراً إلى أنه إلتقط هذه الصورة وظل مهموماً بها لمدة عام تقريباً. على حد قوله.

وتابعت: "بحثت عن أصل الصورة حتى توصلت إليها في مكتبة &لينزت ولبندروك بشارع شريف، وهي مكتبة متخصصة في بيع مجموعة صور تراثية للمنطقة العربية، إلتقطها مصوران ألمانيان في الفترة من 1904 إلى 1928"، وقال: "اكتشفت أن الصورة التي يزعم الشيعة الإيرانيون أنها للرسول، هي في الأصل لشاب تونسي، إلتقطت له في هذه الفترة".

وأكد كامل أن تحقيقه يدافع عن الرسول &ويكشف زيف الصورة المزعومة، ويعضد موقف الأزهر الشريف في مواجهة مشروع إيراني يهدف إلى إنتاج فيلم سينمائي يجسد حياة الرسول محمد. ولفت إلى أن الحقائق التي كشفها في تحقيقه الصحافي تؤكد أن تجسيد الرسول في الفيلم المزمع إنتاجه سوف يبنى على تصورات الشيعة المزيفة حول هذه الصورة. وقال كامل إن شيوخاً وعلماء إسلاميون اتصلوا به شاكرين جهده في كشف تزييف الشيعة لصورة الرسول.

ونبه إلى أن التحقيق أثار جدلاً في مصر، مشيراً إلى أن البعض يرى أن العنوان الذي ورد بالصفحة الأولى "فيتو في زيارة خاصة لمنزل الخوميني.. أول صورة للرسول" تسبب في الأزمة. وقال إن البعض الآخر يرى أن العنوان الصحافي لابد أن يكون مثيراً، وتابع: "أعتقد أني أصدر صحيفة للقراء، وليس للمشاهدين، وهي مكونة من 20 صفحة، وليست الصفحة الأولى فقط". وتابع: "من أثاروا هذه الأزمة أكدوا أنهم لم يقرأوا الموضوع، بل أعلنوا أنهم يرفضون قراءته"، مشيراً إلى أن موقف هؤلاء يتشابه بالضبط مع موقف الرجل الذي حاول إغتيال الروائي المصري نجيب محفوظ، وقال في التحقيقات إنه لم يقرأ روايته "أولاد حارتنا" التي كفره بسببها المتشددون.

وتعقيباً على قرارات مجلس إدارة الصحيفة بإيقافه عن العمل والتحقيق معه، وإيقاف صدور الجريدة، قال كامل، إن مجلس الإدارة إتخذت قرارات تتعلق بإساءة فهم العنوان بالصفحة الأولى، معتبراً أن قرارات مجلس الإدارة بمثابة إعتذار عن العنوان الوارد بالصفحة الأولى، وليس إعتذار عن التقرير كله.

&

&