&ألغى مسيحيو العراق احتفالاتهم بأعياد الميلاد واكتفوا بقداس في كنيسة مار يوسف في بغداد، وسط دعوات بتمسكهم بأرضهم، فيما صمتت كنائس الموصل للمرة الاولى في التاريخ بهذه المناسبة، بينما اعلنت بطريركية الكلدان في العراق والعالم إلغاء مراسيم احتفالات اعياد الميلاد تضامنًا مع العوائل المسيحية النازحة وعوائل قتلى القوات الامنية من الجيش والبيشمركة.

&
&احيا مسيحيو بغداد قداسًا بمناسبة اعياد الميلاد المجيد في كنيسة ماريوسف في منطقة المنصور وسط بغداد بمشاركة المئات، حيث دعوا "الرب بأن ينعم على العراق بالامن والامان ويحفظ جميع ابنائه من كل الاخطار وارجاع النازحين الى مناطقهم لاسيما المسيحيين منهم" . وحضر القداس عدد من ممثلي القوى السياسية والقوات الامنية .
&
وخلال مشاركته في القداس، فقد دعا رئيس مجلس الأعلى عمار الحكيم المكون المسيحي إلى عدم الرحيل من العراق وطالب الجميع إلى التوحد لتطهير البلاد من تنظيم "داعش"،&مشددًا على&رجال دين مسيحيين على ضرورة تمسكهم بأرضهم. واكد ان النصر على داعش سيكون قريبًا جدًا وأن محنة العراقيين مع الارهاب وَحَدَتهم. وشدد على"اهمية تماسك الشعب العراقي ولحمته، واصفًا تماسكه بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق العراقيين" . وقال إن ما يعانيه العراق سببه دور هذا البلد ومكانته في حركة الانسانية ونشأة الحضارات، لافتًا الى أن الارهاب تحول الى مصدر لوحدة العراقيين،&حيث تواجهه القوات الامنية والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر العراقية.&
&
ودعا الحكيم الى تحويل الالم الى امل، كما حوله السيد المسيح، عادًا المسيحيين اضافة نوعية للمجتمع العراقي مبينًا أن النازحين سيعودون لديارهم معززين مكرمين وأن هناك حلفاً من 60 دولة يساعد العراق في مواجهة داعش . واشار الى ان السيد المسيح حاضر بمشروعه وخلقه وتسامحه وأنه عليه السلام عبر عن مشروع الهي كبير، لافتًا الى اقتران بداية السنة مع مولد النبي العظيم مما يجعل الناس متمسكين بالسماء ومبادئ الرسل .&
&
وأضاف الحكيم أن حضوره الى كنيسة مار يوسف هو تعبير عن تضامنه مع هذا المكون المسيحي العزيز، ودعا الى الوقوف صفًا واحدًا "لمواجهة هذا الإرهاب وإخراجه من بلادنا وتطهير الأرض من دنس الداعشيين لتكون العودة ميسورة الى الأخوة الذين هجروا من منازلهم". وقال إن داعش لا يميز بين مكونات الشعب من الشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين .. مشددًا انه لا يحق لأحد أن يجبر آخر على عقيدة ما، لكن عناصر داعش يعيشون التطرف ويعادون الانسان والحياة.
&
ومن جانبه، قال خوري رعية كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك الموتسنيور يبوس قاشا: "أنني أوجه دعوة إلى كل أخواتي وأخواتي الأعزاء من المسيح وخصوصًا المهجرين قسرا من ديارهم ومدنهم بأن يتمسكوا بأرضهم وتربتهم وعدم حمل الحقائب والرحيل لأن الأرض أرضنا والبلد بلدنا ونحن سكانه الأصليون، وعلينا ان نكون شهوداً وشهداء فالرب قد خلقنا في هذه الأرض العزيزة لنكون شمعة مضيئة للآخرين ولنحمل بشرى الخلاص الى العالم اجمع"، كما نقلت عنه وكالة المدى برس. اما أمينة سر رعية كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك آن سامي فقالت انه سيكون يوم غد& يوم عيد للاحتفال&بمناسبة تهنئة القديسة مريم العذراء بولادة طفل المغارة وبعد القداس الإلهي يتوجه جميع المؤمنين الى مغارة الطفل يسوع في كنيسة مار يوسف لتهنئة العذراء مريم القديسة بولادة ابنها يسوع.&
&
وقد اعلنت السلطات العراقية اليوم الخميس عطلة رسمية لمسيحيي العراق لمناسبة اعياد الميلاد.&
&
كنائس الموصل صامتة للمرة الاولى في التاريخ
وقد صمتت وللمرة الاولى في محافظة نينوى منذ الاف السنوات اجراس الكنائس التي اعتاد على رناتها المسيحيون في الموصل وسهل نينوى مع بدء اليوم الاول من أعياد ميلاد السيد المسيح &في الخامس والعشرين من كانون الاول (ديسمبر).
&
وقد بدت الكنائس في الموصل خجلة وهي تغلق ابوابها ولم تستقبل طائفتها لاقامة الصلوات كالسنوات السابقة بسبب الهجرة القسرية لارهابيي داعش على ابناء الطائفة المسيحية . وقال الاب بهنام وائل من كنيسة مارشونا في محافظة اربيل عاصمة اقليم كردستان إن" الحزن يخيم على كنائسنا التي دقت اليوم منذ الصباح في اربيل وهي حزينة لما تعرض اليه ابناء الطائفة المسيحية من ظلم واضطهاد وتهجير قسري من قبل عناصر "داعش " المتطرفين الذين اقدموا على تهجير الالاف من المسيحيين من موطنهم في محافظة نينوى ومدينة الموصل تحديداً، والتي كان فيها المسيحيون منذ الاف السنوات، تاركين منازلهم وممتلكاتهم واعمالهم بعد ان سيطر عناصر داعش على مدينة الموصل منذ العاشر من حزيران الماضي ".
&
واضاف ان "كنائسنا ألغت اقامة كافة الحفلات في اعياد المسيح تضامنًا مع ابنائنا المهجرين من طائفتنا وايضًا لما يمر به العراق من ظروف صعبة وسيطرة داعش على اغلب مناطق مدينة الموصل"، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء .. مضيفًا ان"دعواتنا كانت اليوم منذ الصباح للرب مختصرة على اعادة ابنائنا المهجرين وهم في بلادهم الى منازلهم وابعاد هذه الغمة عن العراق ولم شمل كافة العراقيين بعيدًا عن الحروب والقتل والعنف واحلال السلام بين العراقيين وابعاد الاعداء والمتطرفين من ارضنا العراقية ".
&
من جانبهم، رفع المسيحيون المهجرون من الموصل وسهل نينوى دعواتهم للرب مطالبين الاسراع في تحرير مناطقهم لتتم عودتهم الى منازلهم ومناطق سكانهم ذارفين الدموع في صلواتهم خشية للرب لاستجابة دعواتهم ولعودتهم الى اراضيهم ".
&
وكان مسؤول شؤون المسيحيين في وزارة الاوقاف والشؤون المسيحية في حكومة اقليم كردستان خالد جمال قد اعلن في وقت سابق عن هجرة حوالي 12 الفاً من المسيحيين من مناطق سهل نينوى والموصل موزعين في محافظات اقليم كردستان ودول مجاورة .
وامس اعلنت بطريركية الكلدان في العراق والعالم إلغاء مراسيم احتفالات اعياد الميلاد تضامناً مع العوائل المسيحية النازحة وعوائل شهداء القوات الامنية من الجيش والبيشمركة.
&
وقال لويس روفائيل الاول ساكو بطريك الكلدان في العراق والعالم إن البطريركية الكلدانية وابرشياتها في العراق تعتذر عن استقبال المهنئين بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة. واشار الى انه نظرًا للظروف الصعبة التي يعيشها البلد وتضامنًا مع العائلات المهجرة وعائلات شهداء الجيش العراقي وقوات البيشمركة حيث ستكتفي الكنائس بإقامة مراسيم العيد.
&
واكد ساكو في بيان صحافي إن "كنائسنا لا تستقبل المهنئين الرسميين وغير الرسميين للظروف الصعبة التي يعيشها البلد وتضامناً مع العائلات المهجرة حيث ستكتفي الكنائس بإقامة مراسيم العيد في الكنائس ورفع الصلوات من اجل انتهاء العنف في البلاد وعودة السلام والاستقرار اليه .
و كان ساكو اشار مؤخرًا الى أن اللاجئين المسيحيين في العراق مازالوا يعيشون وضعاً مأساوياً، ولا توجد أي حلول سريعة لهم . يذكر أن احتلال "داعش" للموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي وتمدده الى محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك قد أرغم حوالي 150 ألف عائلة مسيحية على &النزوح وترك بيوتها وممتلكاتها والتوجه إلى مدن كردستان والى كركوك وبغداد، فيما يشهد العراق يومياً نزوح العشرات من المسيحيين بسبب أحداث العنف التي تشهدها البلاد.
ويحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد ابتداء من الخميس المقبل وتستمر الاحتفالات حتى الأول من السنة الجديدة 2015.
&
&
&
&