الموضة في إيران ليست للتعبير عن الذوق ونمط العيش فحسب، فهي تحمل كذلك رسائل وتعبيرات سياسية عمادها التمرد على القمع والتشدد والتوق إلى التحرر.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: ضغوط من نوع مختلف بدأ يلمسها المسؤولون في إيران، ليس نتيجة العقوبات أو التهديد بشن هجوم عسكري، وإنما بالجرأة المتزايدة التي بدأت تظهرها مؤخراً كثير من السيدات الإيرانيات الشابات في طريقة سيرهنّ بالشارع وميلهنّ إلى إظهار ولعهن بأنماط الموضة الغربية على صعيد الملابس، الإكسسوارات، والماكياج.

دلالات سياسية

قالت إيرانيات إن هذا التوجه يحمل بين طياته دلالات سياسية أكثر من أي دلالات أخرى متعلقة بالموضة.

وقالت الصحافية والناشطة السياسية منصورة ناصرشيان quot;خرق قواعد اللبس طريقة أخرى تعبر بها الإيرانيات الشابات عن امتعاضهن السياسيquot;.

ومنذ الانتفاضة التي شهدتها البلاد عام 2009، حين نزل الإيرانيون بأعداد كبيرة في الشوارع للتنديد بفساد حكومتهم عقب نجاح الرئيس السابق احمدي نجاد في انتخابات الرئاسة وقتها، بدأ يرى العالم جيلاً جديداً من الإيرانيين المتأثرين بوسائل الإعلام الاجتماعية، والأيديولوجيات والأنماط الغربية العصرية، طبقاً لما أكدته ناصرشيان التي لاذت بالفرار من البلاد متوجهة إلى كندا بعد تلك الأحداث بفترة قصيرة.

إيران تغيّرت !

تابعت ناصرشيان quot; حين ملأ الشباب الشوارع، غير مكترثين بنوعية الملابس أو أغطية للرأس، كانت الأمور قد تغيّرت بالفعل في إيران. وشجعت وسائل الإعلام الاجتماعية الجيل الجديد ليكسر المحظورات ويكون منفتحاً بشأن القضايا السياسية والاجتماعيةquot;.

لكن مع تزايد وتيرة الجوانب المتعلقة بالموضة، واتضاحها بشكل أكبر بالشوارع، بدأ يتعامل النظام الحاكم في البلاد بصورة أكثر حزماً وبدأت تتزايد الحملات القمعية.

نظام الملالي يحارب الموضة

ونوّهت في هذا السياق شبكة فوكس نيوز الأميركية إلى أن الحكومة بدأت تبادر بشن quot;حرب ناعمةquot; على كل منابع التأثير الثقافية والتكنولوجية التي تصل من الخارج.

فقد بدأت تستهدف الحكومة العديد من الأشياء التي تمثل الحياة الغربية في البلاد، بما في ذلك الملابس، قصّات الشعر، الحيوانات الأليفة، الأفلام، الأغاني وشبكة الإنترنت.

وقالت مدونة متخصصة في شؤون الموضة تعيش في إيران بعدما رفضت الكشف عن اسمها الحقيقي:quot; أتصور أن مظهرك هو ما يعطي الانطباع الأول الخاص بك للآخرين، لذا يرغب كل مواطن إيراني في الظهور بصورة تختلف تماماً عن باقي الإيرانيينquot;.

وما زالت ماركات الموضة الغربية تحظى برواج متزايد بين الشباب الإيراني، لكن تدهور الاقتصاد خلال السنوات القليلة الماضية أدى الى تحول الانتباه للمصممين المحليين.

القمع والتشدد

وقالت مدونة متخصصة في شؤون الموضة العصرية تدعى ندى وتبلغ من العمر 43 عاماً من طهران: quot;تمارس الحكومة الحالية، كما الحكومة السابقة، نفس النهج المتشدد والقمعي تجاه كل ما هو مرتبط بالموضة. وتصبح الحملات القمعية أكثر سوءًا مع حلول فصل الصيف، حيث تصبح الملابس أقل في الطول وأكثر شفافيةquot;.