الخلاف على البيان الوزاري قد يعيد الأزمة الى المربع الأول

بيروت:قال أحد اعضاء اللجنة الوزارية لـquot;إيلافquot; إن quot;لا جديد ايجابيا طرأ في اتجاه الاتفاق على صيغة البيان الوزاري في شأن موضوعي ادراج quot;اعلان بعبداquot; وثلاثية quot;الجيش والشعب والمقاومةquot; فيه او استبعادهما اذ استمر فريق 14 آذار متمسّكا ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بضرورة إيراد quot;اعلان بعبداquot; في هذا البيان في مقابل تمسّك فريق 8 آذار بإيراد ثلاثية quot;الجيش والشعب والمقاومةquot;.

وأشار عضو اللجنة الوزارية نفسه الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ابلغ المعنيين انه لا مانع لديه في إيراد quot;اعلان بعبداquot; في البيان الوزاري، ولكن بشرط ان ترد فيه ايضاً ثلاثية quot;الجيش والشعب والمقاومةquot;.

واذ ابدى بري امام زواره عدم ارتياحه الى التمسّك بـ quot;اعلان بعبداquot; متخوفًا من ان يؤدي ذلك الى تأخير مثول الحكومة امام مجلس النواب لنيل ثقته، اقترح ان يصرف النظر عن quot;الاعلانquot; وquot;الثلاثيةquot; معا، وان يستعاض عنهما بالتأكيد على تنفيذ مقررات مؤتمرات الحوار الوطني التي انعقدت منذ العام 2006 وحتى العام 2012 وكذلك التأكيد على سياسة quot;النأي بالنفسquot; عن الازمة السورية التي اعتمدتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كذلك اقترح إيراد عبارة التشديد على quot;حق لبنان واللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بكل الوسائل المشروعةquot; مشيرا الى ان اربعة قمم عربية أيّدت هذه المقاومة في وضوح.

وذكر زوار بري لـquot;إيلافquot; انه طلب من معاونه السياسي، الوزير علي حسن خليل، عضو لجنة صياغة البيان الوزاري، عندما ابلغ اليه نتائج اجتماع اللجنة الوزارية، ان يبلّغ رئيس الحكومة وفريق 14 آذار quot;ان آخر سعر لدينا هو انهم اذا كانوا يريدون إيراد quot;اعلان بعبداquot; في البيان الوزاري فان عليهم ان يقبلوا في المقابل بإيراد ثلاثية الجيش والشعب والمقاومةquot;. اما عدا ذلك فليس لدينا سوى اقتراح التأكيد على مقررات الحوار الوطني وحق لبنان في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وقد اعطيناهم quot;النأي بالنفسquot; كضريبة على القيمة المضافة (TVA)quot;.

وفي المواقف ، وفيما تردّد انه لم يعد متمسكاً بإدراج quot;اعلان بعبداquot; في البيان الوزاري، أمل الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أن quot;ينجح اعضاء اللجنة الوزارية في انجاز البيان الوزاري، انطلاقا من المناخات التي ساهمت في حصول التأليفquot;، مشدداً على quot;أهمية تجاوز الشروط المتبادلة، خصوصاً أنّ عمر الحكومة محدود والانجازات محدودة بفعل الفترة الزمنية، فضلاً عن أن المجتمع الدولي الذي يعقد المؤتمرات لدعم لبنان واقتصاده وجيشه يبدي رغبة قوية في قيام حكومة، ما يستوجب منا جميعاً إكمال البيان ونيل ثقة مجلس النواب، ما يسهل تعاطي الخارج مع وزراء يتمتّعون بثقة النواب وتالياً ثقة اللبنانيين، وخصوصاً أن ما يتعرض له وطننا من أعمال إرهابية إجرامية يفرض على الجميع وضع مصلحة الوطن وأبنائه فوق أي اعتبار آخرquot;.

وبدوره شدد رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، في quot;لقاء الاربعاءquot; النيابي على وجوب التوصل إلى صيغة توافقية للبيان الوزاري. وأطلع النواب على محاضر اربعة قمم عربية وبيانات مجالس وزراء الخارجية العرب وآخرها عام 2013، مشيرا الى انها quot;شددت كلها على المقاومة وحق لبنان في مقاومة الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية بكل الوسائل المشروعةquot;.

وبدوره شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، على ضرورة quot;التوصل إلى صيغة بيان وزاري مقبولة، تأخذ في الإعتبار وجود أرض لبنانية محتلةquot;.

ومن جهته أشار عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب خالد زهرمان، الى أن quot;رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لن يكون عثرة إذا حصل توافق حول صياغة البيان الوزاري، خصوصاً انه دائماً كان يسير بما يتم التوافق عليه بين الأفرقاء السياسيينquot;، لافتاً إلى ان quot;إعلان بعبدا حظي بإجماع اللبنانيين من خلال المشاركين في طاولة الحوار، وأصبح وثيقة أرسلت الى جامعة الدول العربية والأمم المتحدةquot;، معتبراً ان quot;المشكلة ستكون بعدم ذكر إعلان بعبدا في البيان الوزاري، إذا لم يكن بنداً رئيساً فيه، بغض النظر عما إذا كان هناك توافق أم لاquot;.

و رأى زهرمان ان quot;هناك مسؤولية تقع على وزراء قوى 14 آذار لجهة الإصرار على أن يكون quot;إعلان بعبداquot; بنداً رئيساً في البيان الوزاريquot;، مضيفاً ان quot;التنازل الذي قدّمناه عند تشكيل الحكومة هو تنازل تكتيكي، ولكن في حال تم التنازل عن quot;إعلان بعبداquot; يكون ذلك استراتيجياًquot;.

وتمنى عضو كتلة نواب حزب الكتائب اللبنانية، النائب ايلي ماروني quot;لو استمرت الأجواء التفاؤلية التي أعقبت تشكيل الحكومة لتنسحب على صوغ البيان الوزراي، خصوصاً أن البلد لم يعد يتحمل مزيداً من السجالات، كما أن الجميع راهن على هذه الحكومة لإمكانية استفادة اللبنانيين من تقارب بعض الخطوط الإقليمية لتشكيلهاquot;، مشيراً الى أن quot;الفترة الزمنية للحكومة قصيرة جداً يفترض ألّا تتخطى شهر أيار/ مايو المقبل، موعد الإستحقاق الرئاسيquot;.

ولاحظ ماروني أن موضوع صوغ البيان الوزاري عاد الى quot;نقطة البدايةquot;، موضحاً ان quot;14 آذار تتمسك بإعلان بعبدا في حين ان قوى 8 آذار تتمسك بمعادلة quot;الجيش والشعب والمقاومةquot;، غير ان الفترة الزمنية لهذه الحكومة لا تستأهل عرقلة الأمورquot;، داعياً حزب الله الى quot;إعطاء القليل من الايجابية وليتفهّم هواجس فريق 14 آذار، وبالتالي يفترض الإبتعاد عن المعادلات التي يمكن ان تعيد تشنيج الأجواء في البلدquot;.

الى ذلك أكد السفير الاميركي ديفيد هيل بعد زيارته وزير العمل، سجعان قزي، quot;استمرار وقوف بلاده الى جانب لبنان ودعم استقراره وكذلك دعم الحكومة الجديدةquot;. فيما قال قزي إنّ هيل أبلغ إليه quot;تأييد حكومته الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها واستعداد الادارة الاميركية للتعاون معهاquot;.

وأضاف: quot;إنّ البحث تناول ضرورة أن تنطلق الحكومة في عملها وألا تتأخر في وضع البيان الوزاري لأنّ المجتمع الدولي ينتظر أن تنجز الحكومة البيان، لأنّ هناك مؤتمرات دولية لمساعدة لبنان ستعقد وتحتاج الى وجود حكومة في لبنان لديها الثقة ليعطيها المجتمع الدولي بدوره ثقته، فالمجتمع الدولي لا يستطيع اعطاء الثقة لحكومة لبنانية لم تأخذ بعد الثقة من مجلس النوابquot;.