لماذا تخلّى حزب الله عن حقيبة العدل والداخلية والاتصالات فأوكلت لوزراء من فريق 14 آذار/مارس، وهل يكون استلامها امرًا ايجابيًا لقوى 14 آذار/مارس أم سيضعها وجهًا لوجه امام الارهاب؟.

بيروت: بانتظار الوصول الى بيان وزاري يرضى عنه الجميع، يبقى اللافت في الحكومة الجديدة هو تسلم قوى 14 آذار/مارس للحقائب الامنية أي العدل والداخلية والاتصالات، وتنازُل، اذا صحّ التعبير، حزب الله عنها، ما ادى الى رفع صوت القاعدة الشعبية لحزب الله بمواجهة ذلك، فما الهدف الاساسي من تسليم تلك الحقائب لقوى 14 آذار/ مارس، وما الهدف الذي يرسمه حزب الله من وراء ذلك؟

مصادر في حزب الله أكدت على أن الحكومة اللبنانية أتت كنتيجة مصالحة بين الفرقاء، من هنا فإن حزب الله أبدى ليونة في تشكيل الحكومة، ولم يتوقف عند الحقائب، وحزب الله قد اتخذ القرار السليم باعطاء هذه الحقائب لقوى 14 آذار/مارس، لأن الاولوية الحالية بالنسبة له هو السلام في لبنان، ومتابعة حربه في سوريا، والبقاء متأهبًا في الجنوب.

يقول النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; إن العبرة بالقول إن قوى 14 آذار/مارس انتصرت لأنها حصلت على الحقائب الامنية، هذه العبرة تكون بالالتزام بالثوابت التي تحدثنا عنها سابقًا، وموضوع الحقائب الامنية ليس اساسيًا اليوم، الرهان أن يكون اعلان بعبدا بندًا رئيسيًا في البيان الوزاري، لأنها وثيقة شبيهة بكل الوسائل التي اتفق عليها سابقًا، وثلاثية quot; الجيش والشعب والمقاومةquot;، يجب ألا يعاد ذكرها بالبيان الوزاري اذ عفّى عليها الزمن، والبارحة اعتدت اسرائيل على مواقع لحزب الله فما كان منه الا أن استخدم قوى الممانعة بالقول إنه سيرد بالمكان والزمان الملائمين.

ولدى سؤاله لماذا قبل حزب الله باعطاء الحقائب الامنية لقوى 14 آذار/مارس، يؤكد زهرمان أن حزب الله عند وجود مسؤولية تتخطى طاقاته يقوم quot; باعطاءquot; الامور الى غيره، وكلنا يعرف بأن الضاحية الجنوبية عندما بدأت تُستهدف، اعلن حزب الله أنه سيقوم بحفظ الامن في الضاحية، ولكنه بعدما تبين أن موضوع حفظ الامن مسألة صعبة جدًا ، وبعدما تململ الناس من الوضع الامني وحملوه التبعات والمسؤوليات، ما ادى الى اعطائه هذه التبعات الى الجيش اللبناني، تمامًا كما فعل اليوم، في موضوع الحقائب الامنية، وحزب الله انما يراهن بذلك على المواجهة بين المجموعات التكفيرية وقوى 14 آذار/مارس، وتحديدًا تيار المستقبل.

ويلفت زهرمان الى أن حزب الله يعتبر أن المعركة الحالية هي فقط ضد التكفيريين، ويصر على أن البيان الوزاري يجب أن يشمل فقط على موضوع محاربة الارهاب، وتبقى المسؤولية علينا في قوى 14 آذار/مارس، الا ننجر الى ما يبتغيه حزب الله، واستلام هذه الحقائب قد يحمل ايجابية وقد يكون بالوقت عينه فخًا، ويجب توخي الحذر في الموضوع، وعلينا دائمًا الاستمرار بمطالبة حزب الله بالخروج من سوريا، والاصرار على اعلان بعبدا في البيان الوزاري، لانه اذا اردنا الانزلاق الى موضوع محاربة التكفيريين من دون الاشارة الى السبب الذي أدىلنشوء التكفيريين، يكون حزب الله قد جرّنا الى الملعب الذي يريده.

حزب الله وسوريا

ويعتبر زهرمان أن حزب الله يريد أن يصوِّر أن معركة التكفيريين ستكون مع 14 آذار/مارس، وسيكون هو بالظل، ونظرة حزب الله للامر تنطلق من المعالجة الامنية، غير أنها سياسية ايضًا، المعالجة الامنية من خلال قيام كل القوى الامنية بمهامها، والمعالجة السياسية من خلال سد كل الذرائع والاسباب التي ادت الى نشوء المجموعات التكفيرية ومنها ذهاب حزب الله ومشاركته في الاحداث السورية.

ويتابع زهرمان:quot;هناك مسؤولية على وزراء 14 آذار/مارس في الحكومة الجديدة ألا ينزلقوا الى محاولة التمييع من خلال استعمال عبارات واللعب على الكلمات للخروج بصيغة لا يكون فيها اعلان بعبدا واضحًا.

ويقول زهرمان إنهم كفريق وزاري عندما يستلم حقائب امنية يتعاطى بشكل متساوٍ مع جميع اللبنانيين، ولا تُستعمل الحقائب الوزارية كملك خاص لـ 14 آذار/مارس، أو نستحدمها لفريقنا السياسي، كما فعل البعض الذين اعتبروا وزاراتهم ممتلكات وأراضي خاصة لهم.

اما هل سيتم التوصل الى صيغة مشتركة للبيان الوزاري من دون لفلفة الامور وتحميل المصطلحات اكثر من معنى تمامًا كما حصل مع البيان الوزاري لحكومة ميقاتي حول البند غير الواضح للمحكمة الدولية؟ يجيب زهرمان أن الحديث أنه اصبحت هناك صيغة توافقية غير أن الكلام يبقى وكأنه ضمن لفلفة للامور، من هنا المسؤولية كبيرة ألا نقبل الالتفاف على الكلام للخروج من المعنى الرئيسي لاعلان بعبدا.