تبدأ اليوم الثلاثاء في الكويت أشغال القمة العربية في دورتها العادية الـ25، وسط خلافات عدة بين الدول الأعضاء، مع أمل لا يمّحي من إيجاد سبل لتوحيد العمل العربي المشترك وتقريب وجهات النظر.


الكويت: تبدأ اليوم الثلاثاء أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الخامسة والعشرين في الكويت.

واختار المنظمون quot;التضامن من أجل مستقبل أفضلquot;، شعارًا لقمة هذا العام.

ومن المقرر أن يلقي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة في افتتاح القمة اليوم، بعد تسلم رئاسة الاجتماع من الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير دولة قطر، رئيس الدورة العادية الرابعة والعشرين.

وتتضمن الجلسة الافتتاحية للقمة كلمات يلقيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا، والممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

كما تتضمن الجلسة كلمات للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن امين مدني، ورئيس البرلمان العربي احمد محمد الجروان، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي اريستوس مونشي.

ويشمل جدول أعمال الثلاثاء جلسة العمل الاولى وهي مغلقة بجانب اعتماد مشروع جدول الاعمال والقاء كلمات القادة ورؤساء الوفود المشاركة وفقًا لأسبقية طلب الكلمة.

8 قادة عرب يغيبون

وصل عدد من القادة ورؤساء الوفود العرب، الإثنين، إلى الكويت، للمشاركة في قمة الكويت.

ووصل إلى الكويت أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، ورؤساء تونس المنصف المرزوقي واليمن عبدربه منصور هادي ولبنان ميشال سليمان وفلسطين محمود عباس والسودان عمر البشير والصومال حسن شيخ محمود وجيبوتي إسماعيل جيله وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز.

كما وصل إلى الكويت ممثل سلطنة عمان أسعد بن طارق وعضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ حمد بن محمد ونائب الرئيس العراقي خضير موسى ورئيس وزراء الأردن عبد الله النسور ورئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الوطني الليبي نوري أبوسهمين.

وكان الرئيس عدلي منصور وصل في وقت سابق الإثنين للمشاركة في أعمال القمة العربية التي تعقد، الثلاثاء، في الكويت.

إلى ذلك، يغيب ثمانية من القادة العرب عن القمة، وسط أجواء متوترة بسبب الخلاف الخليجي المصري مع دولة قطر، إضافة إلى بقاء مقعد سوريا شاغراً.

والقادة الذين تأكدت عدم مشاركتهم هم: الرئيس العراقي جلال طالباني، (لأسباب صحية)، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، حيث سيمثل الدولة حاكم إمارة الفجيرة، الشيخ حمد بن محمد الشرقي، بالإضافة لتغيّب الرئيس السوري عن القمة. ومن المتوقع أيضاً غياب عدد من قادة الخليج والمغرب العربي.

وستسلم قطر قيادة الجامعة العربية إلى الكويت في الجلسة الافتتاحية للقمة، ما يؤكد حضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، وسط تصريحات كويتية رسمية أكدت أن 14 قائداً عربياً سيحضرون القمة، ما يعني غياب ثمانية آخرين.

وضع عربي فوق العادة

قمة الكويت هذا العام تلتئم في ظرف عربي بالغ الدقة والحساسية، إذ تمرّ المنطقة بعدد من التحديات والأزمات ما بين قضايا مؤجلة تبحث عن حلول، وآمال لدى الشارع بأن يخرج قادتهم بقرارات تسهم في إحلال السلم والأمن، وتوحيد الصف وسط متغيّرات عالمية وتحولات سياسية ضربت دول الربيع وغيرها.

وأدت ثورات الربيع العربي الى شرخ كبير في العلاقات بين الدول العربية، التي كانت ولاتزال تشكو الخلافات البينية والحدودية والأمنية، ولهذا ستكون قمة الكويت فوق العادة، حسب كثير من المحللين.

ملفات اربعة كبرى

تهمين على قمة العرب 4 ملفات أساسية من المتوقع ألا يخلو منها (إعلان الكويت) في نهاية أعمال الدورة الخامسة والعشرين، وذلك وفقًا لما انتهت إليه مناقشات اجتماع وزراء الخارجية مساء الأحد الماضي، وهذه الملفات هي على التوالي: الوضع السياسي، والأمني، والاقتصادي، والاجتماعي.

وعلى مدار عام كامل ترأست فيه قطر القمة العربية، شهد الوضع في المنطقة العربية تحولات كبرى خاصة في مصر وسوريا.

النزاع في سوريا

ومن التحديات التي تواجهها قمة الكويت، الملف السوري الشائك، خاصة مع بقاء مقعد سوريا شاغراً، رغم أن الأزمة السورية باتت الملف الأكثر سخونة في المنطقة.

وستغيب سوريا رسمياً عن القمة بعد أنباء عن اعتراض العراق والجزائر ومصر على تسليم مقعد سوريا للائتلاف الوطني، ولكن الجامعة العربية دعت رئيس الائتلاف أحمد الجربا لإلقاء كلمة خلال القمة باعتباره ممثلاً شرعياً ومحاوراً أساسياً مع الجامعة.

جدول الأعمال

وأبرز بنود جدول الأعمال هو مشروع قرار دائم بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، وآخر حول الأزمة السورية، إضافة إلى الملفين الاقتصادي والاجتماعي المرفوعين من وزراء المال والاقتصاد العرب، ومشروع النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان.

ونظراً للتحديات المستجدة على الساحتين العربية والإسلامية، ستكون كواليس القمة بالغة الأهمية، حيث تعقد اجتماعات ثنائية وجماعية حساسة، قد تخرج بتنسيق أكبر مما ستخرج به قاعة القمة أو بياناتها الرسمية.

لكنّ المراقبين يرون أن الخلافات الخليجية والعربية تجعل تبني قرارات مؤثرة، أو حتى مواقف مشتركة، أمراً في غاية التعقيد.

البيان الختامي

إضافة إلى كل ذلك، من المرجح أن يتضمن مشروع البيان الختامي لقمة الكويت، التأكيد على التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له، وكذلك الأوضاع في ليبيا عبر مناشدة القوى الفاعلة هناك الالتجاء إلى الحوار واحترام مؤسسات الدولة وصولاً إلى صياغة دستور وطني يعبر عن هوية الدولة وتطلعات شعبها ويمهد لانتخابات نيابية ورئاسية نزيهة.

كما سيخرج مشروع البيان بالتأكيد على سيادة اليمن ودعم المبادرة الخليجية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد ونبذ أعمال العنف والإرهاب، كما يؤكد مشروع البيان على تأكيد سيادة دولة الإمارات العربية الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبوموسى).

وعلى صعيد الأوضاع في السودان يناقش الزعماء آليات إحلال السلام والتنمية هناك مع التأكيد على ما قطعته دولة قطر من شوط كبير عبر استضافتها لمؤتمرات السلام والتنمية في إقليم دارفور وحرصها على التنمية في أقاليم السودان المختلفة.

ولن يخلو البيان الختامي ومشروع القرار المعروض على القادة من مستجدات الوضع في الصومال ودعم جمهورية القمر المتحدة، إضافة إلى النزاع الجيبوتي - الإريتري مع تأكيد ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها واستعراض جهود الأمانة العامة للجامعة العربية في هذا الصدد.

وفي الشق الأمني يستعرض قادة وزعماء الدول العربية في قمة الكويت على مدار يومي انعقادها قضايا مكافحة الإرهاب الدولي ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وجهود إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، إلى جانب التحضير العربي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.