زارت قيادات شيعية عراقية مراجعها الدينية للبحث في مستقبل العراق على ضوء نتائج الانتخابات المنتظر صدورها. ويريد الشيعة إئتلافًا قويًا يقف حائلاً دون تولي نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي زمام الحكومة لولاية ثالثة.


بغداد: تسعى القوى الشيعية العراقية، إلى إعادة تشكيل "التحالف الوطني" بمباركة المراجع الدينية، كمؤسسة فاعلة، مبدأها الأساس الوقوف حائلاً دون تولي نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي زمام الحكومة لولاية ثالثة منعاً لتكريس "الدكتاتورية".

وزار عمار الحكيم رجل الدين الشيعي، وزعيم المجلس الأعلى، رئيس كتلة "المواطن" التي تقاربت نسب أصواتها الانتخابية مع "دولة القانون" الحاكم و"الأحرار"، المراجع الشيعية في النجف، لبحث أوضاع البلاد ما بعد الانتخابات التي تقدم المالكي بنتائجها الأولية، حسب مصادر تنتمي للائتلاف الحاكم.

وكشف حسون الفتلاوي، النائب عن كتلة "المواطن" التي خاضت الانتخابات التشريعية بشعار "المواطن ينتصر"، في حديث لـ"أنباء موسكو"، أن مباحثات الحكيم، في النجف من أجل أن تكون الحكومة القادمة مُشكلة وفق تحالفات، لاسيما وأن النتائج الأولية للانتخابات لا تعطي الغلبة لأية كتلة ولا يمكن تحقيق أغلبية بها".

ونوه الفتلاوي، "المواطن" لم تضع الخطوط الحمراء على أي كتلة، وتتحالف مع التي ينسجم برنامجها الحكومي مع المجلس الأعلى.

وتدارك، لكن العمل حالياً مُكرس بشكل متواصل لإعادة تشكيل التحالف الوطني كمؤسسة سياسية بإمكانها إدارة العمل السياسي في الحكومة المقبلة، وليس ككتلة هامشية.

وذكر الحسون، أن المبدأ الأساس للتحالف الوطني الشيعي، هو لا للولاية الثالثة ليس للمالكي فقط، بل لأي شخصية أخرى، كي لا نُكرس الدكتاتورية ونُعيدها من جديد.

وكان رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي تحدث، عن فوز ساحق له في الانتخابات التشريعية، فيما نوّه نواب إئتلافه إلى حصوله على نحو مليون صوت انتخابي من بغداد.

ومن بين المراجع الشيعية التي اجتمع الحكيم معها، "بشير النجفي" أحد المراجع الأربعة الكبار في العراق، الذي حرم انتخاب المالكي قبل أيام قلائل من الانتخابات التشريعية التي اختتمت نهاية الأسبوع الماضي في عموم البلاد.

وخلال السنوات الأربع الماضية تشكل "التحالف الوطني الشيعي" الذي يترأسه حالياً، إبراهيم الجعفري، رئيس الوزراء الأسبق، من "الإئتلاف الوطني" والذي يضم (التيار الصدري، المجلس الأعلى، الفضيلة، والإصلاح) مع إئتلاف دولة القانون من (حزب الدعوة، مستقلون، وبعض السياسيين الذين دخلوا الانتخابات ضمن الإئتلاف).

وتأسس "التحالف الوطني" (الإئتلاف الوطني الموحد) سابقاً بدعم من المرجعية لتوحيد البيت الشيعي حسب ما وصف آنذاك، وفي نهاية المطاف تم استبعاد التيارات الشيعية العلمانية من التحالف، مثل "أحمد الجلبي"زعيم حركة المؤتمر الوطني"، وغيره.

وينتظر العراقيون الذين صوتوا الاربعاء الماضي، نتائج يأملون أن تحقق لهم رغبتهم بالتغيير.

وانطلقت، فور اغلاق مراكز الاقتراع ابوابها، عمليات العد والفرز، علمًا أنه من المتوقع ان لا تعلن قبل اسابيع، النتائج النهائية لاول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الاميركي نهاية 2011، وثالث انتخابات منذ اجتياح 2003.

وتبدو لائحة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويرمي بثقله السياسي خلف ولاية ثالثة على رأس الحكومة، الاوفر حظاً للفوز باكبر عدد من المقاعد، رغم أن مراقبين يشككون في امكانية ان تفوز لائحته بغالبية هذه المقاعد، وعددها 328.

وكان المالكي اكد عقب الإدلاء بصوته في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد أنه واثق من الفوز، الا أنه عاد واكد أنه يترقب معرفة "حجم الفوز"، متحدثًا عن ضرورة تشكيل حكومة اغلبية سياسية قد تستغرق المفاوضات حولها اشهرًا طويلة.
&