أكد عمرو علي أن حركة 6 أبريل لا تعترف بالانتخابات، وطالب بمحاكمة عبدالفتاح السيسي، مشددًا على أن لا تحالف بين حركته والاخوان المسلمين.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 أبريل، لـ "إيلاف" إن الحركة لن تتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، رغم أن كلتيهما صارتا محظورتين، وتنضالان ضد النظام الحالي في مصر.
وأضاف علي أن وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي يستحق المحاكمة بسبب إراقة دماء المصريين، وإقحام الجيش في الشأن الداخلي، مشيرًا إلى أن الحركة لا تعترف بالانتخابات الرئاسية الحالية، ووصفها بأنها "مظاهر قانونية لتنصيب السيسي".
ووصف علي السيسي بأنه ممثل بارع، لافتًا إلى أن الحركة لن تقبل أن يستمر السيسي في الرئاسة أكثر من ثماني سنوات.&
وأشار علي إلى أنهم لن يتظاهروا بالملابس الداخلية أو البرسيم أمام منزل وزير الداخلية مرة أخرى، معتبرًا أنها مغامرة غير مأمونة، لاسيما أن "القتل أسهل حاجة عند النظام الحالي".
&
وفي ما يأتي نص الحوار:

صرتم والإخوان في الخندق نفسه، وأصبحتم محظورين، فهل يمكن أن تتحالفوا لإزاحة نظام الحكم الحالي؟
رغم أن حركة 6 أبريل محظورة بحكم قضائي، كما هو حال جماعة الإخوان، إلا أننا لسنا معها في خندق واحد، فما يجعل الناس في خندق واحد هو اجتماعهم على هدف واحد. الإخوان يحاربون النظام القائم من أجل الوصول إلى نتيجة مختلفة تمامًا عن النتيجة التي نسعى للوصول إليها. يحاربون من أجل عودة ما يسمى بـ"الشرعية" أو عودة محمد مرسي للحكم، بينما نريد الوصول إلى الديمقراطية وحرية الرأي والعدالة الإجتماعية. وهذان المساران مختلفان، وليس هناك ما يجعلنا نتحالف مع جماعة الإخوان. بالعكس، هذا التحالف لو حصل سوف يضرنا أكثر مما ينفعنا، نحن نجحنا في التصدي للنظام في الشارع، ونجحنا في الفصل بين تحركاتنا وبين تحركات الإخوان، رغم أن النظام يحاول أن يقنع الرأي العام بأن حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان "حاجة واحدة". وهذا ما أزعج النظام، لأنه فشل في أن "يحسبنا عليهم"، كما فشل نظام حكم الإخوان من قبل في أن "يحسبنا على الفلول وجبهة الانقاذ".&
&
كل الأنظمة حاربتنا

منذ نشأة الحركة في 2008 وأنتم مستهدفون من السلطات المتعاقبة. لماذا؟
نحن على خلاف دائم مع السلطة، لأننا لا نسعى إليها. لدينا مبادئ نعمل لأجلها، ومع نشأة الحركة في 6 نيسان (أبريل) 2008، كنا نعمل ضد نظام حكم مبارك، لأنه كان نظامًا فاسدًا، ولن تجدي معه الإصلاحات، إلا أننا تعاملنا مع الأنظمة اللاحقة عليه بحسن النية، ومنها المجلس العسكري، الذي إلتقينا بقادته وتحاورنا معهم، وحاولنا مساعدتهم، إلا أنهم انقلبوا علينا، فانقلبنا عليهم، وحصل صراع بيننا. وحدث الشيء نفسه مع نظام حكم محمد مرسي في بدايته، وتكرر مع النظام الحالي. أما السبب فيتلخص في أننا نمتلك مجموعة من المبادئ، إذا حققها أي نظام نقف إلى جانبه، وإذا أخلّ بها نتصدى له وننحاز إلى الشارع. السلطة تنظر إلينا من وجهة نظر مختلفة، فأي نظام يرى أن حركة 6 أبريل قادرة على خلخلته، فيبادر بمحاولة تفتيتها أو القضاء عليها. مجلس العسكري اتهمنا بالعمالة والخيانة، ومحمد مرسي سمح بقتل أعضائنا، ومنهم جيكا، ولم يحرك ساكنًا، ثم قبض على أحمد ماهر مؤسس الحركة. ورفض النظام الحالي التحاور معنا، ثم حرك أدواته الإعلامية ضدنا، وتم اعتقال قيادات الحركة بتهمة خرق قانون التظاهر، وانتهاء بقرار حظر الحركة.
&
واجهتم حكم الإخوان بشراسة، فتظاهرتم بالملابس الداخلية أمام منزل وزير الداخلية، وبالبرسيم أمام منزل مرسي. لكن الشراسة ولّت بعد 3 تموز (يوليو) 2013. هل من تفسير؟
تظاهرتنا بالملابس الداخلية&وبالبرسيم كانت رمزية، ولا أنكر أننا استفدنا من الخلاف بين وزارة الداخلية والإخوان، واستغلينا تقاعس الداخلية في الدفاع عن النظام بشراسة، والخلاف بين نظام الإخوان والقنوات الإعلامية، فكان يتم إبراز أي تحرك على أنها تحركات قوية. أما الآن، فنحن أمام نظام على وفاق مع وزارة الداخلية وتدافع عنه بشراسة، وإذا عجزت فإن الجيش "بينزل يدافع عنه بشراسة أيضًا"، ونحن أمام مقومات عمل صعبة جدًا، فمجرد بقائي ونزولي للشارع، وإن لم يكن بنفس الحدة، يعد انتصارًا على حالة الرعب التي خلقها النظام للايحاء للشارع المصري والرأي العام أنه جاهز لقتل "أي حد في أي وقت". كما أن النظام الحالي مسيطر تمامًا على الإعلام، وبالتالي مهما كانت قوة تحركاتنا وكثافتها، لا تصل للناس.
&
هل يمكنكم التظاهر الآن بالملابس الداخلية أو بالبرسيم أمام منزل وزير الداخلية نفسه؟
"أكيد لأ". نعترف أن سيطرة النظام على الإعلام تمنعنا من أن نقدم على هذه المغامرة مرة أخرى. ونعترف أيضًا أن المسألة ليست مقارنة بين نظام مرسي ونظام السيسي، ولكنها مقارنة بين مقومات العمل في كلا العهدين. ولو توافرت لنا المقومات نفسها، فلن نتظاهر أمام منزل وزير الداخلية بالملابس الداخلية، لأننا أرتأينا بعد الفعالية مباشرة أن استهداف بيوت المسؤولين ليس أمرًا سياسيًا محمودًا، وأنه يمكن استهدافهم أمام مقر أعمالهم، وليس أمام بيوتهم.

وهل ممكن أن تفعلوا ذلك أمام وزارة الداخلية أو مقر الحملة الإنتخابية للسيسي أو القصر الجمهوري؟
آه.. آه (نعم..نعم)

أربكنا تراجع الشركاء

هل تشعر بالندم على الخروج في تظاهرات 30 يونيو، والإتيان بنظام عسكري هو أشد شراسة من سابقه؟
لم نأتِ بالنظام العسكري لكننا مستاؤون من المساهمة في حدث مهد الطريق للأسوأ. ومستاؤون من المساهمة في تمهيد الطريق لمرسي، لاسيما أن عهده اتسم بالفوضى. كانت الظروف تحتم التحرك في اتجاه 3 يونيو مع شركاء مدنيين كنّا نثق فيهم، ويؤمنون بالديمقراطية ومدنية الدولة، إلا أننا فوجئنا بعد ذلك بأنهم أكثر الناس دعمًا للسيسي وللنظام العسكري. وهذا الأمر أربكنا، ولم يكن ضمن حساباتنا.
&
وما تفسيرك لتحول هؤلاء الشركاء؟
إنها المصالح السياسية، فهم مثل الإخوان بالضبط. عملوا من أجل مصالحهم فقط. الإخوان إيدوا الأمان للمجلس العسكري، مقابل أن يتركهم يحكمون البلد. هؤلاء الشركاء المدنيون أيضًا أعطوا الأمان للمجلس العسكري مقابل أن يحصلوا على جزء من المناصب. جماعة الإخوان والتيار المدني كانا يحاولان استمالة القوى الصلبة على أساس أن وجودها في صفه كفيل بأن يجعله يسيطر على البلد، إلا أن المجلس العسكري كان أذكى منهم، وحصل على مميزات من الإخوان ثم التيار المدني، وهو الآن يحكم البلد وقد حصل على جميع الإمتيازات.
&
ليس منقذًا

هل ترون السيسي منقذًا لمصر من الإخوان أم قائد إنقلاب؟
السيسي ليس منقذ مصر من الإخوان. التحركات الشبابية في الشارع والحشد الجماهيري هي المنقذ، ولولا هذا الحشد ما تجرأ السيسي أو غيره على إصدار "بيان 3/7" أي عزل مرسي وتجميد الدستور وتعيين عدلي منصور رئيسًا موقتًا. ومن الأمور التي جعلت السيسي يتسرع ويصدر هذا البيان هو أنه أحس بأن الحشد الجماهيري قد لا يصمد فترة طويلة، وبالتالي تسرع وأعلن أن "يمشي محمد مرسي". وعلى المستوى الشخصي، السيسي رجل ديكتاتوري طبعًا، للأسف الشديد متواطئ في اراقة دماء الإخوان. أما على المستوى السياسي، فإني لا أستطيع الحكم عليه إلا عندما يصبح رئيسًا للجمهورية.
&
حدثت لقاءات للسيسي مع رموز شبابية في أعقاب ثورة 25 يناير، وكنت من الحاضرين. كيف كنتم ترونه في تلك الفترة وما تلاها؟
وجدنا السيسي كما قال عنه حازم صلاح أبو اسماعيل، إنه ممثل بارع. الطريقة نفسها التي كان يتحدث بها الآن، هي التي كان يتكلم بها وقتها، بالفعل هو ممثل بارع.

ثمة أصوات تنادي بمحاكمة السيسي، ومنها منافسه حمدين صباحي الذي وعد شباب الثورة بذلك ثم تراجع، هل ترونه يستحق المحاكمة؟
لا بد من محاكمة السيسي. هو مسؤول بشكل مباشر باعتباره وزير الدفاع السابق عن الدم الذي سال خلال الفترة الماضية، كما أنه مسؤول عن تورط الجيش المصري في الجبهة الداخلية. كلاهما جريمة يستحق عليها المحاكمة. وفي تقديري أن صباحي استخدم جملة محاكمة السيسي لإسترضاء مجموعة ثورية، يرى أن مصلحته تتحقق بدعمها له. وقال لهم الكلام الذي يحبون سماعه، وهو محاكمة السيسي.
&
تنصيب السيسي

ما موقفكم من الإنتخابات الرئاسية الحالية؟
ليست هناك انتخابات رئاسية في مصر، إنها مجموعة مظاهر قانونية لتنصيب السيسي رئيسًا، أو كما وصفها الناشط خالد علي "العروسة حامل وعاوزين يكتبوا الكتاب". ولن نشارك في هذه المهزلة، وسنعمل للضغط من أجل تحقيق أهداف الثورة.
&
وكيف تمارسون عمليات الضغط، والنظام أسهل حاجة عنده القتل، كما تقول؟
أي نظام يكون شرسًا في بدايته، ولذلك فالمقاومة ضده لا بد أن تكون عقلانية، لا بد من نفس طويل للتمهيد للرأي العام، ثم البدء في تسريع الوتيرة من أجل التخلص من هذا النظام العسكري. وهذا ما سنفعله.

وكم من الوقت تتوقعون أن تستغرق نضالاتكم في هذا الاتجاه؟
الأمر يتوقف على سقطات النظام نفسه، وليس نجاحاتنا، هذه السقطات هي ما تسرع الوتيرة أو تهدئ منها. كما أننا لا نستهدف النظام في حد ذاته، فإذا جاء السيسي وحقق مطالب الناس فنحن لسنا ضد ذلك، رغم أننا سنفتقد الدولة المدنية، ويمكن أن نتنازل عن مدنية الدولة إذا حقق مطالب الناس، لكننا لن نقبل أن يظل السيسي رئيسًا أكثر من ثماني سنوات.
&
ما موقفكم من حمدين صباحي؟
نحترم قراره بالمشاركة في الانتخابات، ونحترم تاريخه، لكننا لا نعترف بالإنتخابات التي يخوضها.

لكن البعض يرى أن مشاركة صباحي ديكورية؟
أصدق القول في هذا الأمر ما ورد على لسان محمد عبد العزيز، عضو حملة تمرد، الذي أفصح عنه بعد ترشح السيسي للإنتخابات، فهو قال إن حملة تمرد اتفقت مع المجلس العسكري على أن صباحي هو بديل الإخوان. وأعتقد أن صباحي يشارك في الانتخابات من هذا المنطلق، فقد كان هناك اتفاق لم يتم الوفاء به، وبالتالي الرجل سيخوض التجربة.
&