حزب الله متهم بالسعي إلى الفراغ الرئاسي بهدف تحسين وضعه في مجلس النواب ومجلس الوزراء، كما يُحمِّل كل فريق الفريق الآخر مسؤولية هذا الفراغ الذي يهدِّد لبنان رئاسيًا وبرلمانيًا.

بيروت: هل صحيح أن حزب الله يسعى إلى الفراغ الرئاسي في لبنان لتحسين وضعه سياسيًا، وما الهدف من السعي إلى هذا الفراغ؟

يؤكد النائب نضال طعمة (المستقبل ) في حديثه لـ"إيلاف" أنه من الواضح أن فريق 8 آذار (مارس) بما فيه حزب الله يصر إلى أخذ لبنان إلى الفراغ الرئاسي، وهناك غاية من وراء ذلك، والنظام الحالي لم يستطع أن يصدر أي شيء، بالتالي يجب أن يتغيّر ويجب العودة إلى نظام تأسيسي جديد، تحت اتفاق الطائف والدوحة، هناك قسم من 8 آذار (مارس) نفى السعي الى الفراغ وشاهدنا رئيس مجلس النواب نبيه بري أخيرًا قد رفض الهيئة التأسيسية، وحزب الله غايته تغيير النظام في البلد.

بدوره، يقول النائب مروان فارس ( الحزب السوري القومي الاجتماعي) لـ"إيلاف" إن من يريد أن يغرق لبنان بالفراغ هو فريق 14 آذار (مارس) من خلال ترشيحه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، لرئاسة الجمهورية، وهذا الفريق يعلم أن فريقنا لن يقبل به، والشعب اللبناني بغالبيته لا يقبل به، و8 آذار بما فيه حزب الله يسعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لذلك تم تسهيل تشكيل الحكومة على أقصى الحدود، وقبل حزب الله بتلك الحكومة بوزارات غير سيادية، أما بالنسبة لرئاسة الجمهورية فالفريق الآخر قام بترشيح شخص يتحدى اللبنانيين ولا يقبل به فريقنا.

تحسين وضع حزب الله

ماذا عن الحديث بأن حزب الله يسعى إلى الفراغ الرئاسي لتحسين وضعه داخليًا؟ يقول طعمة إن حزب الله لا تهمه تلك الحكومة والحكومة السابقة كانت الأنسب له، ولكن الموضوع مرتبط بنظام البلد ككل، فهل حزب الله مقتنع بالكيان اللبناني الحالي خصوصًا بعدما سمعنا التصريحات الإيرانية الأخيرة، أن حدود إيران تصل إلى البحر الأبيض المتوسط، هناك إشارات عدة مخيفة اليوم في لبنان.

في هذا الصدد يقول فارس:" إن الأمر غير صحيح برمته، فلو أراد حزب الله تحسين وضعه لفعل ذلك في الحكومة الحالية، من خلال وزارات سيادية، بل بالعكس قام بتسهيلات لتشكيل الحكومة، لأن خيار حزب الله ليس الحكومة اللبنانية إنما الحفاظ على حزب الله بوجه إسرائيل".

فراغان

هل السعي إلى فراغ رئاسي يؤدي إلى فراغ آخر في المستقبل في المجلس النيابي؟ يشير طعمة إلى أن كل شيء ممكن، فالسعي إلى فراغ كامل قد يشمل مجلس النواب، ويصبح غير مقبول التجديد للمجلس مع فراغ كامل قد يهدد لبنان في المستقبل.

عن التدخل الخارجي للحد من الفراغ في لبنان، يقول طعمة ما يحدث في لبنان لا ينفصل بطريقة أو بأخرى عمّا يجري إقليميًا، والبلد للأسف ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، ولا شك أن دول الخارج ستتدخل رغم إصرارها الدائم بأن الاستحقاق الرئاسي هو شأن داخلي يخص اللبنانيين وحدهم، والكل يتدخل بطريقة ما، هناك من يربط الانتخابات اللبنانية بانتخابات سوريا وآخرون بانتخابات العراق، والحوار الإيراني الأميركي، وعندما يقرر الخارج تنتظم الأمور في لبنان.

يؤكد فارس أن الخوف موجود من فراغين رئاسي وبرلماني، وسنحاول قدر المستطاع انتخاب رئيس للجمهورية خارج فريق 14 آذار (مارس)، ولن نقبل بجعجع كرئيس للجمهورية لأنه يشكل تحديًا لمعظم اللبنانيين.

وضع لبنان

أي وضع للبنان في ظل التهديد بفراغين رئاسي وبرلماني؟ يؤكد طعمة أن الجميع كان يتمنى أن يحظى ترشيح رئيس القوات اللبنانية بدعم الكل لعدم الوصول إلى الفراغ الرئاسي، هناك خوف على لبنان في ظل وجود اللاجئين السوريين، وفي ظل وجود الصراعات الإقليمية، نأمل ألا يكون هناك مخطط للمنطقة ككل، وألا يكون لبنان على طريق الزوال لا سمح الله.

يرى فارس أن الوضع سيكون صعبًا، فتشكيل الحكومة ساعد في تسهيل الوضع الاقتصادي في لبنان، أما اليوم فهناك مطالبات اجتماعية كثيرة منها سلسلة الرتب والرواتب وقد ظهرت بوجه الحكومة الجديدة، علمًا أننا كحزب نؤيد مطالب العمال في لبنان.