من المعروف أن تصريحات مؤسس الجبهة الوطنية في فرنسا جان ماري لوبان تشكل تحريضًا على العنصرية، لكنه مؤخرًا تفوق على نفسه عندما راهن على فيروس ايبولا الفتاك للقضاء على المهاجرين والمسلمين.
إعداد بد الاله مجيد: أعلن مؤسس الجبهة الوطنية في فرنسا ورئيسها الفخري جان ماري لوبان أن فيروس ايبولا الفتاك يمكن أن يحل مشكلة الانفجار السكاني في العالم، ويحل امتدادًا لذلك مشكلة المهاجرين في اوروبا ايضًا.
مسيو ايبولا
وقال لوبان الذي كان يتحدث في مدينة مارسيليا قبل أن يحضر اجتماعًا انتخابيًا مع ابنته مارين لوبان زعيمة الجبهة اليمينية المتطرفة، "إن هناك انفجارًا سكانيًا في العالم يهدد باغراقه". ثم اضاف "أن المسيو ايبولا قادر على حل المشكلة في غضون ثلاثة اشهر".
والمعروف أن ايبولا من اشد الفيروسات فتكًا في العالم، ولا يوجد علاج أو لقاح ضد الحمى النزيفية التي يسببها الفيروس. واطلق لوبان المرشح لانتخابات البرلمان الاوروبي يوم الأحد عن الدائرة الجنوبية الشرقية تصريحاته التي اثارت موجة غضب عارمة، خلال ندوة مع الصحافيين.
دين قهر!
بعد ذلك القى لوبان البالغ من العمر 85 عامًا كلمة في اجتماع حضره نحو 1500 من انصار الجبهة الوطنية قال فيها إن وضع الهجرة تفاقم في فرنسا بسبب الحقيقة الماثلة في أن غالبية المهاجرين هم من المسلمين والاسلام "دين هدفه القهر... ويزداد قهراً عندما يشعر بقوته وهم يشعرون بكثرتهم".
وتابع لوبان أن فرنسا وأوروبا بأسرها عرفت "ظاهرة كارثية هي غزو المهاجرين الذي لا نرى منه إلا البداية اليوم"، وقال "إن هذه الهجرة الهائلة تهدد بإحلال حقيقي للسكان إذا لم نصل الى السلطة بسرعة كافية لانهاء سياسة الانحطاط المتَّبعة منذ عقود".
فكّان فولاذيان
وأعقبت لوبان على منصة الخطابة ابنته مارين، التي اثارت تصريحات والدها شكوكًا في صدق حملتها لاقناع الناخبين بأن الجبهة الوطنية تجاوزت ايام كانت منظمة لليمين المتطرف والنازيين الجدد. ولكنها أكدت مجدداً على الركنين الأساسيين لبرنامج حزبها الانتخابي في معاداة المهاجرين ومناهضة الاتحاد الاوروبي.
وقالت مارين لوبان إن فرنسا واقعة بين "فكين فولاذيين" هما "من جهة استيراد ثقافات اجنبية بموجة من الأجانب الذين، بخلاف من جاؤوا قبلهم، يريدون أن يفرضوا تغييرًا على سلوكنا وحياتنا، ومن الجهة الأخرى هناك المفوضون الاوروبيون الذين يفرضون ادارتهم المجنونة على كل ناحية من نواحي حياتنا اليومية".
وتشير استطلاعات الرأي الى أن الجبهة الوطنية يمكن أن تحصل على 23 الى 25 في المئة من اصوات الناخبين حين يتوجهون الى صناديق الاقتراع لانتخابات البرلمان الاوروبي يوم الأحد متقدمة على حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي ينتمي الى يمين الوسط والحزب الاشتراكي الحاكم.
وكان جان ماري لوبان أُدين عدة مرات بمعاداة الأجانب والسامية. وفي عام 2005 قررت محكمة في باريس أن تصريحاته عن المسلمين في مقابلة مع صحيفة لوموند تشكل تحريضًا على الكراهية العنصرية وغُرم 10 آلاف يورو مع تعويض قدره 5 آلاف يورو. وفي عام 1998 احتج لوبان قائلاً إن المنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم لكرة القدم ليس منتخبًا فرنسيًا لأنه يضم العديد من اللاعبين غير البيض.
التعليقات