بغداد: قتل 25 شخصا على الاقل في اعمال عنف شهدها العراق السبت في حين واصل الاف الزوار الشيعة توافدهم الى الكاظمية في شمال بغداد لزيارة مرقد الامام موسى الكاظم وسط اجراءات امنية مشددة. وسقط القتلى في هجمات وقعت خارج العاصمة، كما افادت وكالة فرانس برس مصادر امنية وطبية.

واسفر الاعتداء الاكثر دموية عن سقوط 10 قتلى و33 جريحا، وذلك في انفجار سيارة مفخخة امام متجر لبيع الكحول في مدينة كركوك (شمال)، وفق ما افادت مصادر طبية وامنية. واستهدف التفجير حي الوسطي في جنوب كركوك، المحافظة المتنازع عليها بين حكومة بغداد المركزية واقليم كردستان العراق.

وفي المحافظة نفسها افادت الشرطة ان ثلاثة اشخاص خطفهم مسلحون مجهولون يرتدون زيا عسكريا من منزلين في غرب كركوك، ثم قاموا بذبحهم ورمي جثثهم. ويعمل الثلاثة مزارعين وينتمون الى عشيرة البو شاهر، وهي احد فروع عشيرة العبيد النافذة في كركوك.

من جهة اخرى، افادت مصادر امنية وطبية في كركوك عن مقتل مدنيين اثنين في هجومين منفصلين باسلحة كاتمة للصوت غرب المحافظة. وفي ديالى (وسط) استهدف انفجار سيارة مفخخة قافلة عسكرية تواكب عمالا ايرانيين يعلمون في انشاء انبوب للغاز في المحافظة. واسفر التفجير عن مقتل ثلاثة ايرانيين وجنديين عراقيين، واصابة 13 شخصا آخرين بجروح بينهم ثمانية ايرانيين.

وفي هجوم آخر استهدف حاجزا للشرطة شمال بغداد قتل اربعة عناصر من الشرطة ومسلحان. وقال مقدم في الشرطة ان "مسلحين مجهولين هاجموا حاجز تفتيش للشرطة جنوب مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد)، ما اسفر عن مقتل اربعة من عناصره".واضاف ان "مسلحين اثنين قتلا في الاشتباك الذي جرى عقب الهجوم".

وفي هجوم منفصل، اصيب قائد صحوة بيجي (220 كلم شمال بغداد) اضافة الى احد مرافقيه وثلاثة مدنيين بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفته، بحسب الشرطة. وفي الموصل، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون بينهم ضابط بانفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا دوريتين جنوب المدينة.

وقتل اربعة مسلحين بايدي عناصر الجيش اثر هجوم تعرض له حاجز عسكري جنوب المدينة، بحسب مصدر عسكري. وفي الفلوجة اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان قوات التدخل السريع تمكنت من قتل 85 مسلحا ينتمون الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في عمليتين منفصلتين.

ويسيطر مسلحون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وآخرون ينتمون الى تنظيمات متطرفة مناهضة للحكومة منذ بداية العام الحالي على مدينة الفلوجة ومناطق متفرقة في الرمادي المجاورة. وتواصل قوات الجيش العراقي فرض حصار على الفلوجة وتخوض معارك مع جماعات مسلحة في محيطها، وتنفذ عمليات ملاحقة لمسلحين في الرمادي.

ويشهد العراق منذ اكثر من عام اسوأ موجة اعمال عنف منذ النزاع الطائفي بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008. وقتل اكثر من 3600 شخص في اعمال العنف اليومية منذ بداية العام الحالي، وفقا لحصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية.

من جهة اخرى، اتخذت السلطات العراقية السبت اجراءات امنية مشددة تواكب زيارة الزوار الشيعة لمرقد الامام موسى الكاظم الذي يقع في شمال بغداد، وذلك بعد هجمات دامية استهدفت الزوار قبل يومين. واغلق عدد من الطرق الرئيسة في وسط العاصمة التي اصبحت مسارات خاصة للزوار الذين قدموا مشيا من مختلف المحافظات وخصوصا الجنوبية والوسطى.

وخصصت القوى الامنية طرقا رئيسة لمرور الزوار وحظرت سير المركبات، خشية تعرض هؤلاء لهجمات بسيارات مفخخة قد تشنها التنظيمات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة. وقال العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية لفرانس برس ان "الزيارة تسير بانسيابية، وقيادة عمليات بغداد خصصت سيارات لنقل الزوار العائدين الى مناطقهم".

واشار الى "نشر اعداد كبيرة من الاستخبارات واستنفار جميع الاجهزة الامنية بمساندة طيران الجيش للحد من الهجمات الارهابية". وبحسب الجهات المنظمة فان ملايين الزوار سيتوجهون الى مرقد الامام الكاظم في شمال بغداد، على ان تبلغ الزيارة ذروتها السبت والاحد.

وقد امضى الزوار اياما عدة مشيا قادمين من محافظات بعيدة لإحياء وفاة الامام موسى الكاظم، وهو الامام السابع بحسب الشيعة الاثني عشرية. ويتعرّض الشيعة باستمرار لهجمات يشنها تنظيم القاعدة والتنظيمات التي تدور في فلكه. وقتل الخميس 21 زائرا في ثلاثة تفجيرات استهدفتهم في بغداد، بحسب مصادر امنية وطبية.