يرى محللون لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حفل تنصيبه بأنه وضع أسس بناء الجمهورية الثانية التي يحلم بها الشعب، والتي ستحدد مكانة مصر على خريطة العالم.

&
&
&القاهرة: أشاد عدد من ممثلي القوى والأحزاب السياسية بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمة في احتفالية قصر القبة الرئاسي مساء الأحد، واصفينه بالشامل والواقع، حيث حدد الرئيس السيسي أبرز القضايا التي سيكثف عليها مجهوده في المرحلة المقبلة، وطرح أبرز المشاكل التي يواجهها المجتمع.
ويرى المحللون أن الرئيس قادر على تنفيذ جميع الوعود التي ذكرها في خطابه للأمة، خصوصًا في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وتحقيق الأمن الداخلي والنمو الاقتصادي.
&
خارطة السياسة الخارجية
قال السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف": "الخطاب الذي ألقاه الرئيس السيسي وضع خطوطًا عريضة للسياسة الخارجية لمصر خلال الفترة القادمة، حيث ذكر أن الأمن العربي جزء لا يتجزأ من الأمن المصري، محذرًا الطوائف التي تحاول الإيقاع بين مصر وأشقائها في أفريقيا بسبب مشكلة سد النهضة الأثيوبي، واصفًا العلاقات بأفريقيا بعلاقة الروح بالجسد، ما يعني أن الرئيس سوف يعمل على بناء علاقات عربية أفريقية قوية، وهو ما يمثل تهديدًا لدول بعينها مثل إيران وتركيا وقطر من التدخل في العلاقات مع الدول العربية ومصر، وتهديدهما لأمن دول الخليج، ما سيضطر مصر للتدخل حتى لو عسكريًا".
أضاف: "كما حذر الرئيس من الدول التي تعمل ضد المصالح المصرية بسبب مشكلة سد النهضة مثل إسرائيل، حيث جعل جميع الخيارات مفتوحة أمام القاهرة لحل الأزمة المائية، لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام الحوار".
&
احترام متبادل
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الرئيس قادر على تنفيذ ما وعد به في خطابه بشأن السياسة الخارجية لمصر، بدليل تسابق الدول نحو تقديم العون للقاهرة، كحرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على احترام رغبات الشعب نحو التغيير. كما حرصت دولة أثيوبيا على لقاء وزير خارجيتها بالرئيس لبحث أزمة سد النهضة، وللمرة الاولى&تبادر أثيوبيا بذلك".
أضاف: "السياسة الخارجية لمصر سوف تبني علاقات قوية مع دولة روسيا، نظرًا لوقوفها بجانب القاهرة وتأييدها لثورة 30 يوينو، أما بالنسبة إلى موقف مصر من&قطر وتركيا فمن الواضح في خطاب الرئيس أن مصر حريصة على فتح صفحة جديدة شرط الاحترام المتبادل، ومصر ستمد يد العون لقطر، وفي الوقت نفسه لن تسمح لها بالتدخل في الشأن الداخلي مرة أخرى".
&
دعم سعودي خليجي
قال الخبير الاقتصادي الدكتور سمير عبد الفتاح لـ"إيلاف": "خطاب الرئيس تناول بعض توجهات المرحلة المقبلة بالنسبة للملف الاقتصادي، حيث أكد الرئيس العمل جاهدًا على تنفيذ مشروع ممر التنمية لكونه سيمكن من تشغيل آلاف الشباب، كما عارض الرئيس بعض المؤشرات الأولية لموقفه من تطوير المنظومة الصناعية والصحية، وتوفير الإمكانيات المطلوبة لدى الفلاح، وتحدث في الخطاب عن مشاريع تطوير التعليم وتسهيل جذب الاستثمار وتوفير بدائل للطاقة".
وأوضح الخبير الاقتصادي أن دول الخليج بقيادة السعودية سوف تتولى أعباء التحدي الاقتصادي بنفسها وإزالتها عن كاهل الرئيس المصري وحكومته، "وتجسد ذلك من خلال دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد مؤتمر للدول المانحة لدعم الاقتصاد المصري تكون نواتها الدول الخليجية الثلاث التي كان حضورها بارزًا في مهرجان التتويج، وهي الكويت والإمارات والسعودية، وينتظر أن يصل الدعم الخليجي لمصر خلال هذا المؤتمر ما يفوق 100 مليار جنيه، كما ينتظر فتح تلك الدول لاستثمارات كبرى داخل مصر، مما يفتح الباب أمام تشغيل البطالة والتي وصلت إلى أكثر من 13% من الشباب".
&
دولة القانون
يرى الدكتور كمال الهلباوي، نائب رئيس لجنة الخمسين والقيادي الإخواني السابق، أن الرئيس السيسي قضى على فكر التكتلات والقوى السياسية التي من الممكن أن تشكل ضغوطًا على الرئاسة، وتتدخل في قرارات الرئيس، كما كان يحدث مع مكتب الإرشاد في عهد الرئيس المعزول مرسي أو لجنة السياسات في عهد مبارك، حيث أن الرئيس قطع الشك باليقين في عدم السماح أو مجرد التفكير بوجود دولتين بمصر، وهو نفي صريح بعدم تدخل الجيش في الأمور السياسة للبلاد.
كما أكد الرئيس على هيبة الدولة وسيادة القانون والفصل بين السلطات وتوحيد راية المصريين، وأنه لم يعد هناك مجال للتفاوض وما خلافه الكل ملتزم بالأسس والقواعد التي تنظمها الدولة والدستور والقانون.
وقال الهلباوي لـ"إيلاف": "إن الرئيس السيسي جاد في تحقيق مصالحة وطنية بين الجميع، لكنه أكد في خطابه موقفه من جماعة الإخوان والتيارات المتطرفة بقوله إنه سيعمل جادًا على إتمام مصالحة وطنية بين التيارات الوطنية باستثناء من استخدموا العنف، وأجرموا في حق الوطن والمواطنين وأسقطوا الكثير من الأبرياء، وبالتالي كان الرئيس أكثر وضوحًا بعدم التهاون مع مستخدمي العنف والداعين إلى تعطيل المسيرة نحو المستقبل والراغبين في بقاء الدولة بلا هيبة وسوف يطبق عليهم القانون فورًا".
&
عودة الأمن
قال الخبير الأمني اللواء فؤاد حسين لـ "إيلاف": "عودة الأمن على رأس أولويات الرئيس، فقد ذكره في برنامجه الانتخابي وأكد عليه في كلمته التي وجهها للأمة بقصر القبة، حيث أعطى اهتمامًا كبيرًا لدعم رجال الشرطة معنويًا وماديًا وتجهيزهم بأحدث المعدات من ذخيرة وتكنولوجيا حديثة في مواجهة الجريمة، فالرئيس يدرك جيدًا أن عودة الأمن هي السبيل الوحيد لتحقيق طفرة في المجال الاقتصادي والصناعي وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية".
وأضاف: "الأيام الحالية كشفت عن حدوث طفرات أمنية واضحة يشرف عليها رئيس الحكومة ووزير الداخلية من أجل عودة النظام للشارع المصري، وسوف تثبت مصر للعالم أنها استعادت الأمن والاستقرار، وعادت بيئة خصبة للاستثمارات الأجنبية والعربية".
وأوضح أنه في عهد السيسي لا وجود للإخوان والإرهاب في سيناء،"ولابد أن يعي الجميع أن محاربة الخارجين عن القانون لن تتوقف فجأة، لكن بمرور الوقت يتراجع ويحتاج فقط إلى إرادة سياسية قوية من الرئيس".
&
دور المرأة
أكد الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، لـ"إيلاف"، أن خطاب السيسي ركز على ضرورة وجود علاقات اجتماعية قوية بين أفراد المجتمع بدعوة الأزهر والكنيسة للعمل على نشر الأخلاق ونبذ التعصب الديني، الذي اعتبره سببًا لنشر الفتن داخل المجتمع المصري على مدار السنوات الثلاث الماضية. كما أعطى الخطاب اهتمامًا خاصًا للمرأة المصرية، التي كان لها دور بارز في التحول الديمقراطي خلال ثورتي 25 يناير و30 يوينو. وحرص الرئيس على سعيه لتواجد قوي للمرأة في البرلمان القادم، كما أعطى اهتمامًا للقوانين التي تعيد بناء المجتمع المصري، مثل قانون التحرش الجنسي بالشوارع.
وأضاف حسب الله: "خطاب السيسي وثيقة عهد جديد لبناء الجمهورية الجديدة التي يحلم بها الشعب لمصر بالداخل والخارج، وللمرة&الاولى&نجد وضوح السياسة الداخلية والخارجية للرئيس حتى نستطيع محاسبته على ما وعد به الشعب ".