فيما يتصاعد الشد الطائفي في العراق على خلفية سيطرة تنظيم داعش على مناطق مختلفة في البلاد، وما يصاحبه من تأجيج اعلامي وسياسي مضاد، فقد تصدى المرجع الشيعي الاعلى السيستاني لهذا الوضع الذي ينذر بحرب شيعية سنية داعيًا الى الابتعاد عن أي تصرف ذات وجه قومي أو طائفي.. فيما أكد نجيرفان بارزاني أن الأكراد لا يسعون لإحتلال أي منطقة في البلاد.
لندن: وجه المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني تعليمات برفع صوره التي وضعتها قنوات فضائية عراقية في صدارة شاشاتها واستبدالها بخارطة العراق، كما دعا المواطنين الى الابتعاد عن أي تصرف ذات توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني.
ناشد السيستاني في بيان اطلعت عليه "إيلاف" جميع المواطنين، ولاسيما في المناطق المختلطة، بأن يكونوا "بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة".. وشدد على ضرورة "أن يعملوا على ما يشد من أواصر الالفة والمحبة بين مختلف مكوّناتهم".
وطالب السيستاني المواطنين بالابتعاد عن أي "تصرف ذات توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني للشعب العراقي". وأكد ضرورة اجتناب المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية، ودعا الجهات الرسمية ذات العلاقة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة للمنع منها.
وكان السيستاني دعا على لسان معتمده في كربلاء، الجمعة الماضي، العراقيين إلى حمل السلاح وقتال الارهابيين دفاعًا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، والتطوع للانخراط في القوات الأمنية في دعوة وصفت بأنها إعلان للجهاد.
وأكد أنّ العراق وشعبه يواجهان تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً.. موضحًا أن الارهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات مثل نينوى وصلاح الدين فقط، وانما يستهدفون ايضاً جميع المحافظات، كما اعلنوا، ولا سيما بغداد وكربلاء والنجف، وجميع العراقيين في جميع مناطقهم. وشدد على أنه لذلك فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مهمة الجميع ولا تخص طائفة دون أخرى أو طرفاً دون آخر.
وقد أثار استيلاء تنظيم داعش على مساحة كبيرة من الأراضي بشكل مفاجئ وإجبار جنود الجيش العراقي المفكك على الهرب مخاوف إيران والولايات المتحدة التي ساعدت على صعود المالكي للسلطة بعد غزوها العراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين. وارتفعت أسعار النفط بسبب مخاوف من أن يعطل التنظيم في العراق والشام الصادرات من العراق أحد أعضاء منظمة أوبك.
الأكراد لا يسعون لإحتلال أي منطقة عراقية
من جانبه، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني أن قوات البيشمركة لم تتحرك لإحتلال أية منطقة، مشيرًا الى أن الإقليم على اتصال مستمر مع بغداد، فيما شدد على أن معالجة الوضع في العراق بحاجة إلى حلول سياسية.
وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع ممثل الأمين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف في أربيل عاصمة الاقليم إن "تحرك قوات البيشمركة جاء نتيجة حدوث فراغ أمني بعد الانسحاب الكامل لقوات الجيش العراقي من تلك المناطق"، مبينًا أن "قوات البيشمركة لم تتحرك لاحتلال أية منطقة".
ويأتي توضيح المسؤول الكردي هذا ردًا على ما وجهه سياسيون واجهزة اعلام للأكراد باحتلالهم للكويت واستغلالهم للانهيارات الأمنية التي تشهدها مناطق مختلفة من العراق للدفع بقواتهم والسيطرة عليها. وأضاف بارزاني أنه "قبل الأحداث كنّا على اتصال مع بغداد وطلبنا منهم بضرورة التنسيق في المجال الأمني"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن "الإقليم على اتصال مستمر حاليًا مع بغداد".
وقال إن "وظيفة القوات الأمنية في كردستان بحسب الدستور هي حماية إقليم كردستان"، لافتًا في تصريحاته التي نقلتها "السومرية نيوز" من اربيل الى أن "أولويتنا ستكون حماية أمن كردستان". وأكد بارزاني أن "الوضع الحالي في العراق لا يمكن معالجته من خلال العمليات الأمنية والعسكرية"، موضحًا أن "معالجة الوضع بحاجة إلى حلول سياسية جذرية إلى جانب الحل الأمني".
وعلى الصعيد نفسه كشف مسؤول عسكري كبير أن قوة عسكرية قادمة من بغداد ومعززة بالمروحيات وصلت الى كركوك. وكان الجنود العراقيون انسحبوا من&مواقعهم بشكل مفاجئ، مما ادى الى سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" والمتحالفين معهم على مراكز أمنية عديدة.
ومن جهته، قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين.
التعليقات