ميرانشاه: اعلن الجيش الباكستاني الخميس انه على وشك السيطرة على ميرانشاه كبرى مدن المنطقة الشمالية الغربية التي يشن منها هجومه لطرد مقاتلي حركة طالبان باكستان والقاعدة الذين اتخذوها موئلا لهم.
وصباح الخميس، قال مسؤولون محليون ان ستة متمردين اسلاميين قتلوا في غارة نفذتها طائرة اميركية مسيرة في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان.
وكان الجيش الباكستاني نظم الاربعاء للمرة الاولى منذ بداية الهجوم في منتصف حزيران/يونيو رحلة للصحافيين الى المنطقة التي كان المتمردون يسيطرون على جزء منها في السنوات الاخيرة.
وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان المدينة التي كانت قبل هجوم الجيش مركزا للتبادل بين افغانستان القريبة جدا وباكستان، تبدو مقفرة يغطي ارضها حطام مبان تعرضت للقصف الجوي في بداية الهجوم.
وباستثناء الجنود، لا يتجول في المدينة سوى الكلاب والحمير بحثا عن بقايا طعام.
وقال الجنرال ظفر الله خان المسؤول عن العملية ان "حررنا 80% من المدينة من الارهابيين". الا انه اوضح انه بقي عدد كبير من القنابل المزروعة في المدينة والتي ينبغي تفكيكها.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال عاصم باجوا ان ميرانشاه كانت قبل الهجوم اشبه "بسوبرماركت" يتزود فيه الجهاديون بكل حرية "الاسلحة والمتفجرات والصواعق".
وذكرت مصادر محلية ان معظم المتمردين فروا من المنطقة قبل الهجوم.
وعرض الجنود للصحافيين ايضا مكانا وصف بانه "مركز لتدريب الانتحاريين" وضعت فيه سترات ناسفة تم صفها امام جدار.
وقال الجيش انه عثر في المجموع على 32 طنا من المواد المتفجرة في ميرانشاه بما فيها عبوات يدوية الصنع والغام وقنابل يدوية.
وفي الصباح اطلقت طائرة اميركية بدون طيار اربعة صواريخ على مجمع في دوغا ماشا مدا خيل القرية الواقعة في شمال وزيرستان بالقرب من الحدود الافغانية وعلى بعد 35 كلم عن ميرانشاه، كما قال مسؤولون في اجهزة الامن.
وصرح احدهم لوكالة فرانس برس ان "الصواريخ دمرت المجمع بالكامل وعربة متوقفة في الخارج، وقتلت ستة متمردين".&&
واكد مسؤول امني محلي آخر لوكالة فرانس برس الهجوم وحصيلة قتلاه موضحا ان المتمردين قتلوا اربعة اجانب بينهم باكستانيان فرا الى ميرانشاه في بداية الهجوم.
الا ان هذه الحصيلة لم يتم تأكيدها من مصدر مستقل نظرا لعدم وجود وسائل اعلام في المنطقة.
وبدأ الجيش الباكستاني هجومه في شمال وزيرستان القبلية في 15 حزيران/يونيو لضرب معاقل المتمردين الذين استخدموا المنطقة منطلقا لهجمات في جميع انحاء هذا البلد النووي.
وبقيت المنطقة لفترة طويلة معقلا للاسلاميين المتشددين من كل الجماعات، بما فيها حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة ومقاتلين اجانب بمن فيهم الاوزبك والطاجيك.
واعلنت السلطات الباكستانية الاربعاء ان اكثر من 800 الف نازح تسجلوا منذ بداية الهجوم العسكري في شمال غرب البلاد، مشيرة الى ان المنطقة القبلية المستهدفة اصبحت شبه خالية من المدنيين.
ومنذ بدء الهجوم هرب سكان هذه المنطقة المحاذية لافغانستان الى المدن والمناطق المجاورة وخصوصا الى بانو ولاكي مروات وكرك وديرة اسماعيل خان وبيشاور في الشرق الافغاني.
وقال ارشاد خان مدير هيئة ادارة الكوارث في المناطق القبلية لوكالة فرانس برس انه حتى اليوم "سجل 833 الفا و274 نازحا في 66 الف و726 عائلة من شمال وزيرستان". واضاف ان ثلاثين بالمئة من هؤلاء النازحين هم نساء و43 بالمئة اطفال.
وكان عدد سكان شمال وزيرستان النائية، والتي يصعب الوصول اليها، يقدر بما بين 500 الف ومليون نسمة قبل هجوم الجيش الباكستاني.
ومنذ بدء الهجوم اعلن الجيش انه قتل حوالى 400 متمرد وخسر عشرين جنديا، في ارقام يستحيل التحقق منها من مصدر مستقل اذ انه لا يسمح لوسائل الاعلام بدخول المنطقة.
التعليقات