تعالت أصوات التنديد بما يتعرض له مسيحيو الموصل، وانطلقت نداءات لفتح بيوت البغداديين لاخوانهم الهاربين من ظلم المسلحين. وأعرب كثيرون عن استعدادهم لاستقبال الاسر النازحة منهم.


عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد كثيرون من أهل بغداد استعدادهم لاستقبال الاسر المسيحية النازحة من مدينة الموصل، وتقاسم سبل العيش معهم، وسط غضب شعبي واسع وحزن واضح في احاديث صار مسيحيو الموصل محورها.

ونظمت مجموعة من مثقفي العراق في كنيسة مار كوركيس تظاهرة احتجاج وصلوا مع الجماعة وقرأوا القداس مشتركًا، مؤكدين أن الاجراس المشرقية لن تتوقف في العراق، ومطلقين حملة "نفتح بيوتنا وقلوبنا لاخوتنا"، التي اكدوا انها تلقى تجاوبًا كبيرًا، إذ اعلن العراقيون عن تبرعهم باماكن لسكن العوائل المهجرة.

لقمة الخبز وأكثر

اكد المواطن عبد الجبار صمد، الموظف في وزارة التربية، أنه على استعداد لاستقبال اسرة مسيحية بحسب ما يحتمله بيته. وقال: "ما يحدث لإخواننا المسيحيين كارثي، ومن المعيب أن يحدث ونحن نتفرج، والحكومة لم تحرك ساكنًا، انه حزن كبير أن يطرد هؤلاء الناس من بيوتهم من قبل ارهابيين يدعون الاسلام، والاسلام منهم براء".

أضاف: "تضامنًا مع اخوتنا المسيحيين افتح ابواب بيتي لاسرة كريمة للعيش مع اسرتي وتقاسم الخبز معهم بكل فخر، لانني اشعر بالحزن للالام التي يعيشها المسيحيون الذين طردهم الدواعش الاوباش من ديارهم".

وعرض المخرج المسرحي احمد حسن موسى فتح منزله لثلاث اسر، وقال: "اتمكن بحمد الله أن استضيف ثلاث عوائل مسيحية، او من ضاق بهم الحال من التركمان والشبك، واتكفل بنقلهم جوا إلى بيتي المتواضع، فمرحبا بهم".

باسم الدين!

ووجّه المواطن علي حسين نداء إلى العوائل المسيحية المهجرة، وقال: "إلى أخواني المسيحيين المهجرين قسرًا، لدي مقر شركتي ويتسع لعائلتين كبيرتين، ومؤثث أثاثا كاملا ولا ينقصه شيء، وأنا مستعد لصرف راتب شهري لكل عائلة قدره مليون دينار، ودفع أجور دراسة أولادهم لحين أيجاد عمل مناسب لهم".

واعربت النائبة فيان دخيل عن ألمها متسائلة عن الذنب الذي اقترفوه: "اليوم يهجر المسيحيون من ارضهم وقبلهم هجرنا نحن الايزيديين وشردنا وقُتلنا على الهوية او على الدين، اليوم سلبت أموال المسيحيين في الموصل وقبلها سلبت أرواحنا في الموصل وكله باسم الدين".

في عيوني

وأبدت السيدة سوسن كمال استعدادها لاستضافة أسرة مسيحية اذا قبل المسيحيون بهذا، وقالت: "بكيت وانا اشاهد صور المسيحيين المشردين، وهم المدللون الطيبون، انهم لا يستحقون ما جرى لهم، واللعنة على داعش والدواعش، فأين المروءة واين العشائر العربية الكريمة لتحمي هؤلاء الناس المسالمين الذين اخرجتهم داعش بملابسهم فقط؟".

وأضافت: "بيتي بسيط، الا انني على استعداد أن استضيف اسرة مسيحية وأضعها في عيوني وفي قلبي، فنحن عراقيون ولا فرق بيننا، وسوف افتخر اذا قبلت اسرة مسيحية أن تسكن في بيتي إلى أن يفرجها الله عليهم".

العار العار

أما الصحافي عامر القيسي فقال: "لا أحد يستطيع أن يبرئ نفسه من العار الذي لحق وسيلحق بنا جميعًا ونحن نتفرج على العوائل المسيحية تغادر أرضها وتاريخها وذاكرتها من نينوى، التي يضفي الوجود المسيحي عليها هوية من نمط خاص".

وأضاف: "تهجير المسيحيين ليس دقًا لناقوس الخطر، انه الخطر نفسه، وأقسى من التقسيم الذي بشرنا به اولاد العم سام واولاد العمومة وقادتنا الكرام، فكم نستحق هذا العار! ما زلنا نتحدث عن رئيس كردي ورئيس وزراء شيعي ورئيس مجلس نواب سني، ما زلنا غارقين بالاغلبية والاقلية ونظام الزوجي والفردي الذي لا يختلف عن مستعصيات فك الزحام على المناصب، ما زلنا نتشاتم ونسقط بعضنا بعضًا ونعقد الصفقات الملوثة بالدم، فيما ينداح التاريخ من بين اصابع الوطن ليرحل إلى المجهول".