قتل 16 شخصًا على الأقل وأصيب 81 آخرون في اشتباكات عنيفة اندلعت فجر الإثنين في محيط معسكرات تابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) بين الجيش ومجموعات مسلحة، وفق ما أفادت مصادر طبية وعسكرية وكالة فرانس برس.

قالت مصادر طبية إن مستشفى المرج (100 كلم شرق بنغازي) تلقى ثمانية قتلى وخمسين جريحاً، فيما استقبل مركز بنغازي الطبي ثمانية قتلى وعشرة جرحى ومستشفى بلدة الأبيار (70 كلم جنوب شرق) 21 جريحًا.

واوضحت المصادر الطبية التي لم تشأ كشف هويتها أن "معظم القتلى والجرحى من العسكريين"، لافتة الى أن ثلاثة مدنيين بينهم مصري قضوا بسقوط صاروخ على منزلهم.

وقال مصدر عسكري مسؤول إن "الاشتباكات اندلعت فجر الإثنين واستمرت طوال اليوم بسبب هجوم من أفراد مجلس شورى ثوار بنغازي، وهو ائتلاف لكتائب الثوار المكونة في معظمها من الإسلاميين، للاستيلاء على معسكر تابع للواء 319 مشاة الواقع في منطقة بوعطني".

واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "خمسة حراس متواجدين في المعسكر، الذي تمت مهاجمته، قتلوا خلال الهجوم"، لافتاً إلى أن "الهجوم على المعسكر استدعى تدخل القوات الخاصة والصاعقة بمعسكراتها وكتائبها الثلاث القريبة من الموقع".

وأوضح أن "الكتائب الرئيسية المتواجدة في المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني، إضافة إلى معسكري الكتيبة 36 والكتيبة 21 شاركت في صد الهجوم، إضافة إلى مساندة قتالية لمروحيات تابعة لسلاح الجو الليبي".

وأشار إلى أن "مجلس شورى ثوار بنغازي اقتحموا الثكنة من الباب الخلفي واندلعت اشتباكات بينهم وبين القوة الموجودة داخل المعسكر فيما جاءت السرايا من قوات الصاعقة لصد الهجوم ومساندة وحدات معسكر اللواء 319"، مؤكداً أن القوات الخاصة وقوات الصاعقة تمكنت من صد المهاجمين بعد أن نجحوا في السيطرة على المعسكر في بداية الاشتباكات.

الى ذلك، تساقطت قذائف عدة مجهولة المصدر على أحياء سكنية في مدينة بنغازي مخلفةً أضرارًا مادية جسيمة، بحسب ما افاد شهود عيان فرانس برس.

واللواء 319 تكون بعد الثورة من الثوار السابقين الذين قاتلوا في العام 2011 قوات معمر القذافي الذي أسقط نظامه، ومعظم أفراد هذا اللواء من الإسلاميين الذين يتبعون التيار السلفي المعتدل.

لكن من الصعوبة بمكان أن يحدد أي مسؤول الوحدات العسكرية النظامية وخصوصاً بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف ايار/مايو الماضي انشقاقه عن الجيش وتكوين وحدات عسكرية لمكافحة ما وصفه بـ"الإرهاب" تحت اسم عملية "الكرامة".

وانضمت للواء حفتر وحدات عدة كبيرة في الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية.

وفي كلمة متلفزة له قبل يومين، هدد حفتر "بتصعيد عملياته العسكرية" التي لم تتوقف، اذ شهدت الفترة الماضية بشكل شبه يومي قصفاً عنيفًا بالمدفعية الثقيلة لمواقع يتمركز فيها الثوار السابقون وخصوصاً في القوارشة وسيدي فرج والهواري.

وفي المقابل، تزايدت أعمال القتل عبر استهداف مواطنين وعسكريين وأفراد في قوات الامن ورجال دين في اطار اغتيالات منهجية لم تعرف حتى اللحظة الجهة التي تقف خلفها.
&