اسلام آباد: اعلنت القوات الباكستانية بفخر نصرا جديدا حققته ضد حركة طالبان بعد غارات مكثفة شنتها على احدى قرى شمال غرب البلاد الاسبوع الماضي لكن هذا النصر ووجه بالغضب والخوف بعدما تبين سقوط عشرات النساء والاطفال فيه.
&
وفي البداية اختصر الجيش الباكستاني الحادث في الـ16 من تموز/يوليو بالقول "صباح اليوم قتل 35 ارهابيا فارا في غارات جوية في وادي شوال". ومنذ بداية الحملة العسكرية ضد حركة طالبان في منطقة القبائل في شمال وزيرستان في منتصف حزيران/يونيو يصدر الجيش بيانات اعلامية في اطار مواكبة الاحداث.
&
ويعتقد ان 500 "متمرد" قتلوا حتى الآن في الحملة العسكرية المدعومة من اهم الاحزاب السياسية الباكستانية ومن الاعلام على حد سواء، اذ ينظر اليها على انها طريقة لمعالجة التمرد الاسلامي المستمر منذ حوالى عقد من الزمن واسفر عن فقدان آلاف الارواح.
&
ويبقى من المستحيل التأكد من صحة تلك الحصيلة الرسمية ما يثير تساؤلات الناشطين الحقوقيين حول حقيقة ضحايا تلك الحملة.
&
وبحسب سكان في القرية المستهدفة في هجوم الاربعاء فان 37 مدنيا قتلوا من بينهم 20 امرأة وعشرة اطفال.
&
وتحول نصر الجيش الباكستاني الى حادث اثار غضب رجال القبائل الذين استطاعوا الهرب الى مدن حدودية داخل باكستان وتوعدوا الاثنين بالسير نحو العاصمة اسلام اباد اذا لم تتوقف العملية في اقرب وقت ممكن.
&
وبدأ القصف في وادي شوال قبل الساعة الواحدة صباحا ليضيء سماء قرية زوي سيدغاي التي كان سكانها يتهيؤون لتناول طعام السحور.
&
وفي حديث الى وكالة فرانس برس عبر الهاتف قال مالك ميرزال خان، احد زعماء القرية الذي فقد ابنته وشقيقه في الغارات، انها "تواصلت لساعات عدة واستهدفت 11 منزلا".
&
وروى الرجل وهو عضو في لجنة سلام رفيعة المستوى حاولت تحذير الحكومة قبل بدء الهجوم، ان "احدى قنابل الطائرات سقطت لتفجر منزلين من طين وكان من الممكن سماع التفجيرات على بعد 30 كلم".&
&
واكد ان السكان وضعوا لوائح بالقتلى وليس بينهم اي مقاتلين، مشيرا الى ان "ابنتي البالغة 13 من العمر وشقيقي وزوجته وابنيه جميعهم قتلوا".
&
اما باقي القتلى بحسب خان فليسوا "مقاتلين محليين او اجانب ولكن مدنيين ابرياء من بينهم رجال ونساء واطفال. والرجال السبعة الذين قتلوا لم يتورطوا يوما في اعمال قتالية".
&
كذلك قال نور والي خان وهو سائق شاحنة في الـ27 من عمره، انه فقد والدته وزوجتي شقيقيه حين قصف منزله فيما اصيب والده وشقيقه بجروح بالغة.
&
واكد ثلاثة شهود هذه الحصيلة لفرانس برس، لكن الجيش الباكستاني يرفض حتى الآن التعليق على القضية.
&
وقال مسؤول امني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه ان هؤلاء الذين قتلوا كان لديهم الكثير من الوقت للاخلاء.&
&
وتساءل "اذا كان احد الارهابيين يعيش مع عائلته ويرفض التخلي عنها اثناء العملية (العسكرية) ونحن لدينا معلومات استخبارية موثوقة عن هذا الارهابي، ثم نستهدف مخبأه، ماذا تسمون ذلك؟ اضرار جانبية ام ماذا؟".
&
وتابع "اذا استخدم الارهابي عائلته كدرع بشري، ماذا تتوقع من الجيش ان يفعل؟".
&
اما مالك ميرزال خان فاكد ان قريته لم تبلغ بانها ستستهدف.
&
واوضح انه "خلال اجتماع بين مسؤولين عسكريين ومدنيين، اكد لنا انه باستطاعتنا البقاء في منازلنا لان مناطقتنا آمنة وخالية من المقاتلين". واشار الى انه اوصل هذه الرسالة الى السكان وامرهم بعدم مغادرة منازلهم، ولذلك فانه غاضب جدا على الحكومة.
&
وتابع ان "الولايات المتحدة عدوتنا لكنهم لم يقوموا ابدا بعمل وحشي ضدنا مثل الذي شهدناه من الحكومة الباكستانية، من بلادنا".
&
وبالنتيجة فان المشاعر المعادية في الحكومة تزيد في القرية، حتى ان بعض المراقبين يعتقد ان من شان ما يحصل ان يعود بنتائج سلبية على الحكومة عبر انضمام الشباب الى صفوف المتمردين.
&
ووفق والي محمد (28 عاما) فان حقيقة ما حصل يوم الاربعاء سيظهر عاجلا ام آجلا برغم ادعاءات الجيش. واكد ان "الحقيقة لا بد ان تظهر".
&
وشارك حوالي 500 شخص في تشييع القتلى. وردا على سؤال حول لجوء المقاتلين الى القرية، رد عمر خالد وهو مزارع في الـ35 من العمر، غاضبا ان "الحكومة قوية ولا يمكن ان نوقف عنفها. لكن الغارات استهدفت النساء وليس المسلحين".
&
وفي بانو اكد زعماء القبائل في اجتماع الاثنين انه لا يمكن عزل حادثة وادي شوال عما يحصل. وقال زعيم قبائل شمال وزيرستان مالك نصر الله للصحافيين "نريد ان تنتهي الحملة العسكرية في اقرب وقت ممكن لان المدنيين هم اكثر من يعاني".
&
اما مالك ميرزال خان فطالب باجراء تحقيق حول الحادث. وقال "نريد التأكد من ان حادثا كهذا لن يتكرر بحق اناس آخرين لا زالوا يعيشون في وزيرستان".
&
&